ساعد التحرك الذى قادته دول الرباعى العربى، الداعى لمكافحة الإرهاب، فى محاصرة الكيانات والشخصيات الإرهابية التى تدعمها قطر، وتسببت فى تدمير وخراب عدد من البلدين العربية وفى مقدمتها سوريا وليبيا والعراق، إضافة لكشف الوجه الحقيقى للدوحة التى تدعم الكيانات المناوئة لأنظمة دول مجلس التعاون الخليجى، واحتضانها لقادة جماعة الإخوان الإرهابية وعدد من المطلوبين للعدالة فى مصر.
المقاطعة العربية التى فرضتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين فى الخامس من يونيو الماضى، ساهمت بشكل كبير وفعال فى وضع حد للتمويل القطرى لجماعات الإرهاب والتطرف فى سوريا وليبيا، وتحذير المجتمع الدولى من الدور القطرى الخطير فى منطقة الشرق الأوسط بسبب دعم النظام الحاكم فى الدوحة لجماعات متشددة.
وتمكنت دول الرباعى العربى خلال فترة الـ 100 يوم مقاطعة من حشد عدد كبير من الدول المتضررة من تمويل قطر لجماعات الإرهاب والتطرف، وذلك لتشكيل جبهة موحدة اتخذت عدد من القرارات للضغط على الدوحة للتراجع عن ممارسة أدوار مشبوهة عبر كيانات متطرفة مدعومة من الدوحة.
وتمكنت القوات المسلحة الليبية منذ إعلان دول الرباعى العربى المقاطعة تحرير عدد من المناطق والمدن الهامة فى ليبيا، وفى مقدمتها مدينة بنغازى التى كانت تسيطر على جزء منها تشكيلات إرهابية مسلحة تتلقى دعما وتمويلا سياسيا وإعلاميا وماليا من النظام القطرى، إضافة لتمكن الجيش الوطنى الليبى من طرد عدد كبير من الإرهابيين من وسط ليبيا وسيطرته على منطقة الهلال النفطى الذى سيطرت عليه جماعات وتشكيلات مسلحة مدعومة من قطر لمدة 3 سنوات.
محاولة الدول المتضررة من الإرهاب الممول من قطر محاصرة منابع تمويل الدوحة للإرهاب تم على عدة مراحل أولها إعلان تلك الدول قطع العلاقات مع قطر وإغلاق المجال الجوى والبحرى ووقف أى مجالات للتعاون مع "إمارة الإرهاب"، وتلاها إعلان قائمة بأسماء الأفراد والكيانات الإرهابية التى تتلقى تمويلا مباشرا من النظام القطرى لدعم جماعات إرهابية فى سوريا وليبيا.
وكان للمقاطعة العربية دور كبير فى حصار عدد من المنظمات الخيرية القطرية التى كانت تتخذ من العمل الإنسانى والإغاثى غطاء لدعم جبهة النصرة الإرهابية المدعومة من قطر، إضافة لجمع عدد من الكيانات – صنفتها دول الرباعى العربى على قائمة الإرهاب – لتبرعات من المواطنين فى الدول العربية ولا سيما فى الدوحة لدعم جبهة النصرة بالمال والسلاح، وشاركت فى تلك الحملة شخصيات قطرية مسئولة وتشارك فى اتخاذ القرار السياسى مع أمير قطر تميم بن حمد.
واللافت للنظر موافقة عدد كبير من الفصائل المسلحة فى سوريا على التوقيع على اتفاقات "خفض التصعيد" فى عدد من المدن السورية، وذلك عقب إعلان دول الرباعى العربى المقاطعة مع النظام القطرى الداعم للإرهاب، إضافة لمراقبة مؤسسات دول الرباعى العربى بالتعاون مع الولايات المتحدة وعدد من دول الجوار السورى للتحويلات المالية التى تتم عبر جمعيات خيرية ويتم خضها بشكل مباشر جماعات التطرف والإرهاب فى الأراضى السورية.
التحرك الذى قادته دول الرباعى العربى دفعت عدد كبير من الدول وعلى رأسها دول أوروبية للتعبير عن غضبها ورفضها لتمويل قطر للإرهاب والتشدد على أراضيها، وانطلقت أولى التحذيرات من عاصمة "النور" فرنسا التى وقعت بها عدد من العمليات الإرهابية خلال الأشهر الأخيرة، إضافة لمهاجمة إسبانيا لتمويل قطر لكيانات متشددة ومتطرفة فى كتالونيا وهو ما تسبب فى وقوع هجمات إرهابية أودت بحياة عشرات الأبرياء من السائحين الأجانب.
ويظل موقف المجتمع الدولى غامضا من موقف قطر من دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف، وفضلت عدد من الدول التزام الصمت كى لا تخسر استثمارات قطرية تقدر بالمليارات على أراضيها ولا سيما بريطانيا التى لم تتخذ أى موقف إيجابى لحث قطر على وقف تمويل الإرهاب والتطرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة