ينتظر الجميع هذا اليوم لتلقى التهانى وتمنى الأمنيات، هو اليوم الذى يمضى وأول يوم فى العام الجديد، هذا اليوم بالنسبة للناس البسيطة هو يوم عادى مثل باقى الأيام، منا من ينظر له نظرة مختلفة ومن يعد الساعات ليتخلص من كابوس جاثم على أنفاسه ١٢ شهرا ومنا من ينتظر فرحة من القلب، ومنا من ينتظر تغيير جذرى سيقوم به فى حياته، ومنا من قبع فى السرير تحت الغطاء مثل بقية أيامه ،أيام تمر وترحل وشهور تهل و تختفى والحياة تستمر بكل مافيها حلو ومر ونحن كما نحن لا نتغير ولا تغيرنا الأيام ولكن تغيرنا المواقف والأشخاص.
كل منا يحمل أمانيه بين جوانح قلبه وبين حناياه يذرف دمعه فى لحظة رجاء لله أن يغير الأحوال إلى الأفضل، كل منا بداخله لحظة ندم على شئ رحل دون أن يرضى عنه أو شعر أنه أغضب الله سبحانه، كل منا يعد كشف حساب ويبدأ لحظة جرد سنوية ويعدد الخسائر والمكاسب وأهم الخسائر بطبيعة الحال هو العمر الذى نخسره يوما بعد يوم ويرحل ولا يعود، منا من يحتفل بهذا الرحيل دون أن يدرى أَنه يقترب خطوات من قبره ليدفن وحيداَ دون أنيس ولا حتى زائر فقد أصبحت مواقع التواصل مكان لكل شئ حتى تعزية النفس وتذكر الراحلين، منا من رحل رحيل إرادى خضع لمطالب الحياة وأولوياتها ومنا من رحل رحيل أبدى تاركا الدنيا وما فيها.
الكل ترك ذكريات قد تكون ورود وقد تكون أشواك محفورة فى القلوب، ومنها الندوب التى لن تلتئم ومنها لحظات سعادة لم تدوم، كل منا ينظر إلى نفسه منا من تعلو الدهشة وجهه ويستغربها ويشعر بغربة بينه وبينها، أو يبكى عليها لأنه لم يجدها ،يتمنى هذا اليوم أن يدرك ما ضاع وتاه منه ينظر إلى يداه ليرى ماهو ممسك به وماهو إنساب من بين أصابعه وهل كان العيب فى يديه أم أن الآخرون لم يتشبثوا بيديه جيدا، مجرد صفحات فى كتاب حياتنا عرفنا مافيه من صفحات قلبناها أما الصفحات المتبقيه فهى بيضاء لا نعرف مافيها, هناك ماكتبه الله لنا وهناك ما سنكتبه بأيدينا نتمنى من الله أن تكون خير وفرحة من القلب فالعمر لم يعد فيه إلا القليل، يارب اجعل القادم أجمل وأفضل وأرضنا بكل ما فيه وارض عنا وأحسن خاتمتنا وكل عام وأنتم بخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة