فى العلاقة بين الحكومة والمواطن، يمكن للأخير أن يتغذى على الصبر ويعيش على الأمانى، التى تقدمها له البرامج الصباحية وإعلانات تنظيم الأسرة، وتفسَد هذه العلاقة حين يراهن أى طرف منهما على نسيان الطرف الآخر لحقوقه، فمثلما لا تنسى الحكومة أموالها بالتقادم، لا يمكن أن ينسى المواطن أن هذه الحكومة أعلنت منذ عامين عن حاجتها لشغل وظائف مختلفة فى إحدى الوزارات، وجمعت رسومًا من الآلاف الراغبين فى التقدم لهذه الوظائف، وحتى الآن لم يجرؤ مسؤول واحد على الاعتراف للمواطنين بأن الحكومة اكتشفت أنها ارتكبت خطأ فادحًا، حين أعلنت عن وظائف فى وقت تسعى فيه لميكنة الهيئات، وتقليل الاعتماد على البشر، هنا لا يكون الاعتراف عيبًا إذا كنتم ستعيدون لهؤلاء الشباب الأموال التى جمعتموها من رسوم التقدم للوظائف.. كل الحكومات يمكن أن تخطئ فى حق مواطنيها، لكنها لا تعاملهم أبدًا بهذا الاستخفاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة