عادل السيوى يكتب: فروق التوقيت

الثلاثاء، 02 يناير 2018 05:02 م
عادل السيوى يكتب: فروق التوقيت عادل السيوى
اعداد : وائل السمرى - خطوط أحمد فايز - رسوم أحمد خلف - شارك فى إعداد الملف أحمد عصام - عباس السكرى - محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عام يمضى بعد عام وما زلت أنتظر المعجزة التى لن تتحقق أبدا لأنها ببساطة «معجزة» 
أواصل الانتظار على طريقة «يا مستنى السمنة من ورك النملة»
أنتظر لحظة تتبخر فيها الأشياء والوجوه والأفكار الثقيلة
لحظة يسطع فيها فجأة ضوء رائع يلف الأماكن والشخوص التى نحبها، فتتجلى وكأنها انتصار للخفة.
أحلم ولن أكف أبدا؛ بلحظة تجمع الكائنات خارج فروق التوقيت. 
 
ربما تكون هذه اللحظة مكافأة نهاية الخدمة.
 
لا تقودنى نهايات السنين إلى تأمل ما جرى.. 
لا أعتقد أن حياتى نص جدير بالتأمل، فلا تواصل أو تماسك فيها، وربما الحيلة التى تعطى لهذا الشتات اسما، هو أننى اخترت فى بداية الشباب، أن أقضى العمر مختبئا خلف اللوحات. 
 
ورغم هذا لا شىء يكتمل، وإنما جمل اعتراضية متلاصقة. 
 
766254-عادل-السيوي
عادل السيوى
 
لا مجال هنا للكلام عن إنجاز. 
 
فكأى رسام كنت أثبت أشكال وألوان الكائنات التى تروح وتجىء، أوقفها على السطح لـتأملها خارج تحولات الزمان.. 
وكأنك توقف مجازيا حركة الكون التى انفجرت مادته ولازالت تواصل تباعدها.. 
هناك ما هو أهم من اللوحة بلا جدال، ويبدو أن شغفى الطفولى بالوجود كله على بعضه، واشتهاء الحياة نفسها هو سر اللعبة. 
 
ولدت فى تاريخ فارق
1952
وحده كان إشارة كافية للواقع الذى سيتعين على أن أعايشه، والذى سوف يملى على كل شروطه القاسية فى هذا الجزء من العالم.. 
ورغم أننى انشغلت كثيرا بفكرة تغيير العالم.. إلا أننى أبحث هذه الأيام بكل تفاؤل عن حل فردى للإفلات من سطوة ما هو قائم.. 
الآن وأنا فى الخامسة والستين أدرك أن إحساسا آخر بالزمن قد استطال داخل روحى.. 
كنت أستبق الأيام وأنا طفل.. 
أطرحها أرضا أيام الشباب.. 
والآن أراها وهى تنساب لاهية من بين أصابعى.. 
العزاء الوحيد هو أن تثاقل البدن يسمح الآن للروح بحركة أسرع وتوهج أكبر.. وكأنها أفلتت من قبضة طاغية.
 
الحياة طويلة بالفعل.. ولكن اليوم كان وسيظل دائما أقصر من اللازم. فى النهاية أنا أحب الأسابيع، وانحاز لدورتها الإنسانية، لأنها قريبة ومتحركة. الأسابيع أصبحت علاقتى الأنسب بالزمان، أيام تتباعد وسرعان ما تظهر مجددا.. تودع اليوم وأنت تدرك أنه سوف يستدير ويعود إليك فى لهفة بعد ستة أيام فقط.. ياللجمال.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة