بالتزامن مع اندلاع ثورة الفقراء فى إيران وتجاوز الاحتجاجات داخل إيران، أكد عدد من أعضاء مجلس النواب، على أن نجاح الثورة الإيرانية سيساعد بشكل كبير فى تراجع الدور الإيرانى فى تأجيج الصراع بدول المنطقة، لافتين إلى أنه مازال هناك سيناريوهات حول الوضع الحالى حيث قد يتم السيطرة على الثورة وإخمادها ولكن حال نجاح الثورة وتصاعد الاحتجاجات سيتراجع دور الإرهاب فى المنطقة، وستتأثر تركيا وقطر لأنهم يعتبرون طهران سندًا لهم.
النائب سعد الجمال: نجاح ثورة الفقراء بإيران يؤدى لتراجع دورها بالمنطقة
وأضاف الجمال، لـ" اليوم السابع"، أن ما تشهده إيران حاليا من ثورة الفقراء انتفاضة شعب ينادى بحقه فى أنه يعيش ويجد أمواله التى تخرج من ثروات بلده الطبيعية تنفق بالداخل وليس بالخارج والانتفاضة تدل على أن هناك حراك فى المجتمع الإيرانى وعدم رضاء عن السياسة التى يتبعها النظام الإيرانى، متابعا نرصد المشهد فى إيران على اعتبار أنها دولة إسلامية وكان المفروض أن يسلم الجوار من تصرفاتها ولكن يبدو أن الشعب الإيرانى هو الذى استشعر هذا.
وحول انعكاس الثورة الإيرانية عن الأمن القومى العربى، أكد رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان، على أنه إذا استجاب النظام الإيرانى لشعبه وتحول مسار إنفاقه للشعب بدلا من إنفاقه على جماعات يدعمها خارج إيران وحولها للشعب فهذا سيؤدى إلى تراجع هذا الدور الداعم لتأجيج الصراع وعدم الاستقرار فى الدول الجوار والتدخل فى شئون دولة مثل اليمن ومناصرة من انقلبوا على الشرعية فى بلدهم وكل هذه أمور جعلت من الشعب ينتفض هذه الانتفاضة.
كمال عامر: الأوضاع فى إيران تتطور سريعًا والنظام يحاول السيطرة
ومن جانبه قال اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع، إن الوضع فى إيران مازال فى مرحلة احتجاجات فى مهدها والجانب الإيرانى يحاول أن ينهى هذه الاحتجاجات وعلى الرغم أن هناك 12 حالة وفاة بين صفوف المتظاهرين حتى الآن، ولكن السيناريوهات تتراوح بين أما أن تتطور وتكبر أو السيطرة عليها وإخمادها وبالتالى يبقى شأن داخلى بإيران.
وأضاف عامر، لـ"اليوم السابع"، أنه لاشك أن دول الجوار وخاصة الدول المعنية مثل السعودية ومصر تراقب الوضع هناك عن كثب بما لا يؤثر الوضع فى إيران وينعكس على الدول المحيطة الأخرى بالمنطقة، متابعًا: "أما لو نجحت الثورة طبقا للمسارات الخاصة بها لو فى أى دور للدول المحيطة هيبقى فيه تفاعل إيجابى معها طبقا للموقف".
مصطفى بكرى: قناة الجزيرة أصيبت بالعمى لما يحدث فى إيران
وفى سياق متصل، قال الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، إنه على الرغم من أن المظاهرات الاحتجاجية فى إيران تأخذ شكل ذات طابع اقتصادى، ومطالبة الإيرانية بالإصلاح من الفساد، إلا أن المواطن الإيرانى لديه شعور أن نظام الحكم فى إيران اختصر الدولة فى مجموعة من الملالى وسط غياب للحرية والحق فى تدول السلطة.
وأضاف "بكرى"، لـ"اليوم السابع"، أن سياسة العنف التى يتبعها النظام الإيرانى مع المظاهرات الاحتجاجية وقتل المتظاهرين ينذر بغضب كبير، مؤكدًا على أن الإيرانيين يرون أن هناك غياب للحرية ويطالبون بوقف تدخل إيران فى الشئون الداخلية للبلاد المجاورة.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن إدعاء النظام الإيرانى أن هناك قوى خارجية تقف وراء هذه المظاهرات اهانة للشعب الإيرانى الذى يعبر عن مطالبة، لافتًا إلى أن قناة الجزيرة القطرية أصيبت بالعمى فيما يحدث بإيران لأنها تعتبر طهران سندا لها، وكذلك تركيا أصيبت حالة من الخوف، خاصة أنها تخشى أن يتنفض الشعب التركى ضد الحكم الفاشى.
طارق فهمى: تصاعد الاحتجاجات فى إيران قد يؤدى إلى المطالبة بتغيير النظام
بينما يرى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه من المبكر أن نقول إن الأحداث فى إيران يمكن أن تؤدى إلى تغير، لكن جميع الشواهد تشير إلى أن الأمور ستذهب للتصعيد، وذلك من خلال تحليل مضمون التظاهرات الاحتجاجية وتفاقم حدتها، مضيفًا أن التظاهرات خرجت بسبب وضع اقتصادى متأزم وزيادة الأسعار ومطالبة بمعالجة الأوضاع الاقتصادية على الرغم من المطالب التى نادت بعدم تدخل إيران فى الشئون الداخلية لليمن وسوريا.
وأضاف "فهمى"، أن الحراك الذى يحدث فى إيران قد يتطور خلال الأيام القادمة، بعد تصاعد أعمال العنف وعدم البحث عن بدائل أخرى، مشيرًا إلى أن إدعاءات إيران بأن هناك قوى خارجية تدعم المظاهرات غير حقيقية لأن هناك أزمة اقتصادية فى إيران.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن الرئيس حسن روحانى كان قائدا للجماهير فى 2009 ولم يلمسه أحد، فهل سيتم استدعاء هذه التجرية مع هذه الأحداث، مشيرًا إلى أن الرئيس الإيرانى يعى لحظة التغيير، خاصة أن الأمر تتطور خلال أسبوع، وسيطالب المحتجون بسياسية جديدة بتطوير النظام وعدم تدخل بعض الملالى والحرس الثورى.
وتجاوز سقف الاحتجاجات الشعبية فى إيران مطالب الفقر والغلاء والبطالة إلى إطلاق هتافات سياسية ضد الديكتاتور الأكبر المرشد الإيرانى "على خامنئى" والرئيس الصورى حسن روحانى، رافعين شعارات "تسقط ولاية الفقيه" التى تسيطر على مقاليد حكم البلاد منذ عام 1979.
ووصلت الثورة الشعبية الجارفة ضد النظام الإيرانى والتى انتشرت كالنار فى الهشيم فى جميع المحافظات والمدن الإيرانية، إلى مرحلة اقتحام مراكز الشرطة وقواعد "الحرس الثورى الإيرانى "، حيث أعلن التلفزيون الرسمى الإيرانى، اليوم الإثنين، أن قوات الأمن تواجه محتجين أمام مراكز للشرطة وقواعد عسكرية، دون تفاصيل إضافية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة