بالمال الحرام والسلاح، غزت إمارة قطر، الداعمة للإرهاب والتطرف، القارة السمراء، مستغلة احتياج بعض الدول الأفريقية الفقيرة، فقدمت لها المساعدات المالية والإنسانية، كستار من أجل التغلغل داخل المجتمعات لتجنيد إرهابيين وتكوين جماعات متطرفة مسلحة تخدم أجنتدها المشبوهة.
وبفعل المخطط لقطرى، الذى بدأ يتكون منذ اعتلاء الأمير الأب حمد بن خليفة الثانى، الحكم فى الدوحة عام 1995، بعد انقلابه على والده، أثيرت المشاكل والأزمات داخل دول القارة، بسبب الجماعات الإرهابية المسلحة، التى دعمتها الدوحة لسنوات طويلة، وهو ما دفع العديد من دول القارة السمراء لاتخاذ مواقف دبلوماسية ضدها، منها إريتريا وجيبوتى والصومال وموريتانيا ومورشيوس وجزر القمر والنيجر وتشاد والجابون والسنغال.
ولم تسلم شعوب الساحل الصحراوى غرب القارة، من "شيطان الحمدين" وخططه الخبيثة التى وضعها حمد وخليفته تميم بن حمد، فكان لدولة مالى نصيب كبير فى هذا الخراب، فقد دعمت الدوحة الحركات الإسلامية المتطرفة ماليا ولوجيستيا هناك، فقد أرسلت السفارة القطرية فى "باماكو" من خلال جمعية الهلا الأحمر مواد بترولية وتموينية للحركات المتطرفة المنتشرة شمال البلاد.
ومنذ عام 2012 تحولت مالى الدولة الإسلامية الأفريقية الكبيرة، بشكل سريع إلى أرض خصبة للإرهابيين، حيث توافد إليها المتطرفون من كل صوب وحدب، وبدعم قطرى منقطع النظير سيطرت الدوحة على ذمام الأمور فقامت بجذب الإرهابيين إلى الدولة الفقيرة من مختلف أنحاء العالم حتى تحولت إلى بقعة خارجة عن السيطرة، كما دعمت حركة "التوحيد والجهاد" المتشددة التابعة لتنظيم "القاعدة" فى دولة النيجر.
ومن الغرب إلى الشرق، عملت قطر على تقويض أمن واستقرار القرن الإفريقى، وزرع بؤر الخراب فيها، فقد عمت الدوحة الحركات المعارضة الأغسلامية المتشددة فى إريتريا (حركة الجهاد والحزب الإسلامى وجبهة التحرير الإريتيرية وجبهة الإنقاذ) لإثارة المشاكل فى أسمرة، ومحاول إسقاط نظام الرئيس إفورقى، المعادى لسياسات تنظيم الحمدين التخريبية بالقارة.
كما وفرت الدوحة الدعم لقوى المعارضة المسلحة بتشاد، وسهلت تواصلها مع الميليشيات الإرهابية فى ليبيا لمحاولة التحرك ضد النظام التشادى لإسقاطه، وفى هذا الإطار تعددت العمليات العدائية ضد القوات التشادية بمناطق الحدود المشتركة مع ليبيا.
وقدمت قطر، خلال الفترة من يناير 2016 وحتى نهاية العام الماضى، دعما سخيا للجماعات الإرهابية فى أرض الصومال، فقد دعمت شراء 29 سيارة دفع رباعى، لحركة "الإصلاح الإسلامى" التابع لتنظيم الإخوان الإرهابى الدولى، بالإضافة للدعم العسكرى لبعض الحركات المتشددة الأخرى فى الصومال.
ولم يسلم الوسط الإفريقى أيضا من خراب قطر، فقد عملت الدوحة على ربط التنظيمات الإرهابية المنتشرة فى وسط القارة وتوحيد جهودها لإشاعة الفوضى، وإضعاف السلطة المركزية فيها، وإسقاط الأنظمة المعتدبة لتمكين المتطرفين التابعين لها من الحكم، وتحقيق مصالحها من خلالهم، حيث تدعم فى هذا الإطار حركة "بوكو حرام" الإرهابية فى نيجيريا والدول المجاورة لها.
وكان لبعض دول الشمال الإفريقى، أيضا نصيب، فعمل نظام تميم بن حمد، على دعم الفصائل المتطرفة فى موريتانيا لإسقاط الرئيس محمد ولد عبد العزيز، أحد الرؤساء العرب المناهض للمخطط الإرهابى القطرى فى المنطقة، مع الاعتماد على عملائها مثل الإرهابى محمد المختار الذى يتولى الحملة الغعلامية القطرية التى تستهدف نشر الفكر المتطرف.
وطال الشر القطرى، دولة ليبيا الشقيقة، بل أنها أكثر الدول الأفريقية التى تأثرت سلبا بل وتدميرا بالدعم القطرى للميلشيات الإرهابية على أراضيها، فقد تصدر إرهابيو تنظيم "القاعدة" الذين عادوا من أفغانستان المشهد السياسى، وأضحى الإرهابى عبدالكريم بلحاج محررًا لطرابلس فى أعقاب الثورة الشعبية التى أطاحت بنظام العقيد، معمر القذافى، وحصل على دعم لوجستى ومالى رهيب من الدوحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة