بدأت الجلسة الختامية، من مؤتمر الناشرين العرب، بدورته الرابعة، اليوم، بدولة تونس، تحت عنوان " تحديات صناعة النشر فى العالم العربى، وترأس الجلسة الشيخة بدور القاسمى قائلة: إنها كناشرة إماراتية ترى الرقابة فى العالم العربى عليها بعض القيود على أشكال التعبير الثقافى وتأثيره على الإبداع، متسائلة كيف نصل لحالة التعبير عن كتابة النشر والإبداع فى جميع المجالات وإثراء المعرفة، فلم يعد الابتكار خيارا لكنه ضرورة لتحسين القدرة التنافسية.
ووجهت بدور القاسمى سؤالا إلى الكاتب التونسى شكرى المبخوت، قائلة كيف تتعامل كمؤلف وكصحاب دار للنشر مع الرقابة، واستعرض شكرى المبخوت لقاءه منذ عامين فى الإمارات وتواصله مع الشيخة بدور لمعرفة الأسباب الرئيسية لمنع رواية الطليانى خاصة أن الامارات من أكثر البلدان المتفتحة على العالم.
وأوضح شكرى مبخوت، أنه أدرك أن قرار المنع جاء لوصف مشهد حميمى بين الرجل والأنثى، مضيفا أن الكاتب لديه هاجس جمالى لا يعرفه الرقيب، فالكاتب يكتب حسب حبكة الرواية.
ولفت شكرى المبخوت، إلى أنه من حق كل كاتب أن يكتب ما يراه ولا يحق على أى أحد أن يراقبه، فالحرية الفردية أساس التصورات الديمقراطية والمدنية، مضيفا أن من المستحيل على الرقيب فى وقتنا الحالى بعد انتشار الانترنت فى جميع أنحاء العالم أن يفعل شيئا.
ومن جانبه قال الكاتب والشاعر أحمد الشهاوى، لديه كتب عديدة منعت فى بعض البلدان العربية، مضيفا أن الرقابة على الكتب فى مصر تتم بشكل شهرى أو يومى.
وأوضح أحمد الشهاوى، أن الحد من حرية النشر والتعبير هو انتقاص من شخصية الأمة، وفرض حظر على العقل الذى يفكر ويبدع، فالدفاع عن حق التعبير فريضة واجبة، ولا يحتاج المرء إلى أن يذكر بالمادةِ التاسعة عشرة من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، الذى أصدرته الأمم المتحدة عام 1948، والتى تقول "لكل إنسان الحق فى حرية الرأى والتعبيرِ، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أى تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية".
وأشار أحمد الشهاوى، إلى أن وجود جهاز يراقب الكتب والمطبوعات الأجنبيةَ، يعنى أن البلد لا يزال قاصرًا ، وفى حاجة إلى التربية والتعلم والرعاية والوصاية، إنها رقابة غير مرغوبٍ فيها، وعلى من يعمل بها أن يخجل من وظيفة كهذه لا أن يتباهى، ويتعالى على من هم أعلى منه وأعمق فكرًا وثقافة وإنتاجًا.
وتابع أحمد الشهاوى، أنه لم يسمع عن كتاب يفسد الأخلاقَ، أو يدفع لصا لأن يسرق، أو قاتلا لأن يرتكب جريمةَ قتل، لأن للقارئ ذوقًا، فالكتاب لا يؤذى، ولايضر، مضيفا أن على الكتاب والأدباء أن يقفون بجانب الكتاب الذين تتعرض كتابهم للمنع بأقلامهم حتى نتصدى للرقابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة