قال الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، إن المكتبة تسعى للتوسع فى المحافظات الأخرى؛ مشيرا إلى أنه تم عقد توقيع اتفاقية مع محافظة القاهرة لاستغلال قصر الأميرة خديجة بعد تطويرة بنحو 40 مليون جنيه؛ لافتتاح متحف خاص بالديانات فى مصر يتبع المكتبة، فى رسالة بأن مصر مهد الحضارات، وأن المصريين يرحبون بكافة الديانات السماوية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مدير المكتبة ظهر اليوم، لاستعراض أنشطة المكتبة والخط الاستراتيجية فى الفترة القادمة.
وأضاف الفقى، أن المتحف هو رسالة سلام إلى العالم وسوف يضم مقتنيات يهودية ومسيحية وإسلامية، وسيكون على أرقى مستوى يليق بقيمة مصر التاريخية، وحول التكلفة قال سنبدأ فى فتح باب التبرعات لكل مهتمى الثقافات فى العالم، وتم التواصل مع رئيس الطائفة اليهودية للحصول على مقتنيات تاريخية.
وحول قصر أنطونيادس التاريخى والتراثى، قال الفقى إن المكتبة بدأت بالفعل فى تطوير القصر؛ وسيتم إعادة بناء أكشاك الموسيقى وتحويله إلى مركز للفنون، موضحا أن كل تلك المشروعات تحتاج إلى تمويلات ضخمة وجارى توفيرها لتقديم مراكز تليق بمكتبة الإسكندرية والمحافظة.
وأشار الفقى إلى أن الإسكندرية ينتشر بها الكثير من ذوى الفكر المتطرف وتحتاج إلى زيادة عدد المراكز الثقافية لمواجهة هذا الفكر، وتقوم المكتبة حاليا بدراسة أعمال تطوير قصر أنطونيادس التاريخى والتراثى مع الوزارات المعنية.
وبشأن برامج مواجهة الأفكار المتطرفة، شدد الفقى على أن مواجهة التطرف يتم من خلال التنمية، والمكتبة أحد الروافد المعنية بتطوير الفكر المصرى، وتقوم المكتبة حاليا بتنظيم فعاليات لطلاب المدارس وطلاب الجامعات لمواجهة تغذية الفكر المتطرف، قائلا: "المكتبة لها طابع عالمى ولكنها ملك الشعب المصرى ولابد أن تصل بخدماتها إلى كافة اطياف الشعب"، مشيرا إلى أن المكتبة وضعت شعارا هذا العام لمواجهة الفكر المتطرف من خلال حملة قومية سيتم الإعلان عن تفاصيلها خلال مؤتمر مكافحة الارهاب السنوى الذى سوف يعقد نهاية الشهر الجارى.
وفيما يخص مشروعات التوسعية، قال الفقى:"حصلنا مؤخرا على 50 مليون جنيه من حاكم الشارقة لبناء مراكز توسع بمنطقة أبيس"، مشيرا إلى أن المكتبة لديها تخصيص لعدد من الأراضى مثل تخصيص أرض فى مدينة 6 اكتوبر وإذا لم يتم الاستثمار بها سيتم إعادة تسليمها إلى الدولة".
وحول النواحى الإدارية والمالية، أوضح الفقى أنه تسلم المكتبة وبها مشاكل مالية وادارية وعدم عدالة فى المرتبات، وأضاف: "الدكتور إسماعيل سراج الدين قد بنى مكتبة ذات طابع عالمى ولكن بها العديد من المشاكل الادارية والمالية.. المكتبة يعمل بها حاليا 2500 موظف فى حين قوتها الفعلية 500 موظف فقط"، مشيرا إلى أنه سيتم تطبيق سياسات لتحجيم حجم العاملين بها ووقف التعيينات وتطبيق أسلوب الثواب والعقاب وعدم التجديد لأى شخص غير كفؤ"، مشيرا إلى أن مكتبة الإسكندرية لديها 140 مليون دولار بالبنك المركزى والمكتبة ليست حرة التصرف بها بشكل مباشر، لكن يتم صرف دعم سنوى من خلال الدولة من تلك الوديعة الخاصة بها، بالاضافة إلى التبرعات والمنح، كما أنه مع ارتفاع سعر الدولار أصبحت ميزانية المكتبة تحتاج إلى الكثير.
وحول العلاقات الدولية قال: "نحاول استرجاع العلاقة مع المنظمات العالمية ومنها الونيسكو، بعد الارتباك الذى سببته ثورة يناير، بالإضافة إلى العمل على الامتداد فى العمق الأفريقى وفق توجيهات الرئيس خاصة مع دولة السودان وأثيوبيا"، لافتا إلى أن المكتبة ترتفع عن الأبعاد السياسية فهى مؤسسة وطنية ليس لها أى أبعاد سياسية، مؤكدا أن مصر دولة مستهدفة عالميا وإقليميا لكنها عصية على السقوط.
وأشار الفقى إلى العلاقات القوية مع الكنيسة المصرية، وأن المكتبة تنظم العديد من الفعاليات من خلال مركز الدراسات القبطية، كما سيتم تنظيم ورش عمل لتدريب المرشدين السياحين حول رحلة العائلة المقدسة فى مصر، مؤكدا أن المكتبة ليست جزءا من الاتجاهات السياسية أو الدينية فهى للجميع، كما تم إطلاق شعار "نبذ التطرف" كشعار للعمل عام 2018، مؤكدا على أهمية التعليم والاهتمام بالطلاب فى سن مبكرة لنبذ الفكر المتطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة