أجرى السفير المصرى فى روسيا الدكتور إيهاب نصر، أول حوار له مع الإعلام الروسى عقب وصوله إلى روسيا لاستلام مهام عمله الجديدة وكشف عن مجموعة من القضايا الهامة فى العلاقات المصرية الروسية، فيما يتعلق بعودة الطيران الروسى للقاهرة بعد انقطاع دام لأكثر من عامين.
وكشف السفير المصرى فى حوار مع وكالة الأنباء الروسية "تاس"، عن تطور العلاقات المصرية الروسية بشكل كبير فى الآوانة الأخيرة، بالإضافة إلى حدوث طفرة كبيرة فى قضية عودة الطيران الروسى للقاهرة وقرب عودة السياح مرة أخرى بشكل طبيعى للمنتجعات المصرية فى شرم الشيخ والغردقة.
وعن رؤيته للحوار بين القاهرة وموسكو خلال العام الحالى، قال السفير إنه تسلم مهام منصبه فى موسكو 15 نوفمبر من العام الماضى، ومنذ ذلك الحين تم تنظيم عدة زيارات وكان أهمها دون شك زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للقاهرة والتى عكست عمق ودفءالعلاقات بين البلدين، إلى جانب ذلك كانت هناك ما بين ثمانية إلى تسعة زيارات متبادلة وهو ما يؤكد على اهتمام البلدين بتطوير العلاقات ويعكس مدى حجمها.
وأضاف السفير أن هذا العام سيشهد الكثير من اللقاءات المتصلة بمختلف ملفات العلاقات بما فى ذلك اللجنة الحكومية المشتركة والتى تعتبر من أهم عوامل تطور العلاقات خاصة أن التعاون الاقتصادي والتجارى والعلمى بين البلدين قد شهد طفرة كبيرة والدليل على ذلك هو أن حجم التبادل التجارى بين البلدين فى عام 2017 قد زاد بنسبة تقارب 50% شهدتها كل من الصادرات المصرية لروسيا والصادرات الروسية لمصر.
وتابع: "بصفتى سفير مصر فى روسيا، فما زال طموحى أكبر حيث أرى العديد من المجالات الواعدة التى ستسمح لنا بالانطلاق نحو المستقبل سواء مجال التكنولوجيا الحديثة والاتصالات أو التصنيع المشترك للمعدات أو مجال الطاقة وغير ذلك، كما أن اطلاق مشروع محطة الطاقة الكهروذرية فى الضبعة يمكنه أن يصبح مثالا يحتذى به فى تطوير العلاقات بين البلدين، والمجال الثانى الذى أوليه أهمية كبيرة أيضاً هو التعاون فى المجالات الإنسانية والثقافية وأهمية هذا التعاون تبرز فيما أدى إليه من تكريس النظرة الإيجابية لروسيا لدى الرأى العام المصرى، وما تلقاه مصر من قبولا إيجابى كبيرا لدى المجتمع الروسي، ولعل أهم دليل على ذلك هو أن نسبة كبيرة من المتحدثين باللغة الروسية من المصريين هم من الشباب وهو الأمر الذي يعكس قناعة أن هذا التعاون يمثل المستقبل".
وفى إطار الحديث عن الروابط الإنسانية يجب الإشارة إلى السياحة حيث أن استئناف التدفق السياحى الروسى إلى مصر يكتسب بالنسبة لنا فى السفارة المصرية فى روسيا أولوية خاصة كما أعتقد أنه يكتسب ذات الأهمية بالنسبة للسفارة الروسية في القاهرة.
وبمناسبة أن بطولة كأس العالم سوف تنظم هذا العام فى روسيا ستشارك فيها كل من روسيا ومصر فهناك إهتمام واسع لدى المواطنين المصريين للتعرف على المدن الروسية التى ستشهد مباريات البطولة.
وعن الاستعدادات لمشاركة المنتخب الوطنى فى بطولة كأس العالم المقرر انعقادها فى روسيا، قال السفير: "هذا الأمر مبعث سعادة شخصية بالنسبة لى حيث أن هذه الألعاب ستجرى فى ظل روح من الصداقة والتفاهم المشترك، كما أن المباراة ستلعب فى مدينة سان بطرسبورج تلك المدينة الرائعة"، مشيراًَ إلى أن شركات السياحة بدأت بالفعل تنظيم رحلات للمشجعين المصريين الذين يودون حضور مباريات كأس العالم سواء كافة المباريات أو بعضها أو حتى مباريات منفردة فيها، وإن كنت لا أستطيع التنبؤ بعدد المشجعين المصريين الذين سيأتون لحضور المباريات إلا أننى استطيع التأكيد على أن كرة القدم تعد الأكثر شعبية فى مصر لذلك فكل من سيتابع المباريات سواء فى الملاعب أو أمام شاشات التلفزيون جميعهم سوف يبدون اهتماما كبيرا بالبطولة وبروسيا ذاتها.
وعن آخر تطورات ملف الضبعة والمشروع النووى المصرى، قال السفير فى حواره للوكالة الروسية : "على حد علمى تم الاتفاق بين الجانبين على مكان إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، أما بالنسبة لموعد التوقيع فلم يتم الإعلان عنه من قبل، إلا أن المفاوضات بشأن هذا المشروع قد بلغت مراحل متقدمة وآمل أن يتم الانتهاء من الاتفاق فى أقرب وقت ممكن، فتشييد هذا المشروع سوف يسهم بشكل ملموس فى تطوير العلاقات وتغيير شكل التعاون بين البلدين.
من جهة آخرى، تطرق السفير إلى ملف المشاورات بشأن إنشاء منطقة للتجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوروأسيوى، مشيراً إلى أن هناك جولة مشاورات استطلاعية فى هذا المجال كانت فى ديسمبر الماضى، وكانت بمثابة جولة تعارفية الهدف منها هو صياغة مبدئية لخارطة طريق للمفاوضات ذاتها، لذلك آمل أن تبدأ أول جولة للمفوضات فى أقرب وقت ممكن ومن المبكر الآن الحديث عن الموعد التقريبى للتوقيع النهائي وإن كنت على ثقة من أن إصرار مصر والدول الخمسة أعضاء الاتحاد على التوصل للإتفاق سوف يساعد فى التعجيل بالعملية التفاوضية، وعلى الصعيد الثنائي فإن إبرام هذه الإتفاقية سوف يفتح أفاق جديدة واسعة للتعاون الإقتصادي والتجاري بين مصر وروسيا.
وعن مستقبل الرحلات الجوية بين البلدين، كشف السفير أن شركة "مصر للطيران" وشركة الطيران الروسية "آيرفلوت" يعدان فى الوقت الراهن خطة الاستعدادات لاستئناف الطيران. وتابع: "أقصد هنا الجوانب التجارية بما فى ذلك عقود الخدمات الأرضية والتزود بالوقود سواء بالنسبة للطائرات المصرية فى روسيا والروسية فى مصر، ومن المنتظر أن تقوم شركة الطيران المصرية بتنفيذ ثلاثة رحلات في الأسبوع بينما ستقوم شركة الطيران الروسية بتنفيذ رحلتين أسبوعيا، حيث اتفق وزير الطيران المصرى مع وزير النقل الروسى فى موسكو فى الخامس عشر من ديسمبر الماضى على إعطاء الضوء الاخضر للشركات لإستئناف الطيران في الأول من فبراير 2018 وهو ما يعني أنه على مستوى الحكومات لا يوجد ما يعوق إستنئاف الطيران بدءا من فبراير القادم".
وعن دور العلاقات المصرية الروسية فى حل الأزمات الاقليمية والدولية ، ومن بينها القضية الفلسطينية ، قال السفير إن مصرأعلنت عن موقفها بشكل واضح من البداية وهو أننا ندعم مبدأ التسوية على أساس حل الدولتين، وضرورة تحديد الوضع القانونى النهائى للقدس وغيره من المسائل المعلقة عن طريق المفاوضات، ونؤمن بحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وتحديد مصيره وممارسة حقوقه السياسية التى تتمتع بها بقية شعوب المنطقة، وأهمية احترام قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية.
وأضاف : "روسيا بصفتها دولة عظمى وعضو دائم فى مجلس الأمن الدولى وشريك فى المجموعة الرباعية الدولية للتسوية فى الشرق الأوسط عليها مسئولية إضافية مع الوضع فى الاعتبار العلاقات التاريخية التى تربط روسيا مع كافة دول المنطقة، كما أن مصر تتحمل هى الاخرى مسئولية خاصة تجاه المسألة الفلسطينية، لذلك فهناك دائما اتصالات ومشاورات بين روسيا ومصر تكتسب أهمية متعاظمة ونحن نبدى الإهتمام بمواصلتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة