لا يمكن أن ننظر للانتخابات الرئاسية 2018 على أنها ماراثون، يشهد منافسة ساخنة بين أسماء رنانة كعبد الفتاح السيسى وسامى عنان وخالد على، بقدر ما يجب النظر إليها على أنها صراع بين الماضى والمستقبل، بين من يفكر لغد أفضل للدولة المصرية وبين من يجرنا لما قبل 30 يونيو.
الأمر بعيد كل البعد عن أسماء المرشحين إنما يرتبط بخطاب كل مرشح ومشروعه على الأرض ونظرته لمصر كدولة وشعب واحد لا لفصيل بعينه، الأمر يرتبط بمدى إدراك كل مرشح لثوابت الدولة المصرية الحقيقية وإن صح نقول ثوابت دولة 30 يونيو، هل مرشحينا على نفس الخط الوطنى الواضح الذى انطلقت منه مصر الجديدة فى 30 يونيو من رفض الإخوان ومحاربة الإرهاب والبناء للمستقبل، أم أن هناك مرشحين يريدون فتح ملفات الماضى.
بكل وضوح لابد أن نسأل أنفسنا، ماذا تريد أنت كمواطن، تعود للوراء مرة أخرى، وتقتنع بشعارات وهمية كثيرا ما سمعناها عن فتح ملفات الفساد والتحقيق فى قضايا الثورة ومعاقبة فلول مبارك، من جديد دائرة مفرغة أرهقتنا لشهور طويلة بعد ثورة يناير ولم نصل لأى نتيجة، أم تريد فى المقابل إنجاز على أرض الواقع متمثل فى مدارس وطرق ومستشفيات ومشروعات جديدة ستعود بالخير على أولادك وعلى جيل قادم فى المستقبل.
من جديد، تعالوا نفكر فى خطاب سامى عنان الأول لإعلان الترشح، هو خطاب لا يحمل نظرة متفائلة للمستقبل، بقدر ما يحمل رسائل عن تصفية حسابات للماضى، لم يعلن استكمال مشروعات نشهدها على أرض الواقع أو حتى أشار إليها بشىء من الإحسان إنما هاجمها لمجرد الهجوم، أتفهم أنه قد يكون لديك ملاحظة أو ملاحظتين أو العشرات حول مشروع أو مشروعين، ولكن كل المشروعات لم تنل إعجاب الرجل ولم يهتم بكلمة إشادة واحدة بها، رغم أن الانصاف يقتضى الإشارة إليها، وصفها هو فقط بـ«الحجر».
لا إنكار أن السيسى فى الدورة الرئاسية الأولى أخطأ، ولكن يمكن أن نسمى أخطاءه بـ أخطاء الضرورة أو أخطاء الواجب، بالتأكيد مع القرارات الاقتصادية، تضررت الفئات الأقل فى المجتمع ولم تنل القسط الأكبر من الرعاية الاجتماعية، ولكن القرارات الاقتصادية كان لابد منها فى الوقت الماضى وتأكد ذلك بقيام دول مجاورة اتخاذ نفس الخطوات الاقتصادية.
الأخطر بالنسبة لى فى صراع الماضى والمستقبل بماراثون الانتخابات الرئاسية، هو ما ينقل لنا عن تعهد سامى عنان كتابيا بالتحقيق فى قضايا الثورة إذا نجح فى الانتخابات، على أن يكون هشام جنينه هو القاضى المشرف على التحقيقات، وهنا أنا لا أعلق على الخبر نفسه بالإيجاب أو بالسلب، ولكن أقف عند منهج التفكير لمرشح رئاسى محتمل، سامى عنان هنا يبعد عن ثوابت دولة 30 يونيو الواضحة، لان هذا التفكير سيقودنا للوراء لا السعى أو التفكير فى المستقبل، سندخل من جديد فى دوامة الصراع السياسى بدل من خط البناء لدولة حديثة.
عزيزى القارئ الكريم، المواطن المصرى المحترم، وأنت تفكر فيمن تنتخبه من المرشحين، لا نقيم فقط على أسماء المرشحين أو سوابق أعمالهم أو وظائفهم ولكن فكر فى نهج فكرهم، فى خطهم السياسى، فى إيمانهم بثوابت الدولة، فى نظرتهم لمصر المستقبل، فى تحقيقهم للأمان لك ولأسرتك، فى قائمة مشروعاتهم التى سينفذونها على أرض المحروسة، فى شعاراتهم التى يرفعونها، حقيقة أم وهمية.. فكر جيدا، واسأل، لماذا يختار فلان فى حملته الانتخابية وما هى التنازلات التى قدمها لكى ينال رضا فصيل بعينه فى صناديق الانتخابات، فكر فى موقفهم من الإعدام للإرهابيين، ومن مواجهة الإرهاب نفسه بسيناء.
رجاء لا تختار الأسماء.. اختر من يفكر للمستقبل.. لا من يجرنا للماضى ويدخلنا دوامة الصراعات، الانتتخابات الرئاسية 2018، ليست صراع على كرسى الرئاسة بل هى صراع بين الماضى والمستقبل.. أنت مع من فيهم. الماضى أم المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة