تستمر فنزويلا فى أزمتها الاقتصادية الخانقة ، وذلك بعد تدهور إنتاج النفط فى السنوات الأخيرة، وهناك العديد من الأسباب التى أدت إلى ذلك الانخفاض، منها الديون المتنامية والتدهور فى البنية التحتية واستقالات العمالة الضخمة، وقالت صحيفة "لاباتيلا" الإسبانية: "انخفض إنتاج النفط الفنزويلى إلى 1.7 مليون برميل يوميا فى ديسمبر، وفقا لما أظهرته أحدث دراسة أجرتها "الأوبك أس أند بى" جلوبال بلاتس، ويمثل مستوى الإنتاج انخفاضًا قدره 100 ألف برميل يوميا منذ نوفمبر، وهو الحد الأدنى الذى لم يسبق له مثيل منذ أكثر من 15 عاما، عندما أعاقت الضربة الرئيسية لفنزويلا الانتاج من النفط من ديسمبر 2002 إلى فبراير 2003".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الانخفاض يؤدى إلى التأثير السلبى على 30 مليون فنزويلى، وهو علامة على سوء إدارة الحكومة الفنزويلية برئاسة نيكولاس مادورو، وكان وزير النفط الجديد الذى تم تعينه فى نوفمبر الماضى مانويل كيفيدو قام بتغييرات فى الوزارة وأطلق سراح العديد من المسئولين فى الوزارة بتهمة تطهير الفساد فى البلاد ولم يقوم باستبدال هؤلاء الأشخاص مماساهم فى انخفاض الإنتاج.
ووضع العديد من مراقبى السوق النفطى ، فنزويلا، على رأس قوائم المخاطر الجيوسياسية مع الأزمة الاقتصادية والمشاكل التى تتعرض لها شركة "بدفسا" المملوكة من الدولة ،وقد تفاقمت مشاكل فنزويلا من خلال العقوبات الأمريكية، بما فى ذلك القيود المفروضة على تداول الديون والأسهم الجديدة، مما يعوق الجهود المبذولة لإعادة هيكلة شركة النفط الوطنية الفنزويلية عبء الديون بالشلل، فلدى شركة بدفسا حوالى 90 مليار دولار من الديون وهى على وشك التخلف عن الدفعات الأخيرة.
وقال توربيورن كوس، محلل سوق النفط لدى بنك "دى إن بى" النرويجى للصحيفة الإسبانية إن "يمكن أن ينهار الاقتصاد الفنزويلى فى أى لحظة، ويمكننا أن نتصور سيناريوهات تتراوح بين الحرب الأهلية المباشرة والانقلاب، إلى إضراب عام او الاستمرار فى الخنق الاقتصاد لأكثر من عام إلى الموت البطىء، ولا يوجد أى بصيص من الأمل لأن يعود إنتاج النفط الفنزويلى إلى ما هو عليه فيما قبل".
أما اينشتاين ميلان، وهو محلل فنزويلى وكان يعمل فى شركة "بدفسا"، أن الشركة سوف تحتاج إلى حوالى 110 منصة لتحقيق اى نمو فى انتاج النفط، مشيرا إلى أن فنزويلا تعانى من اتخفاض فى منصات التنقيب عن الخام، ووفقا للبيانات ، فإن انخفاض عدد حفارات الخام فى فنزويلا يعني تراجع إنتاج البلاد من موردها الرئيسى للدولار اللازم لسداد الديون واستيراد السلع الغذائية والأدوية.
وأوضح محللون فى شركة رابيدان انيريجى ومقرها فى واشنطن إن انخفاض عدد المنصات وتسريع معدلات الانخفاض فى هذا المجال ، وسيؤدى إلى انخفاض انتاج البترول الفنزويلى بمقدار 300 ألف إلى 400 ألف برميل يوميا فى عام 2018.
وفتحت المشاكل النفطية لفنزويلا امام منتجين آخرين للنفط ، مثل العراق والمكسيك وكندا، ليأخذوا نصيبهم من السوق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة