قسم سلوبودان ميلوسيفيتش شعب البلقان خلال حياته، والآن بعد 12 عاما على وفاته خلال محاكمته على جرائم حرب، فإن رجل صربيا القوى السابق بصدد تقسيمهم مجددا، لكن هذه المرة من خلال شخصية فى مسرحية.
امتطى ميلوسيفيتش موجة من الشعبوية القومية إلى السلطة فى بلجراد فى 1989 فى الوقت الذى انهارت فيه الشيوعية فى أنحاء شرق أوروبا، ثم قاد صربيا خلال عقود من الحروب فى البوسنة وكرواتيا وكوسوفو.
وعلى الرغم من تلقيه الثناء من القوميين الصرب باعتباره المدافع عنهم فى مواجهة الكروات والبوسنيين الكاثوليك والمسلمين الألبان من كوسوفو، فإن الغرب هاجمه باعتباره دكتاتورا وحشيا وفى نهاية المطاف بعد حملة قصف نفذها حلف شمال الأطلسى فى 1999، فقد سلوبودان ميلوسيفيتش السلطة وانتهى به الأمر للمثول أمام المحاكمة فى جرائم حرب فى لاهاي.
وكتبت يلينا بوجافاك الكاتبة المقيمة فى بلجراد مسرحية من المنتظر أن يقوم بتمثيلها صرب من كوسوفو فى مدينة جراشانيتسا بكوسوفو تسعى إلى تصوير التعقيد الكامل لرجل ما زال الكثيرون فى أنحاء البلقان يلقون عليه باللوم فى مقتل ومعاناة عشرات الآلاف من الأشخاص.
وقال بوجافاك لرويترز "فى البداية كنا نريد أن نقدم مسرحية تروى القصص الشخصية لصرب كوسوفو فى التسعينات، لكن فى الوقت الذى كنا نجرى فيه مقابلات شخصية أدركنا أن كل شيء يتحرك صوب قاسم واحد مشترك..ميلوسيفيتش".
وأضافت بوجافاك خلال تدريبات لمسرحيتها فى بلجراد "فى المسرحية نقدم تسلسلا زمنيا للأحداث التى انتهت فى لاهاي".
*رجل الأسرة
المسرحية التى تحمل اسم "ذا ليفت -ذا سلوبودان شو" موسيقية تركز أكثر على علاقاته الشخصية مع زوجته ذات النفوذ ميريانا وابنته ماريا ونجله ماركو بدلا من التركيز على السياسة وفقا لنص غير نهائى اطلعت عليه رويترز.
وفى أحد المشاهد يواسى ميلوسيفيتش ابنته بشأن الحالة المالية الصعبة لمحطتها الإذاعية، وفى مشهد آخر يقول لنجله ماركو ألا يزيد درجة حرارة المياه فى حوض سباحة عائلي.
ولم يكتمل بعد الجزء الأخير من المسرحية وهو محاكمة ميلوسيفيتش فى لاهاى حيث توفى جراء أزمة قلبية فى 2006.
ومن المستبعد أن تحظى المسرحية بإعجاب الألبان العرقيين الذين يشكلون الأغلبية فى كوسوفو التى أعلنت استقلالها عن بلجراد فى 2008 فى تحرك لم تعترف به صربيا حتى الآن أو 40 ألف صربى عرقى ما زالوا يعيشون فى كوسوفو.
وتعرض 800 ألف ألبانى عرقى للتشريد وفقا للتقديرات ولقى نحو عشرة آلاف مصرعهم على يد قوات تابعة لميلوسيفيتش فى أواخر التسعينات.
وقال ناصر شاترولى وهو مخرج وكاتب مسرحى ألبانى لرويترز "لا أحد سيغير التاريخ بمسرحية" مضيفا "لا يهم ما تقوله المسرحية. ميلوسيفيتش مجرم وطاغية دمر منطقة البلقان بأكملها وليس فقط الألبان، وسيبقى كذلك ولا أحد سيغير ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة