ماجدة إبراهيم

مصر ودول حوض النيل.. فى الاتحاد قوة

السبت، 20 يناير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قضية المياه لم تعد قضية مصر وحدها, لكنها تحولت لتصبح قضية العالم.. فإذا كانت مصر تؤرقها حصتها فى مياه نهر النيل وما استجد من بناء سد النهضة ومحاولات إسرائيل لتعكير الصفو الأفريقى باستخدام وسائل ودول وأنظمة تتآمر علينا إلا أن رجاحة قيادتنا السياسية فى اتخاذ مواقف حاسمة ومتوازنة والإيمان بأنه مهما حدث بين الأشقاء سيبقون أشقاء تجرى فى عروقهم دماء الجيرة والعروبة.
 
ما تقوم به القيادة السياسية فى الفترة الأخيرة يستحق التقدير، ولدى يقين أن الطريق المستقيم لهو أقصر الطرق فى حل المشاكل خاصة المشاكل المتعلقة بالمصالح المشتركة والنقاش المفتوح من القلب والتوافق حول المصالح فليس المطلوب أبدا أن يكون هناك جانب ظالم وآخر مظلوم، فرغم أن السياسة تتحكم فيها عناصر القوة والسيطرة وموازين القوة إلا أن الأمور بين الأشقاء فى حوض النيل ينبغى النظر إليها على أنها مصالح تكاملية فمصر تكملها السودان وإثيوبيا تكملها إريتريا وهكذا تبدو العلاقات متشابكة.
 
واستوقفنى الحديث لأحد المسؤولين عن الثروه المائية حيث أكد أن مصر ستظل البئر الذى يضخ المياه للعالم فى حالة الجفاف الذى سيصيب بعض الدول فما تملكه مصر لنبع الحياة وشريانها نهر النيل، بالإضافة إلى آبار المياه الجوفيه التى تعوم تحت الصحراء الغربية لكفيلة بأن تجعل مصر المورد للكثير من دول العالم، وذكر هذا المسؤول أننا فى مصر فى حاجة لاتباع طرق خاصة للمحافظة على المياه الجوفية وكيفية استخراجها، فكلما قمنا باستخدام وسائل حديثة وبصورة منتظمة كلما حافظنا على تدفق المزيد من المياه الجوفية، هذه التصريحات ذكرتنى بسورة يوسف فى القرآن الكريم والرؤية التى رآها ملك مصر فى منامه وتفسير سيدنا يوسف لها التى بسببها أصبح عزيز مصر، والقائم على خزائن مصر التى كانت فى أوقات الجفاف الذى أصاب كل الدول المجاورة نبع المياه والخيرات وبحكمة عزيز مصر «سيدنا يوسف» استطاعت مصر أن تمر الأزمة التى أصابت القبائل والبلدان ومرت السنوات العجاف بسلام.. ماحدث مؤخرا ما بين القيادة السياسية المصرية وبين إثيوبيا وتهدئه الأوضاع يعطى الأمل فى انفراجة قادمة يعطى الأمل فى زوال أسباب الشحن الخارجى.
 
وما تردد عن أن ثروة مصر من المياه الجوفية التى على أثرها سنقوم بزراعة أكثر من مليون ونصف مليون فدان يعطينا الثقة فى أن القادم هو الأفضل.. وأننا نسير فى الطريق السليم.. ربما قد يعارضنى البعض فيما تشهده الدولة من الغلاء فى الأسعار وفى انهيار العملة وانتشار البطالة لكننى أعتقد برؤيتى المحدودة أننا لدينا رؤية وخطة للمستقبل نسير بخطى ثابته لتحقيقها.. وأعتقد أن قضية المياه وتوفيرها سواء كمياه صالحة للشرب أو مياه صالحة للزراعة، لأمر شديد الأهمية ويستحق التقدير.. فنحن نرى بأعيننا ما تفعلة إسرائيل للحصول على المياه وما تحيكه من خطط ومكائد لاقتناص الفرص واستغلال موارد الآخرين واغتصاب حصص بعض الدول من المياه بطرق ملتوية.
 
هذا الأمر الذى يجعلنا نتمسك ونقاتل من أجل استكمال المساعى لامتصاص كل الخلافات بيننا وبين دول حوض النيل وعدم تعريض حقوقنا للاغتصاب أو الانزلاق إلى هاوية الخلافات التى قد تنذر بحرب أو نزاعات مسلحة ليس لقدراتنا ونحن نبنى بلادنا أن تحدث.
 
حتى ولو كنا نملك من العدة والعتاد ما يجعلنا من أقوى عشرة جيوش فى العالم فالحرب هلاك حتى ولو امتلكت ثروات وأسلحة العالم والسلام بناء وخير مهما بلغ ضعفك. فتحية من القلب لمن يسعى لنشر السلام وكبح جماع الخلافات ففى الاتحاد قوة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة