قرأت لك.. الشر السائل.. لماذا لم يقتل الله الشيطان؟

الخميس، 18 يناير 2018 07:00 ص
قرأت لك.. الشر السائل.. لماذا لم يقتل الله الشيطان؟ غلاف كتاب الشر السائل
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لماذا هذا الشر الكامن فى العالم؟ وإذا كان الله عدلا أو محبة، فكيف يخلق عالما ملؤه الشر والظلم؟ وإذا كان الله هو القدير، فلم لا يقضى على الشيطان ويعفى البشر من كل هذا العذاب؟

 

يواصل الكاتب الشهير زيجمونت باومان سلسلة كتب ناقدة للحداثة وما بعدها تحمل مصطلح "السيولة"، منها "الحداثة السائلة، الحب السائل، الحياة السائلة، الخوف السائل، الأزمنة السائلة، الشر السائل"، وهى كتب فى مجملها تصف الحداثة وما بعدها بأنها سائلة ومشوهة أهدرت كرامة الإنسان ولم تقدم له أى شىء من الوعود الكثيرة التى نادى بها الحداثيون، فالإنسان كان أول ضحايا الحداثة، حيث فقد قيمته.

 

وفى كتاب "الشر السائل.. العيش مع اللابديل" لـ زيجمونت باومان وليونيداس دونسكيس، ترجمة حجاج أبو جبر، تقديم هبة رءوف عزت، وصدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر، يقول المترجم "ليس هذا كتابا فى لاهوت الشر ولا فى دراسة الشياطين، ولا هو من المعالجات الأدبية والسينمائية للشيطان، بل هو كتاب فى سوسيولوجيا العمى الأخلاقى".

 

وتقول مقدمة الكتاب الدكتورة هبة رءوف عزت: "إن باومان ودونسكيس فى حوارهما الثرى فى هذا الكتاب يسهمان فى استجلاء وبيان طبيعة هذه السيولة للشر التى قد تصل بالبشرية إلى نقطة الشر المحض، وهو محض لأنه يخرج من حيز الفعل المدان إلى منطق النظر إلى الكون والحياة".

 

وفى الكتاب يحاول المؤلفان، حسب كلامهما، رسم صورة لأشد مصادر الشر فى الوقت الراهن، وأن نتتبع، إذا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، مساراته فى المرحلة الحالية فى مجتمعنا الاستهلاكى الحديث السائل، المتحرر من التنظيم والمفتقر إلى النظام، والخاضع للتشرذم والتفكك والانفصال والنزعة الفردية والخصخصة، وعلى أى حال، لا بد من النظر إلى النتائج باعتبارها سيرة لرحلة دائمة من الاستكشاف.

 

ويقول المؤلفان: "يتمتع الشر السائل، مثل كل السوائل، بقدرة رهيبة على الالتفاف على العوائق التى قد تظهر أو قد تعترض طريقه، فهو مثل كل السوائل، يتسرب إلى هذه العوائق ويرطبها وينفعها، وعادة ما يعمل على تآكلها وإذابتها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة