فيديو.. ماذا نفهم من هتافات متظاهرى إيران؟.. "لا غزة ولا لبنان" تنتقد تمويل حزب الله بـ800 مليون دولار فى العام.."اتركوا سوريا" غضب من دعم دمشق بـ15 مليار سنويا.. و"لا للجمهورية الإسلامية" رفض صريح للحكم الدينى

الثلاثاء، 02 يناير 2018 04:00 م
فيديو.. ماذا نفهم من هتافات متظاهرى إيران؟.. "لا غزة ولا لبنان" تنتقد تمويل حزب الله بـ800 مليون دولار فى العام.."اتركوا سوريا" غضب من دعم دمشق بـ15 مليار سنويا.. و"لا للجمهورية الإسلامية" رفض صريح للحكم الدينى تظاهرات إيران
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تدخل الاحتجاجات الإيرانية اليوم الثلاثاء، يومها السابع، مع ارتفاع عدد ضحاياها إلى 22 قتيلا، ورغم مرور أسبوع كامل مازالت المظاهرات الإيرانية التى بدت عفوية باندلاعها فى مدينة مشهد الإيرانية، ثم تصاعدت سريعا فى عدد من المدن، إلا أن المشهد لا يبدو مفهوما لدى الكثيرين، خاصة بعدما أبدى عدد من رموز التيار المحافظ المتشدد لهجة تأييدية للاحتجاجات، مما أثار الشكوك كون جزء ما من الاحتجاجات يأتى فى إطار صراع السلطة التقليدى بين "المحافظين" و"الإصلاحيين" وخاصة مع شكوك حول الحالة الصحية لعلى خامنئى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وغياب الأفق الواضح لمن سيخلفه فى حالة موته.

 

واندلعت التظاهرات فى البداية حاملة شعارات المطالبة بوظائف، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، ثم سريعا ما تطورت لتحمل أفكار سياسية واضحة تعبر عن حجم المشكلة فى الشارع الإيرانى، والغضب من طريقة إدارة العديد من الأمور فى السياسة الخارجية والداخلية منذ إعلان نظام الجمهورية الإسلامية عام 1979، خاصة بعد خيبة أمل المواطنين فى تحسن مستوى دخلهم عقب الاتفاق النووى بين إيران والدول الغربية والذى بموجبه رفع الحظر عن تصدير النفط الإيرانى.


"لا غزة ولا لبنان .. كلنا فداكى يا إيران"

 

فى هذا الفيديو يهتف المتظاهرون: "لا غزة ولا لبنان، كلنا فداكى يا إيران"، فى إشارة إلى السخط الشعبى على تبديد أموال الموازنة الإيرانية على دعم حزب الله فى لبنان، وحركة الجهاد الإسلامى فى قطاع غزة.

 

قدرت مؤسسة "FDD" الأمريكية والمهتمة برصد نشاطات الحركات الإرهابية حول العالم، الدعم الإيرانى المقدم إلى حزب الله سنويا بما قيمته 800 مليون دولار سنويا، بما يجعل حزب الله واحدة من أغنى الحركات المتطرفة امتلاكا للمال فى العالم.

 

المشكلة الحقيقية لدى هؤلاء المتظاهرون، أن الأموال المدفوعة إلى "حزب الله" سنويا كانت تقدر بحوالى 200 مليون دولار أثناء خضوع إيران للعقوبات، وعندما تم رفع العقوبات ضوعفت الأموال الممنوحة من إيران إلى حزب الله بمقدار أربعة أضعاف لتصل إلى المبلغ الحالى.

 

حزب الله نفسه لا ينفى هذه الاتهامات، بل يتفاخر بها، ففى خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فى فبراير 2012 قال حسن نصر الله، إن الحزب يتلقى دعما من إيران يغنيه عن جميع أموال الدنيا، وذلك فى إطار رده على تقارير أشارت إلى تورط حزب الله فى تجارة المخدرات وغسيل الأموال لدعم نشاطاته.

 

تدعم إيران أيضا حركة "الجهاد الإسلامى" فى قطاع غزة ماليا بشكل كامل، كما أنشأت لها قناة فضائية فى بيروت هى "فلسطين اليوم"، لكن نزاعا واختلافا فى الرأى نشب بين "إيران" و"الجهاد الإسلامى"، مما جعل إيران توقف دعمها المالى لحركة الجهاد لعام كامل، وهو الأمر الذى أثار أزمة مالية ضخمة لدى الحركة، وجعلها تتوقف عن دفع مرتبات منتسبيها، والعاملين بها.

 

واستدعى الأمر عاما كاملا قبل أن ينتهى هذا الفتور، بزيارة رمضان شلح، رئيس حركة الجهاد الإسلامى، إلى إيران ولقائه على خامنئى المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، وبحسب جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، فإن مصادر قالت للجريدة أن الدعم المخصص لحركة الجهاد الإسلامى يبلغ حوالى 70 مليون دولار سنويا.

 

"أترك سوريا لحالها .. وفكر بحالنا"

يهتف المتظاهرون هنا طالبين من إيران الخروج من المستنقع السورى، والحقيقة أن نظام الرئيس السورى "بشار الأسد" لم يكن ليصمد طويلا أمام تصاعد أعمال الحركات المسلحة المعارضة إلا بفضل الدعم القوى للنظام الإيرانى ثم بعده النظام الروسى ، وبحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى عام 2014 فإن إيران وفرت للنظام السورى مقاتلين من شيعة أفغانستان، تمولهم بشكل كامل، وتدفع إيران للمقاتل الواحد رواتب ما بين 500 إلى ألف دولار.

 

هذا الفيديو واحد من عشرات الفيديوهات لمقاتلين أفغان فى سوريا وقعوا فى أسر "الجماعات المسلحة الجهادية" السورية.

 

 

قدرت "واشنطن بوست" أيضا المبالغ المدفوعة للنظام السورى وصلت إلى نحو 15 مليار دولار سنويا، وفى العام التالى لاندلاع الثورة السورية، قدرت صحيفة "الإيكونيمست" المساعدات الإيرانية المدفوعة إلى الحكومة السورية بمبلغ 9 مليارات دولار.

 

بخلاف الدعم المالى والدعم اللوجيستى الكبير المقدم من الحكومة الإيرانية للجيش السورى، فإن فصائل من الحرس الثورى الإيرانى قاتلت فى عدد من المعارك الهامة فى الداخل السورى، بل إن قاسم سليمانى قائد الحرس الثورى الإيرانى، شارك بنفسه فى عمليات القتال فى حلب، وعدد من المدن الأخرى، ويظهر فى هذا الفيديو، أثناء عملية تحرير حلب.

 

 

"الموت للديكتاتور.. الموت لخامنئى"

 

رغم أن إيران تمتلك رئيس جمهورية منتخب بشكل مباشر، إلا أن هذه الانتخابات ليست سوى "واجهة جميلة" لحقيقة الحكم الديكتاتورى فى إيران، والذى يحكمها منذ الثورة الإيرانية عام 1979 نظام سياسى معقد يعتمد بشكل كبير على ما يعرف فى المذهب الشيعى بـ"ولاية الفقيه"، حيث يأتى رجل قادم من خلفية دينية على رأسه السلطة، باعتباره حاكما بالنيابة عن الإمام المهدى الغائب، ثم يتبعه بعد ذلك عدد من المجالس، وفى النهاية رئيس الجمهورية الذى يأتى دوره كمنفذ للقوانين والدستور على رأس سلطة تنفيذية.

 

ويعتبر المرشد الأعلى غير قابل للعزل تقريبا سوى بإجراءات غاية فى التعقيد، وهو قادر على تعطيل قرارات أى سلطة فى البلاد ما يخلق منه ديكتاتورا أبديا يحكم باسم "الدين".

 

المظاهرات بالطبع شهدت عملا هو الأخطر والأكثر تطورا وهو قطع صور خامنئى من على الجدران.

 

تمزيق صور خامنئى من شوارع إيران:
 


لنفهم أكثر كيف يدور النظام السياسى فى إيران هذه هى المناصب السياسية الإيرانية:

 

"المرشد الأعلى":

يتولى وضع السياسات العامة للجمهورية الإسلامية، قيادة القوات المسلحة، عزل وقبول استقالة مجلس صيانة الدستور، حل الاختلافات بين السلطات، يمتلك المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية أقوى السلطات، ويكاد يكون الحاكم الفعلى للنظام.


ويتولى على خامنئى المنصب منذ 29 عاما، حيث تسلمه بعد وفاة روح الله الخمينى فى يونيو من عام 1989، فيما بقى الخمينى نفسه فى المنصب بعد اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979.

 

المجلس الأعلى لصيانة الدستور:

يتكون هذا المجلس من 12 عضوا، 6 منهم فقهاء فى المذهب الشيعى يتم تعيينهم بواسطة المرشد الأعلى، و6 آخرين من القانونيين، ومهمة هذا المجلس مراقبة كل ما يصدر من تشريعات وقوانين ومراعاة توافقها مع الشريعة الإسلامية، ويرأسه من عام 1993 أحمد جنتى أحد أهم مراجع الشيعة فى إيران.

 

ويراجع المجلس المرشحين للرئاسة ويحق له استبعاد المرشحين الذين لا يراهم مناسبين، كما يراجع أيضا المرشحين لمجلس الشورى، ويعمل على استبعاد من لا يتوافقون مع الأفكار الدينية الخاصة بالبلاد.

 

من المعتاد أن يستبعد المجلس غالبية المتقدمين للترشح فى الانتخابات، فعلى سبيل المثال فقد تقدم 863 شخصا للترشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2017، إلا أن مجلس صيانة الدستور لم يختر سوى 6 مرشحين فقط، والمجلس غير ملزم بتقديم تفسيرات عن سبب الاستبعاد.

 

رئيس الجمهورية:

دور رئيس الجمهورية الإيرانى هو رئاسة السلطة التنفيذية، وتولى تنفيذ القوانين، وتعيين الوزراء وعزلهم، إلا أن كافة هذه القرارات منزوعة الصلاحية، فلا يمكن أن تعتبر سارية إلا بعد موافقة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.

 

"لا نريد جمهورية إسلامية"

 

 

وضع النظام الدينى الذى يحكم إيران البلاد فى مشكلات جمة منذ اندلاع الثورة الإيرانية، بداية من المشكلات مع الغرب، كما قامت بعملية تطهير واسعة فى الصفوف، ففى عام 1980 فقط تم فصل 20 ألف معلم من أعمالهم باعتبارهم غير مواليين بشكل كامل للثورة الإيرانية، وهو العام نفسه الذى تورط فيه النظام الإيرانى مع الجارة العراق، والتى تحولت من مجرد حرب إلى "جهاد مقدس" أدى فى نهايته بعد 8 سنوات من الصراع إلى مقتل مليون ونصف المليون شخص، فى حصيلة هى الأضخم فى حروب المنطقة.

 

أعدم النظام  الإيرانى فى فترة الثمانينات 200 من أعضاء الطائفة البهائية، كما أعدم فى عام 1988 ما تقدره بعض الإحصائيات بـ30 ألف معارض سياسى، ووفق تقرير صادر لمنظمة العفو الدولية عن حالة حقوق الإنسان فى إيران، فإن السجون فى إيران تستخدم التعذيب المنهجى لانتزاع الاعترافات من العارضين، كما تستخدم أسلوب فقأ الأعين للبعض، والتعذيب بالجلد، وبتر الأصابع.

 

وتتهم العفو الدولية إيران بتنفيذ اضطهاد طائفى للأقليات من العرب الأحواذ والأكراد والتركمان، ومن بينها قيود مفروضة على فرص العمل والمسكن، والاعتقالات غير المبررة، وكذلك تحظر عليهم استخدام لغاتهم الأصلية أو تعليمها لأطفالهم، كما تعانى النساء فى إيران من صعوبة الحصول على وسائل منع الحمل، والسماح بالزواج المبكر، والتضييق على النساء فى فرض أزياء موحدة.

 

وتعتبر إيران الدولة الأكثر تنفيذا لحكم الإعدام فى العالم، كما أنها تنفذ أحكام الإعدام على أطفال لم يبلغوا السن القانونية، حيث نفذت فى عام 2017 فقط 78 حكما بالإعدام على أشخاص دون سن الـ18، كما تطبق عقوبات الرجم على النساء المتهمات بالزنا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة