بدأ الحلم المصرى الذى دام طويلا فى التحقيق على أرض الواقع منذ يوم 11 ديسمبر 2017 بحضور رئيسى روسيا ومصر فلاديمير بوتين وعبدالفتاح السيسي فى القاهرة، حيث تم توقيع مجموعة من الوثائق حول بناء أول محطة للطاقة النووية فى مصر تحمل اسم"الضبعة"، وهى المنطقة التى سيتم إنشاء المحطة النووية فيها.
وغطت وسائل الإعلام العالمية هذا الحدث على نطاق واسع، حيث انتظر العالم على مدار سنين طويلة الوقت الذى ستدخل فيه مصر العصر النووى بكل قوتها، حيث دخلت مصر هذا العصر بصفقة قياسية فى تاريخ الصناعة النووية العالمية.
وتبلغ القيمة الإجمالية للعقود الأربعة لبناء المحطة النووية المصرية عشرات المليارات من الدولارات الأمريكية، حيث تعد هذه الاتفاقية أكبر اتفاقية فى تاريخ روسيا، حيث قدمت موسكو لشركائها المصريين اتفاقا شاملا فريدا يغطى كافة الاحتيجات النووية للمحطة لمدة تتراوح من 70-80 سنة.
وتعد شركة "روس أتوم" الروسية الشركة الوحيدة فى العالم القادرة على تزويد العملاء بمجموعة كاملة من الخدمات فى مجال الذرة السلمية، كما أن تطوير الطاقة الذرية فى مصر مهم أيضا بالنسبة للاقتصاد الروسى.
وستعمل "روس أتوم" أيضا على إعداد فريق مخصص من الخبراء المصريين لإدارة المحطة النووية المصرية، وتطوير البنية التحتية النووية فى مصر، وإمدادات مضمونة من الوقود والصيانة والمعالجة والتعامل مع الوقود النووى فى منطقة الإنتاج.
يتميز العقد المصرى مع شركة "روس أتوم" الروسية بأنه فريد من نوعه، حيث تعد المفاعلات النووية من نوعية 1200 VVER تم تصميمها لتعمل لمدة 60 سنة، وينبغى الانتهاء من بناء هذه المفاعلات بحلول عام 2029.
ومن جانبه، أكد مركز الدراسات الروسية فى مصر أن الطاقة البديلة مطلوبة، ومصر تأخرت كثيرا فى استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، ووفق آراء الخبراء المتخصصين فالطاقة النووية أصبحت مطلوبة فى ضوء تزايد الاعتماد على الطاقة البديلة مثل الشمس والرياح.
وأعلن مركز الدراسات الروسية فى مصر، أن مؤسسة "صبور للاستشارات الهندسية" فى مصر، فازت بعدد من عقود تنفيذ محطة الضبعة للطاقة النووية للاستخدامات السلمية، حيث أكد رئيس مجلس الإدارة المهندس حسين صبور، أن المؤسسة فازت بأكثر من عقد تنفيذ مشروع الضبعة للاستخدامات السلمية، العقد الأول هو إعلام الجانب الروسى بالتراخيص المطلوبة أمام المؤسسات المصرية المعنية، وتم تنفيذ هذا الجانب، بالإضافة إلى مساعدة الجانب الروسى في استخراج التراخيص اللازمة، حيث بدأت الشركة الروسية فى إعداد الوثائق والبدء فى استخراج التراخيص.
وأشار صبور إلى أن استخراح التراخيص لن يستغرق وقتا طويلا خصوصا فى ضوء حماس الحكومة المصرية لإتمام وتنفيذ مشروع الضبعة فى أسرع وقت.
أما بالنسبة للعقد الثانى والتى فازت به مؤسسة صبور هو الإشراف على مطابقة مواد البناء الخام للمواصفات الروسية فى بناء المحطات النووية، حيث تقوم المؤسسة حاليا بالبحث عن المصانع التى تقوم بإنتاج مواد البناء طبقا للمواصفات الروسية والإشراف على توريد هذه المواد عند بدء عمليات البناء.
ونوه بأن العمل فى الموقع الخاص بمحطة الضبعة النووية سوف يتم فور الانتهاء من استخراج التراخيص اللازمة، كما أن خبرة الشركة الروسية سوف تساهم فى بناء المحطة وتشغيل أول مفاعل فى الوقت المعلن والجدول الزمنى المحدد للانتهاء من المشروع.
الفريق المشارك فى بناء المشروع النووى
وستمتلك مصر أحدث وحدات نووية فى منطقة الضبعة تتكون من مفاعلات VVER 1200، وسيتم بناء المحطة النووية المصرية على الأسس القياسية الروسية لعام 2006، وحدات توليد جديدة "3+" مع زيادة السلامة وتحسن المؤشرات الفنية والاقتصادية.
وستحصل مصر على الوقود النووى الحديث الذى قامت روسيا بتحديثه فى عام 2016، واستخدامه فى وحدة الطاقة السادسة من نوفوفورونيز-2.
ويسمى هذا الوقود بـ"تى إف سى-2"، وهو وقود معدل يهدف إلى تأمين الحركة الهيدروديناميكية وتحسينها فى عمل المفاعلات النووية، وتستخدم دورة الوقود لمدة 18 شهرا.
ويخدم الوقود تى إف سى – 2 المفاعل النووى من الجيل الثالث الذى تبنيه روسيا منذ عام 2006 حتى الآن، وهو أحدث أجيال المفاعلات النووية، والذى يمتلك قدرة على عدم التأثير على البيئة المحيطة به، كما يقوم المفاعل النووى الروسى الحديث بحرق كمية كبيرة من الوقود، وإخراج كمية قليلة من النفايات المشعة.
مواصفات المفاعلات النووية المصرية
ستمتلك مصر المفاعل النووى من الجيل الثالث الذى يعنى بناء مشروع نووى حديث فى زمن قياسى، أى أنه يقوم على تقليص الوقت وتكلفة البناء، كما يحتوى المفاعل من هذا الجيل على تصميم بسيط وموثوق به، ومقاومة لخطأ المشغل "العامل البشرى".
ويعتبر المفاعل النووى من الجيل الثالث لديه استخدام عالٍ من القدرة المركبة وخدمة الحياة الخاصة بها تصل إلى 80 سنة، بالإضافة إلى الحماية من الحوادث؛ مثل سقوط طائرة ثقيلة على المفاعل تجعله لا يتأثر.
يمتلك المفاعل النووى أيضا قدرة على عدم التأثير على البيئة المحيطة به، كما يقوم بحرق كمية كبيرة من الوقود، وإخراج كمية قليلة من النفايات المشعة.
وهذه المتطلبات تتفق تماما مع مفاعلات روسيا المتطورة مشروع المفاعل النووى 91 و92، حيث يتم استخدام الجيل الثالث فى المفاعلات النووية الجديدة.
وتضمن هذه المفاعلات عدم التسرب الإشعاعى عن طريق الحواجز المتعددة، كما يوجد بها نظم السلامة السلبية والإيجابية، وامتلاك هيكل بسيط وسهل للإدارة وإزالة أخطاء الموظفين، وزيادة كفاءة استخدام الوقود وإخراج أقل كمية من النفايات، كما تحتوى هذه المفاعلات على نظام التحكم الآلى الحديث.
ومن جهتها، تبنى روسيا محطات جديدة من المفاعلات النووية القوية التى تنتمى للجيل الثالث، حيث بدأت روسيا البناء فى عام 2008، وانتهى المفاعل الأول عام 2015 وتشغيله فى عام 2018، كما بدأت فى المفاعل الثانى فى 2010 وانتهت منه بحلول 2017 وتشغيله 2020.
ويعتبر هذا المفاعل شبيها للمفاعل النووى الذى ستقوم روسيا ببنائه فى مصر، فى منطقة الضبعة بالقرب من البحر المتوسط، حيث إن المفاعل "لينينجراد" الروسى يتكون من 4 وحدات سعة الوحدة الواحدة 1170 ميجاوات بينما سعة الوحدة للمفاعل المصر 1200 ميجاوات.
وستكون السعة الإجمالية للمفاعل الروسى 4680، وهو يتنمى إلى نوعية المفاعلات "فى فى إيه آر 1200".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة