انتظر العاملون بالفخار بمصر القديمة، ما يقرب من 10 سنوات، لكى يظهر مشروع قرية الفواخير للنور، حيث واجه المشروع عددا كبيرا من العراقيل التى أخرت افتتاحه، ما جعل الصناعة يصيبها الركود.
إعادت تأهيل 152 ورشة
واتخذت محافظة القاهرة عدة خطوات للإسراع بافتتاح القرية والذى تأخر سنوات، فنفذت المحافظة إكمال رصفها بالإنترلوك وتجهيز أماكن لعرض المنتجات وتجديد المنشآت التى يصل عددها لـ152 ورشة، وبدأت فى المرحلة الأخيرة وهو تركيب أفران حرق الفخار التى ستعمل بالغاز الطبيعى، وذلك لحماية البيئة من التلوث.
وكان لـ"اليوم السابع" جولة بقرية الفواخير بالفسطاط لرصد التطور الذى شهدته القرية، حيث تم إنشاء 42 منفذًا لعرض المنتجات داخل القرية تمهيدا لإزالة المنتجات المعروضة أمام سور القرية بالطريق العام.
ويبلغ عدد الورش التى تعمل بالقرية الآن 20 ورشة تقريبًا، أغلبها يعمل بالطرق القديمة لحرق المنتجات بالأخشاب، وهو ما أثر على لون الحوائط ولوث البيئة، وهو ما برره أصحاب تلك الورش بأن المحافظة لم تمد يد العون لهم بتسهيل إمداد الغاز الطبيعى للورش.
معونة أمريكية إيطالية لإنشاء قرية الفواخير
ومشروع قرية الفواخير بدأ إنشاؤه بمعونة أمريكية إيطالية، لوزارة التعاون الدولى بقيمة 65 مليون جنيه، وفى عام 2006 فى عهد الدكتورة فايزة أبو النجا، وذلك لإنقاذ صناعة الفخار والخزف من الإنقراض والحفاظ على البيئة بسبب الأدخنة المنبعثة من حرق الفخار بالطريقة التقليدية باستخدام الأخشاب.
وكان من المقرر أن يسلم المشروع فى عام 2007، به 152 ورشة بمساحات متفاوته، و50 أتيليه للعرض، ومبنى خدمات ومسجد، إلى جانب تغذيتها بكامل المرافق من كهرباء وماء وغاز طبيعى، وخطوط تليفونات.
وعين المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، اللواء محمد أرز، مديرا للمشروع كخطوة جادة للعمل على حل مشاكل الصناع والانتهاء من إكمال بناء القرية، كما تم السعى لتركيب أفران حرق بالغاز للحفاظ على البيئة بمنحة مقدمة من البنك الأهلى المصرى، بلغت أكثر من 2 مليون جنيه، وتم التعاقد مع مصنع 45 الحربى لتنفيذ تلك الأفران.
أصحاب الورش يطالبون بتخفيض رسوم توصيل الغاز
ويقول أحمد زكى، رئيس الجمعية الإنتاجية لصناعة الفخار والخزف، وأحد أصحاب الورش، أنهم ينتظرون تركيب الأفران وهى الركن الأساسى للعمل والتى تعمل بالغاز الطبيعى، مبديا استياءه من الخطوات التى تتبعها المحافظة لتوصيل الغاز للورش، قائلا: "عايزين من كل واحد 20 ألف جنيه على الأقل لتوصيل الغاز وده كتير".
وأضاف زكى لـ"اليوم السابع"، أنهم عقدوا اجتماعا مع مدير المشروع لابداء آرائهم فى مواصفات الأفران التى سيتم تنفيذها وبالفعل أخذ بها، فمنها ما سيصمم بمساحة 80×80 ومنها ما هو أكبر حسب حجم المنتجات التى تنتجها الورش، مطالبا بسرعة تسكين باقى أصحاب المهنة بالورش بعد حصرهم لإنقاذ الصناعة.
افتتاح مشروع قرية الفواخير خلال 5 أشهر
من جانبه، أكد اللواء محمد أرز، مدير مشروف قرية الفواخير بالفسطاط، أن المشروع أوشك على الانتهاء وخلال 5 شهور سيتم الافتتاح ، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع مصنع 45 الحربى، لتركيب أفران الحريق، وسيتم تحديد موعد الانتهاء من تركيب الأفران مع المصنع خلال أسبوع.
وأضاف أرز لـ"اليوم السابع"، أنه تم انشاء أماكن لعرض منتجات الورش داخل سور القرية، وعددها 42 كما سيتم تجديد الورش من الخارج والداخل، وذلك بعد حرق بعض حوائطها.
من جانبها قالت الدكتورة جيهان عبد الرحمن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أن القرية لم تفتتح بعد، وأنه جار تطويرها وإدخال الخدمات لها، كما أنه تم تبليط شوارع القرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة