نقاد يعترفون بأزمات النقد.. حسين حمودة: بعضه يعانى غياب المعايير.. مروة مختار: لا ننكر وجود قراءات "سهلة".. جرجس شكرى: نقد المسرح انفصل عن الواقع.. وأحمد حسن عوض: المميزون لا يتجاوزون أصابع اليد

الإثنين، 15 يناير 2018 07:57 م
نقاد يعترفون بأزمات النقد.. حسين حمودة: بعضه يعانى غياب المعايير.. مروة مختار: لا ننكر وجود قراءات "سهلة".. جرجس شكرى: نقد المسرح انفصل عن الواقع.. وأحمد حسن عوض: المميزون لا يتجاوزون أصابع اليد النقاد د. حسين حمودة ود. مروة مختار وأحمد حسن عوض وجرجس شكرى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نستطيع أن نلاحظ، فى الفترة الماضية، كثرة الحديث عن أزمة يواجهها النقد الأدبى، وتراجع حركة الإبداع النقدى، وقلة النقاد الجيدين.

ونلاحظ أيضًا الحديث الدائر داخل الدوائر الأدبية والثقافية، عن أزمة النقاد، وغياب الموضوعية فى نقد الأعمال الأدبية، وضعف تقييمه أدبيًا، مثل تصريحات للكاتبة نوال السعداوى، عن عدم وجود حركة نقد حقيقى، وأخرون رأوا مثلما رأت "السعداوى" فى ضعف حركة النقد، فهل يعانى النقد فى مصر أزمة تراجع، وهل غاب الناقد الأدبى المبدع عن الساحة؟.

حسين حمودة: بعضه يعانى غياب المعايير

حسين حمودة
 
الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربى الحديث، بكلية الآداب، جامعة القاهرة، قال إن الحديث عن تراجع النقد متكرر وحدث منذ خمسينيات القرن الماضى، حيث أثيرت على بعض الصفحات الأدبية قضية تراجع النقد، وقيل عن هذا التراجع ما قيل، وترددت كلمات عن "السطحية، الاستسهال، فقر الأفكار النقدية، وعدم الجدية، وإخضاع النقد لتوجهات فكرية بعينها على حساب الأعمال الأدبية"، وقد شارك فى الحديث عن هذه القضية، فى هذا الطرح القديم حول وضع النقد، لم يتجاوز دائرة النقاد المحترفين، على عكس الآن حيث أصبح جزءًا من النقاش العام المشترك بين دوائر واسعة من المبدعين والقراء والنقاد على حد سواء.

وأوضح "حمودة" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن من ضمن المشكلات العامة التي يواجهها النقد فى ثقافتنا وفى الثقافة الغربية هى ما أسماه بـ"عزلة النقد داخل الدوائر الأكاديمية"، وصعود "النقد الصحفي" السريع أو المتسرع أحيانًا.

وأشار الدكتور حسين حمودة، إلى أن هناك غيابًا للمعايير النقدية، وهناك مشكلات أخرى يواجهها النقد العربى، منها صعوبة المصطلحات التي يتم استخدامها أحيانًا، وعدم وضوحها وعدم الاتفاق حول معانيها أحيانًا، فضلاً عن عدم توفر منابر نقدية كافية ومناسبة للدراسات النقدية التي تتجه إلى "القارئ العام" غير المتخصص.. إلى آخر المظاهر التي يمكن أن نرصدها حول المسافة القائمة بين الإبداع والنقد العربيين.

وأكمل "حمودة": "نعم.. الإبداع الأدبي العربى حاضر ومزدهر فى مجالات عدة الآن.. نعم النقد العربى عن هذا الإبداع غائب فى هذا الزمن الراهن لأسباب معروفة والمشكلات واضحة، وتجاوز المشكلات رهن بتغيير أو بتجاوز أسبابها".

 

مروة مختار: لا ننكر وجود قراءات تميل للاستسهال

الدكتورة مروة مختار
 
من جانبها قالت الدكتورة مروة مختار، أستاذ الأدب بالجامعة الأمريكية، إن تكرار هذه المقولة له عندى عدة احتمالات منها: أن مرددها يريد أن يزكى نفسه على النقاد الموجودين فى جيله، أو أن نظرته محددة وموجهة لفئة بعينها يقصدها قد يراها مسيطرة هنا أو هناك، فاللغة العلمية لا تعرف هذه التعميمات المطلقة الأحكام، وتكرار المقولة قد يأتى يومًا بمن يقول، تأكيدًا لوجهة نظره، أن رونالد ماكدونالد نفسه كاد أن يطلق على كتابه "موت الناقد فى مصر" ثم عدل عن ذلك.

وأضافت "مختار": "مصر جزء من العالم ومن ثم فالحالة النقدية ليست معزولة عن السياق الذى نحياه، ومسألة مقارنة جيلنا بجيل سابق أسس مدارس نقدية فى مصر ليست دقيقة وأراها تطرح بشكل ساخر وجائر.

وأشارت الدكتور مروة مختار، إلى أن يمكننا أن نقول إن الحركة النقدية غير مواكبة لحركة الإبداع فى مصر وأن حركة الإبداع سبقتها بسبب تعدد منافذ النشر الخاص والحكومى والإلكترونى وفى المقابل لن تجد النقاد يتابعون هذه الحركة بشكل دائم ودورى، فعدد كبير منهم ركز فى العمل الأكاديمى واحتمى بالنصوص الكلاسيكية أو الحديثة المستقر عليها نقديًا بسبب الإشراف العلمى أو طبيعة أبحاث الترقية العلمية.

وأكدت  مروة مختار أن عدد آخر حاول أن يجمع بين الاثنين حتى هذه الفئة منهم المتابع بشكل مستمر ومنهم المتابع بشكل متقطع، وهناك نقاد لا ينتمون للمؤسسة الأكاديمية يمارسون النقد بحرفية عالية وحرية يفتقدها بعض من عملوا فى المؤسسة الأكاديمية، موضحًا أنه لكى تواكب دور النشر زخم الأعمال الإبداعية وتواليها أصبحت تلجأ لآراء القراء فمن وجهة نظرها نهم الجمهور الحقيقى لا النقاد.

ولفتت أستاذ الأدب بالجامعة الأمريكية، إلى أن وجه آخر للمسألة هو أن لغة الكتابة النقدية فن، أنت تكتب وفى عقلك ووجدانك شرائح التلقى فلا تتعالى عليهم بحشد المصطلحات فى غير موضعها أو بمستوى كتابة لا يتناسب معهم فلكل مقام مقال، وقد تكون آفة الاستسهال غلبت على بعض الكتابات النقدية.

وأتمت الدكتورة مروة مختار: "فى مصر نقاد يعملون بجد واتقان ومثابرة وهناك جيل تال يتقدم ويتحقق تدريجيا، نشهد نجاحاته هنا وهناك، وأخيرًا فإن من ينشغل بعمله لن يلتفت لتصنيف من حوله لكنه سيسعى جاهدًا أن يطور نفسه ومن حوله ليعالج السلبيات التى يراها". 

جرجس شكرى: نقد المسرح انفصل عن الواقع

جرجس شكرى
 
من جانبه قال الشاعر والناقد المسرحى جرجس شكرى: "إننا لا نسطيع أن نفصل النقد عن الإبداع، مشيرًا إلى أن ازدهار الحركة الإبداعية لا يتجزأ، وأن تراجع النقد يعنى تراجع فى العملية الإبداعية ككل، فالنقد يزدهر بأزدهار الإبداع، على حد وصفه.

وأضاف "شكرى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الحركة الإبداعية ومنها النقدية، شهدت فى الماضى ازدهارا كبيرا بسبب وجود مبدعين اهتموا بالواقع، بينما الآن الإبداع انفصل عن واقعه، وأصبح هناك نخبة تكتب وتهتم بطريقة الكتابة الجمالية، وتهتم بالمدارس مثل البنوية والأسلوبية بعيدًا عن الأهتمام بقضايا الواقع.

وأشار الناقد المسرحى جرجس شكرى، إلى أن العالم يمر بمرحلة انتقالية غير مستقرة، على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وهو ما يؤثر بالتاكيد على الإبداع، ولا يخلق حركة إبداعية مستمرة.

وأوضح "شكرى" أن التغيير فى مثل هذه الظروف يكون معتمدًا على الزمن والمتغيرات، التى قد تطرأ على العالم، ولا أحد يستطيع وضع حل لذلك.

 

أحمد حسن عوض: النقاد المميزون لا يتجاوزون أصابع اليد

أحمد حسن عوض
 
قال الناقد أحمد حسن عوض: "بالطبع هناك أزمة فى النقد الأدبى فى مصر، لأن هناك مفارقة كبرى بين كثرة الأعمال الإبداعية فى فنون الأدب، التى تصدر بشكل شبه يومى فى مقابل قلة المتابعات النقدية القادرة على استعاب هذا الكم المهول، تقييمًا جماليًا لا يقع فى فخ التباعية الإبداعية السابقة، ومعاييره الفنية التى استخلصت منه.

وأضاف "حسن" وفى الوقت نفسه إن عدد النقاد القادرين على استخراج الجماليات الجديدة، يكاد لا يتجاوز أصابع اليدين، بالإضافة إلى أن النقد فى معظم أنشطته المتنوعة يكاد يدور حول أسماء بعينها تنال حقها من الدرسة والمتابعة والبحث والناس بشكل عام يفضلون السير فى الطرق الممهدة على التوجة لطرق جديدة وخوض تجربة مبتكرة.

وتابع الناقد أحمد حسن عوض: "فضلا عن أن أغلب الباحثين الذين يعملون فى الماجستير والدكتوراه ويعملون فى حقل الأدبى، لا يمتلكون الأدوات الكافية لتحليل الأعمال الإبداعية بالإضافة إلى تفضيلهم الدوران حول موضوعات بعينها قتلت بحثا، ونالت حقها من النقد يد نقاد كبار.

وأتم "حسن": ولا يعنى هذا أن نفقد الأمل فدائمًا ما تفاجئنا الحياة الثقافية بنقاد جدد قادرين على سد الفراغ.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة