قبطى مسلم، أو قبطى مسيحى.. ولا تقل مسلم ومسيحى.. فالقبطى فى اللغة المصرية القديمة، يعنى المصرى القديم.. إذن كلنا أقباط.. مسلمين ومسيحيين.. كلنا مصريون.
هذه هى عقيدة المصريين .. لا مسلم ولا مسيحى.. وطن واحد قلب واحد نبض واحد، . وربما يكون هذا شيئاً طبيعياً .. المصريون قد استشعروا الخطر، من دعوات الفتنة والتقسيم من مناقشة الكونجرس الامريكى لمشروع قانون لحماية الاقباط فى مصر ولكن الشعب المصرى على مر العصور يقف شامخا متوحدا رغم كل الظروف وهكذا تظهر روح الوطنية والمحبة والاخوة من رأس الكنيسة الارثوذكسية فى مصر البابا تواضروس الثانى، بابا الاسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية عندما قال " أن الاقباط فى مصر لا يستقوون بالغرب بل بالله فى المقام الاول والاخوة المسلمين " ويضيف البابا أن أعمال العنف والارهاب التى تحدث فى مصر تستهدف الوطن كله وليس فصيلا واحدا فقط وليس الاقباط فقط ولكن الجميع مستهدفون .
وقد أدان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأقسى العبارات الهجوم الإرهابى الغادر الذى استهدف ظهر الجمعة كنيسة مارمينا فى حلوان، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين، من رجال الشرطة والإخوة الأقباط . وشدد الإمام الأكبر فى بيان له على أن تكرار تلك الهجمات الإرهابية النكراء التى تستهدف الإخوة الأقباط فى أيام الأعياد أصبح مفضوح الأهداف، وأنها تستهدف الوطن ووحدته، أكثر ما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذلك، لذا فإن الرد الموجع عليها يكون بإفشال أهدافها، والتمسك أكثر بروح الحب والمودة التى تجمع المسلمين والمسيحيين. ودعا الإمام الأكبر أبناء الشعب المصرى كل إلى التصدى لهذا المخطط الخبيث، وجعل هذه الأيام الطيبة، فرصة للتأكيد على ذلك، من خلال مشاركة المسلمين لإخوتهم الأقباط فى الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح عليه السلام.كما تقدم فضيلة الإمام الأكبر بخالص العزاء لأسر الضحايا، داعيًا الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بعاجل الشفاء.
من أنتم؟.. وماهى ديانتكم ؟.أتريدون أن تشعلون نار الفتنة فى مصر؟
لا والله، انظروا إلى شهامة وبطولة المصريين وهذا جانب منها :
البطل الخمسينى الذى تصدر مشهد الحادث الإرهابى بمحيط كنيسة مارمينا ومستشفى النصر، وارتفع اسمه فى سماء غرب حلوان، بعدما تمكن من ضبط الإرهابى عن طريق الانقضاض عليه بدون سلاح، ولكن قلبه كان صاحب القرار، حيث يروى الدقائق الثلاثة التى مر بها منذ سماعه أصوات الطلقات النارية بكثافة وخروجه إلى الشارع متجها صوب الإرهابى إلى أن تلقى طلقتين فى قدمه من قوات الأمن، فتقدم عم صلاح منقضا على فريسته، وقام بسحب خزنة الطلقات من السلاح وأعطى للإرهابى ضربة أعلى رأسه فقد عندها الوعى وتم ضبطه.
وبطل الأبطال.. مأمور قسم حلوان العميد أشرف عبد العزيز، الذى خرج من مكتبه مسرعا فور تلقيه رسالة على جهاز اللاسلكى الخاص به "تبادل لإطلاق النيران بالشارع الغربي"، وفور سماعه النبأ اتجه إلى العسكرى الخاص به وأمره بسرعة التحرك بسيارة الشرطة "البوكس" تجاه كنيسة مارمينا بالشارع الغربي، وفور اقترابه وجد حالة من الهلع وسط المواطنين ومدرعات الشرطة تجوب الشوارع، فخرج من سيارته واتجه إلى إحدى النواصى واختبأ بجوار أحد العقارات، وما هى إلا دقائق حتى قام بإطلاق أعيرة نارية قنصت العنصر الإرهابى بقدمه وأسفرت عن سقوطه على الأرض.
عم رضا، أمين الشرطة البطل الذى رفع سلاحه فى وجه الإرهابى وقام بإطلاق بعض الأعيرة النارية تجاهه، ولكن سرعان ما سقط الشرطى الهمام بمكان خدمته، ليجسد ملحمة جديدة فى الدفاع عن الوطن واقفا بدون ترك سلاحه أو إهمال خدمته، هنا كان يجلس أمين الشرطة الأربعينى بداخل كشك الحراسة وأمامه كان يصلى 5 مرات باليوم، وبجوار الكشك كانت كرتونة صغيرة تلطخت بالدماء الطاهرة، اتضح أن الشهيد كان يستخدمها للصلاة فذهب شهيدا بموقع صلاته وخدمته.
الشيخ طه إمام وخطيب المسجد المقابل للكنيسة موقع الحادث الإرهابي، ابن قرية منشأة عمرو بمركز الفشن محافظة بنى سويف، الذى استهل طريقه إلى الكنيسة مرتديا جلبابه استعدادا لصلاة الجمعة ليتفاجأ بأحد المواطنين قائلا له: «الحق يا مولانا.. الحق يا سيدنا.. واحد بره معاه بندقية على كتفه وطالع بيها على الكنيسة»، مؤكدا أنه اتجه مسرعا إلى بوابة المسجد مستمعا لأصوات الأعيرة النارية فى كل حدب وصوب، فهرع إلى مكبرات الصوت صارخا فيها: "اذهبوا إلى الكنيسة فإنها تتعرض لهجوم إرهابي، توجهوا واحموا اخواتكم الأقباط"، مشيرا إلى أن ما قام به واجب وطنى تجاه أى شخص يريد الحفاظ على مصر من خطر الإرهاب والأفكار المتطرفة وهدم نسيج الوطن أو محاولة نشر العنف بين أطياف الشعب الواحد.
هذه هى مصر ’وهؤلاء هم أقباط مصر، المصريين الذى قال عنهم النبى محمد صلى الله عليهوسلم "( إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرًا فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ) وذكروا أيضا فى الانجيل " مبارك شعبى مصر " مهما حاول الارهاب وممولوه وأتباعه اللعب على رهان الفتنة والطائفية أو اللعب على وتر الحالة الاقتصادية لن ينالوا من عزيمة وقوة شعب مصر، نحن اخترنا الطريق، نقف مع جيشنا وشرطتنا وقيادتنا السياسية، نبنى ونعمر، نصنع وننتج، نزرع ونحصد، لتظل راية مصر خفاقة على مر العصور والايام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة