يبدو أن عام 2018 سيشهد على مرحلة جديدة لعلاقة المواقع الإخبارية وفيس بوك، إذ قرر "مارك زوكربيرج" المؤسس والمدير التنفيذى لشركة فيس بوك، أن يضع شكلا جديدا لهذه العلاقة، بطريقة تسمح له بالتحكم أكثر فيما يظهر للمستخدمين على الموقع، فخلال الفترة الماضية أطلق الموقع تغيرات تهدف إلى تقليل معدل وصول المنشورات التابعة للمواقع الإخبارية والعلامات التجارية من 5% الى 4% وهذه الخطوة جعلت الشركة تخسر ما يقرب من 23 مليار دولار بسبب انخفاض سهمها، واليوم تم الكشف عن التحديث الثانى والمتعلق أكثر بالناشرين.
الجمهور من يحدد المصدر الموثوق
ردا على التهم التى تم توجيهها لموقع فيس بوك بأنه لم يفعل ما يكفى للحد من الانتشار الفيروسى للأخبار الكاذبة والمضللة، قال "مارك زوكربيرج" إنه سيعزز ظهور الأخبار ذات جودة عالية، وهذا من خلال السماح للمستخدمين داخل الولايات المتحدة الأمريكية بترتيب أى المؤسسات الإخبارية التى يثقون فيها بشكل أكبر، وبناء على هذا سيظهر لهم الأخبار.
وستحظى المنشورات الموثوق بها من قبل شريحة واسعة من مستخدمى فيس بوك بالأولوية على تلك التى تتمتع بتصنيفات ثقة منخفضة، وسيبدأ هذا التغيير الذى سيعتمد على استطلاعات مستخدمى فيس بوك يوم الاثنين المقبل.
مارك زوكربيرج
بالنسبة لفيس بوك، فإدخال هذه الخطوة تمثل تحولا فلسفيا كبيرا، حيث قال زوكربيرج فى رسالة على موقع فيس بوك فى الساعات الأولى من صباح اليوم :"هناك الكثير من الاثارة والتضليل والاستقطاب فى العالم يحدث من خلال فيس بوك"، وأضاف "قررنا أن يكون المستخدمون هم من يحددون المصادر الموثوق بها، وهو ما سيكون أكثر موضوعية من أن تقوم فيس بوك بهذه الخطوة من تلقاء نفسها".
فيس بوك مصدر الأخبار
الدور الذى يلعبه فيس بوك فى ما يستهلكه الناس من أخبار توسع بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، فحوالى 45٪ من البالغين فى الولايات المتحدة اعترفوا أنهم يحصلون على أخبارهم من الموقع بشكل مباشر، وهذا وفقا لمسح مركز أبحاث "بيو".
وتظهر الأخبار الآن بنسبة 4٪ على فيس بوك، بانخفاض عن 5٪، ويقول فيس بوك إنه سيسلط الضوء على المزيد من منشورات الأصدقاء والعائلة وعدد أقل من المقالات ومقاطع الفيديو.
خطورة خطوة فيس بوك على الناشرين
يمكن أن يكون للتحديثات الجديدة التى يجريها فيس بوك لاختيار مصدر الأخبار الموثوق عواقب غير متوقعة وغير مقصودة، حيث يمكن للمستخدمين اختيار مصادر الأخبار التابعة للاتجاه الذى يفضلونه والحزب الذى ينتمون له، والصحف التى تعكس المعتقدات الشخصية الخاصة بهم بدلا من اختيار المصدر الجدير بالثقة.
وقال جيسيكا ليسين، مؤسس ورئيس تحرير خدمة الأخبار التكنولوجية "The Information": "إن الخطوة ستكون كابوسا لفيس بوك وسيحاول الناشرون للتأقلم معها".
وقال نيكو ميلي، مدير مركز Shorenstein فى جامعة هارفارد، لصحيفة وول ستريت جورنال إن الاعتماد على المستخدمين للحكم على جودة الأخبار يمكن أن يؤدى إلى نتائج عكسية، وقد ينتهى الأمر بشكل سيئ للغاية.
فيس بوك
أشادت "رينى ديريستا"، رئيسة السياسة العامة فى المنظمة غير الربحية "داتا فور ديموكريسي"، بالجهود التى تبذلها شركات التكنولوجيا للتوصل إلى طرق مبتكرة لقياس الجودة وإزالة التضليل، ولكنها أثارت مخاوف بشأن ما إذا كان يمكن التلاعب فى المسوحات التى سيجرها فيس بوك، على سبيل المثال، إذا شجعت بعض المنظمات الإعلامية مستخدميها على إغراق المسوحات مع ردود متطابقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة