الضلال على مذهب "المرشد".. مفارقات علاقة الجماعة الإرهابية بثورات إيران "خسة ونذالة".. التنظيم دعم "الخمينى" فى 1979 ويعادى الشعب الآن.. وباحثون وإسلاميون: ما تشهده طهران مقدمة للقضاء على تميم وأردوغان والإخوان

الإثنين، 01 يناير 2018 04:34 م
الضلال على مذهب "المرشد".. مفارقات علاقة الجماعة الإرهابية بثورات إيران "خسة ونذالة".. التنظيم دعم "الخمينى" فى 1979 ويعادى الشعب الآن.. وباحثون وإسلاميون: ما تشهده طهران مقدمة للقضاء على تميم وأردوغان والإخوان مظاهرات إيران والخمينى ومظاهرات الإخوان العنيفة فى مصر - أرشيفية
كتب كامل كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الجماعات الدينية بطبعها جماعات براجماتية، يصل تقديرها للسياقات والمواقف إلى حد "الانتهازية"، والمفارقة أنها لا ترى تناقضا بين رفعها لشعارات دينية وخطابات قيمية، وفى الوقت نفسه العمل على الأرض بحسابات المكسب ومنطق المصلحة، هذا ما يمكن أن تتلمّسه بسهولة بمراجعة تاريخ وتحركات أى جماعة دينية، ولعل نموذجه الأبرز يتجلى بوضوح فى علاقة الإخوان وثورات إيران.

شتان بين موقف جماعة الإخوان الإرهابية عقب اندلاع ثورة إيران فى العام 1979، وموقفها من ثورة الشعب الإيرانى المشتعلة الآن، فالجماعة المدرجة على قائمة الإرهاب من جانب الرباعى العربى "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" كانت أول داعمى الثورة الدينية فى إيران قبل 39 سنة، وساندتها بكل قوة، واعتبرتها نصرا عظيما للإسلام والمسلمين، وليس هذا فحسب، بل حاولت الجماعة على مدار سنوات تجميل صورة الشيعة، تحت مسمّى "جهود التقريب بين المذاهب".

الآن، تقف الجماعة الإرهابية موقفا مختلفا بشكل كامل عن موقفها فى العام 1979، الذى ادعت وقتها أنه موقف لصالح إيران وشعبها، فى إطار التخلص من حكم الشاه بما فيه من ظلم وفساد، فاليوم يقف الإخوان بكل فئاتهم وشرائحهم فى جانب الملالى وحكمهم، بكل ظلمه وفساده، ورغم تأييد شعوب العالم وعشرات الدول للشعب الإيرانى فى احتجاجاته ومطالبته بحقوقه، فإن الإخوان وقفت موقفا مخزيًا بالتزام الصمت، وهو الموقف الذى لا يُفسّر إلا باعتباره دعما مباشرا للنظام الدينى المتسلط فى طهران، والموقف نفسه اتخذته إمارة قطر المدعومة من الملالى، إذ أحجمت قناة الجزيرة، الذراع الإعلامية للدوحة والداعم الأكبر للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، عن إذاعة أخبار إيران أو تناول أى شىء له علاقة بالأحداث الدموية الجارية فيها.

 

مراقبون ومحللون للشأن الإيرانى: موقف الإخوان "خسة ونذالة"

مفارقات الإخوان مع التغيير، وتحديدا إرادة الشعب والتحركات الثورية وتطلعات التغيير فى إيران، لا يمكن وصفها إلا باعتبارها "خسة ونذالة"، وهذه الكلمات تحديدا هى ما استخدمه المراقبون والمحللون لموقف الجماعة من "ثورة الجياع" فى إيران.

ولخص مراقبون للشأن الإيرانى وباحثون فى حركات التيار الإسلامى، موقف جماعة الإخوان الإرهابية والدول الداعمة لها من ثورة إيران، بأنه تواطؤ على الشعب الإيرانى ودعم مباشر لنظام الملالى، مؤكدين أن هدف جماعة الإخوان هو السلطة، بصرف النظر عن مصلحة الشعوب، وفى ضوء هذا التطلع الوحيد فإنها تدعم كل من يساندها ويمول رحلتها نحو السلطة.

 

حسن البنا وسيد قطب ومحمد بديع ومحمد حبيب

حسن البنا وسيد قطب ومحمد بديع ومحمد حبيب

 

نائب المرشد السابق: الإخوان ستتعامل مع ثورة إيران كما فعلت مع 25 يناير

"جماعة الإخوان ستتعامل مع الثورة الإيرانية كما تعاملت مع ثورة 25 يناير".. بهذه الكلمات أوضح الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد جماعة الإخوان السابق، والمنشق لاحقا عن الجماعة بعدما اتخذ خيرت الشاطر وفريقه قرارا بفصله منها، موقف جماعة الإخوان من الثورة المشتعلة فى إيران الآن، قائلا: "قطر تدعم التنظيم الدولى للإخوان، وإيران تدعم النظام القطرى، ولهذا فإن أى هزات تحدث فى إيران ستنعكس على جماعة الإخوان".

وأضاف "حبيب"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن إيران تلعب على كل الحبال، وتدعم الإخوان، وتستغلها وتوظفها وفقا لمصالحها، لكن فى الوقت ذاته فالجماعة أيضا ستستغل الظروف الجديدة بأى شكل من أجل تحقيق مصالحها، فإذا نجحت ثورة الشعب الإيرانى فإنها ستدعمها وتسعى لفتح قنوات اتصال مع النظام الجديد، أمام حال قمع هذه الثورة فستظل الجماعة على دعمها للنظام القائم، وتتجاهل مصلحة الشعب الإيرانى وحقوقه بشكل كامل.

 

  

 

محمد مصطفى الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية

محمد مصطفى الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية

 

خبير بالشأن الإيرانى: ثورة إيران بداية للقضاء على تركيا وقطر والإخوان

فى سياق متصل، اعتبر محمد مصطفى، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية والمتخصص فى الشأن الإيرانى، اندلاع ثورة شعبية فى إيران بداية حقيقة للقضاء على الإرهاب وتقويض نظامى قطر وتركيا بقيادة تميم بن حمد ورجب طيب أردوغان وانتهائهما، ومن ثمّ نهاية جماعة الإخوان.

وقال "مصطفى"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن جماعة الإخوان الإرهابية دعمت ثورة الحكم الملالى فى 1979، عندما انبثقت من رحم ثورة انطلقت من العاصمة الفرنسية باريس، حيث مقر منفى الأب الروحى لها "الخمينى"، الذى كان يحظى بمباركة غربية تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، وقد بدأت هذه الثورة عبر إرسال شرائط كاسيت مسجلة لـ"الخمينى" تُبث فى الميادين من خلال مكبرات الصوت.

وأضاف الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، أن الخمينى عندما غادر فرنسا وقتها، كان سلاح الجو الأمريكى يحمى طائرته فى رحلة العودة لإيران، وكان التنظيم الدولى للإخوان المتأسلمين يُنسق تحت إدارة أمريكا لهدف محورى، وهو أن يكون دور الإخوان فى تهيئة المناخ الشعبى فى المنطقة العربية لتقبل خدعة قيام دولة إسلامية، متابعا: "كانت تجربة الخمينى الغربية يراد لها أن تكون فى مصر بعد 2011".

وعن تحليله للوضع الراهن، يستطر محمد مصطفى: "الآن إيران تسقط، بعدما استخدمها الغرب فى فك المنطقة، تسقط إيران بنفس الأدوات التى أسقطت بها الدول، وهى أدوات الحرق والتدمير والفوضى والهجوم على المؤسسات، وكلنا يتذكر هذا المرشد الذى تطالب الجماهير بإسقاطه، عندما قامت أحداث يناير فى مصر، فوجه كلمة باللغة العربية لا الفارسية لجماعة الإخوان فى الداخل ومن حولها من أنصار الفوضى، وقد انقلب السحر على الساحر".

واختتم الباحث المتخصص فى الشأن الإيرانى تصريحه بالقول: "يأتى سقوط إيران متزامنا مع سقوط أوراق اللعب بالإخوان، إذ لم تعد لورقة الإخوان أى فائدة فى اللعب، فعندما كان لها صوت كان صوت المحرك الأمريكى، وحينما ينبرى ترامب ويوجه تحذيرا لإيران، فيحب العلم أن الغرب محتاج لها، والمؤكد أن توابع زلزال إيران ستتوسع لتصل إلى حكم قطر وتركيا، ومن ثم القضاء على الإخوان".

 

الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية هشام النجار

الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية هشام النجار 

 

باحث إسلامى: الإخوان اعتبروا ثورة الخمينى مقدمة لوصولهم للحكم فى مصر

رأيا محمد حبيب ومحمد مصطفى يبدو أنهما يمثلا تيارا واسعا بين المتابعين والمهتمين بالشأن الإيرانى، إذ اتفق معهما هشام النجار، الباحث فى شؤون حركات التيار الإسلامى، قائلا: "موقف الإخوان يختلف دائما من فترة لفترة، تدور الجماعة حسب مصلحتها بصرف النظر عن مصلحة الشعب الإيرانى أو حتى الشعب المصرى، الجماعة تُعلى مصلحتها التنظيمية فقط لا غير، وعلى حساب الجميع".

وأضاف "النجار"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن التيار الإسلامى فى مصر، وفى مقدمته الإخوان، اعتبر وصول الخمينى للسلطة فى إيران واحتلاله موقع "مرشد الثورة" فى العام 1979 مقدمة لوصولهم للحكم، كنموذج دينى شبيه بنموذج الملالى، لكن الموقف الآن مختلف تماما، إذ يوجد محور متشكل من إيران وقطر وتركيا، وانضمت لهم السودان مؤخرا، وهى الدول الداعمة للإخوان، هدفهم جميعا إحياء وبعث الإخوان من جديد، للسيطرة على الحكم فى المنطقة العربية من طرفها الإسلامى السنى، تحت زعامة تركيا، وإيران نفسها تدعم هذا حاليًا".

وأشار الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن مصلحة الإخوان وقطر وكل الدول الداعمة للجماعة ليست مع مصلحة التنظيم الدولى للإخوان، ولذلك نجد أن قناة الجزيرة، المنبر القطرى الإخوانى، أحجمت الجزيرة عن نشر أى أخبار عن ثورة إيران، متابعا: "موقف الإخوان ينحاز ويدعم المرشد الشيعى ضد الثورة المشروعة، وهذا تناقض واضح فى مواقف جماعة الإخوان، ويؤكد أن هناك مفارقة قوية وملفتة فى تعامل الإخوان مع الثورات، سواء هنا أو فى إيران، وتكشف هذه المفارقة أن هدف الجماعة الوحيد هو السلطة، وفى سبيل هذا تضرب بعرض الحائط مصالح الشعوب والدول".










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال فرحات

الخطر قادم

الخطر من حولنا بات واضحا تماما ..... فبكل وضوح يوجد محور متشكل من إيران وقطر وتركيا، وانضمت لهم السودان مؤخرا، وهى الدول الداعمة للإخوان، هدفهم جميعا إحياء وبعث الإخوان من جديد، للسيطرة على الحكم فى المنطقة العربية من طرفها الإسلامى السنى، تحت زعامة تركيا، وإيران نفسها تدعم هذا حاليًا ، ويثور سؤال ، واين المملكة العربية وباقى دول الخليج من هذا التوجه وقد احجموا عن المشاركة فيه والمملكة اصلا تعانى الامرين من استفحال المد الشيعى بداخلها ومن حولها ؟ وهى اصلا الداعمة للجماعات السلفية السنية فى كل ربوع المنطقة لدفع المد الشيعى ؟ بل واين مصلحة ايران الشيعية ذاتها وهى تعلم ان تركيا السنية موقفها التاريخى من الشيعة معروف تاريخيا ، التفسير المقبول ان المملكة ودول الخليج يعلمون حقيقة المخطط الذى تقوده المخابرات الصهيوامريكية وهذه الدول المنقادة لهم ، وهو المعلوم ايضا للجميع ، لتفتيت دول المنطقة لتكوين كيانات جديدة تختلف فيما بينها مذهبيا ودينيا وعرقيا ، لضمان الصراع الابدى بينهم ، ورغم تنافر الاطراف الحالية الا انه يجمعهم الهدف الفردى لكل طرف وهو الفوز بالسيطرة على اكبر جزء من الكعكة التى يعاد تقسيمها ، اما دور الاخوان الخادم لجميع الاطراف فهو لانهم فعلا كونوا نظاما محكما ومتغلغل سواء فى البنية التحتية او المادية وحتى الاعلامية على المستوى المحلى فى كل دولة بالمنطقة وحتى على المستوى الدولى بدعم شديد من الدول الداعمة لهم واجهزة المخابرات الدولية المشاركة ، فهم رأس حربه بالوكاله عنهم جميعا ، لذا يراهنون عليهم ويدعمونهم بينما هدف قيادات الاخوان هو الوصول للحكم بأى ثمن ولو على جثث ومستقبل شبابهم المضللون وخراب الوطن الذى لايعترفون به اصلا فى معتقدهم ، ولأن الله عز وجل وهو السميع العليم فلم ولن ينصرهم ، لانهم يريدوا ان ينتصروا للباطل وليس للاسلام كما يدعون ، والا ما استعانوا بأعداء الدين !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة