تصر قطر على محاولاتها اليائسة لتشويه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من الدوحة (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، والتى تصدت لممارسات الإمارة العبثية ورصدت تمويلها للإرهاب فى المنطقة، وحاولت إعادة الدولة الصغيرة إلى البيت الخليجى والحضن العربى، إلا أن تنظيم الحمدين الإرهابى الذى يحكم الإمارة أبى أن يعود إلى رشده، ولجأ لكافة لسيناريوهات مفتوحة من التحريض والتخريب.
وفى هذا الإطار حاول الإعلام القطرى، والقنوات المشبوهة الممولة من الدوحة إلى الترويج لتقارب إيرانى سعودى مزعوم، وحاولت قناة الجزيرة الشيطانية تصوير الاتصالات السعودية الإيرانية فى موسم الحج والمتعلقة بتسهيل شئون الحجاج الإيرانيين فى مكة كتقارب سياسى بين البلدين سوف يمتد إلى إعادة فتح مكاتب التمثيل الدبلوماسية التى أغلقت بعد قطع العلاقات يناير 2016 ويناقض مطالب الرباعى العربى من الدوحة بوقف علاقتها مع طهران.
ورغم النفى القاطع من قبل وزيرا خارجية البلدين، إلا أن مساعى إعلام قطر الخبيث لم تتوقف، فقد رد وزير الخارجية عادل الجبير بشكل حازم نافيا هذه المزاعم، وقال الجبير إن أى تقارير عن تقارب بين البلدين هى تصريحات مثيرة للسخرية، فالاتصالات لتنسيق وصول ومغادرة الحجيج لا علاقة لها بالسياسة، كما أن الموقف السعودى من إيران لم يتغير، فعلى طهران الالتزام بالقانون الدولى ووقف دعم الإرهاب والتدخلات فى شئون دول الجوار حتى يتم التقارب.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف: "لا أرى إلى الآن أفقا واضحا ومحددا لتغيير علاقاتنا الحالية مع السعودية، وفى حال طرأ تغير على الفكر السعودى تجاهنا، سترد إيران بإيجابية".
واعتبر محللون أن التقارب بين السعودية وإيران فى إطار هذه الشروط قد لا يبدو أمراً سهل التحقق الآن، فإيران وعبر أذرعها المنتشرة فى دول عدة بالمنطقة سواء فى العراق أم سوريا أو لبنان أو اليمن، تجعل من فرص التصالح مع دول الخليج بشكل عام أشبه بالمستحيل.
وعلى الرغم من تأكيد وزراء خارجية البلدين إلا أن محاولات وسائل إعلام قطرية للترويج للقاءات واجتماعات ومساعٍ للتقارب بين الرياض وطهران لم تتوقف حتى هذه اللحظة، فيما يعد ذلك للتغطية على التقارب الواضح والآخذ فى الازدياد مؤخراً بين الدوحة وطهران.
وحول العلاقات بين قطر وإيران، أكد أحمد محمد الأستاد، مدير عام المركز الاستشارى الاستراتيجى للدراسات الاقتصادية والمستقبلية فى أبو ظبى "لليوم السابع" أن العلاقات السياسية بين البلدين كانت تخلو، من الحد الأدنى، من مبادئ الأخلاق وثوابت السياسية المبدئية، مشيرا إلى أن ما قاله الشيخ حمد بن جاسم آل ثانى رئيس الوزراء القطرى السابق، خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الأمريكى دانيال بونينان فى العاشر من ديسمبر 2009 وهو يصف العلاقات بين بلاده وإيران بقوله: "انهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم"، يفسر حقيقة اتفاق البلدين على مصالح مجردة من الأخلاق.
وقال الباحث الإماراتى، عن كيفية مساعى حكام قطر إلى دعم إيران بشتى الوسائل، سواء كان ذلك، نكاية بدول مجلس التعاون الخليجى والإجماع العربى، أو من أجل تنفيذ إيران لمصالح وأهداف تعجز الدوحة عن القيام بها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، وفى الوقت الذى كانت الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص قلقة من الأنشطة النووية الإيرانية المثيرة للشك والريبة، وتدعو المجتمع الدولى إلى اتخاذ مواقف صارمة منها، كانت قطر العضو الوحيد بين 15 عضوا فى مجلس الأمن الذى صوت ضد قرار مجلس الأمن رقم 1696 حول الملف النووى الإيرانى فى عام 2006 والذى دعا طهران إلى إبداء المزيد من الشفافية على هذا الصعيد، بل وتطورت العلاقات أكثر فأكثر بعد هذا الموقف القطري، وبخاصة بعد انتخاب محمود أحمدى نجاد رئيساً لإيران، وبلغ التعاون مع إيران ذروته عندما دعت قطر فى عام 2007 لحضور مؤتمر القمة الخليجية فى الدوحة كضيف شرف، مشيراً فى هذا الصدد، إلى أن جميع الدلائل كانت فى وقتها تؤكد تورط إيران فى تنفيذ الحرب الأهلية الطائفية فى العراق، التى نجم عنها مقتل نحو نصف مليون مواطن عراقى.
وأكد مدير عام المركز الاستشارى الاستراتيجى للدراسات الاقتصادية والمستقبلية، إن الاتفاقات الأمنية السرية بين طهران والدوحة، التى تكشفت مؤخراً بشكل جلى وواضح، لاستهداف كل من مصر، بوصفها عمق الأمة الاستراتيجى، من خلال دعم جماعة الإخوان الإرهابية وخلايا داعش على الحدود المصرية – الليبية، فضلاً عن دعم حزب الله اللبنانى، إضافة إلى استهداف كل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، تحديداً، يصب فى مصلحة الطرفين لتثبيت موقع إقليمى لكل منهما، فى الخليج العربى والمنطقة.
وقال: "أظن أن مثل هذا الوهم والعنجهية الفارغة لدى الطرفين قد تبددا، وإلى غير رجعة، على صخرة التلاحم المصيرى الذى تبدى أخيراً بالموقف العربى والخليجى وقرار المقاطعة الحازم، ولهذا فإن ليس لحاكم قطر من خيار، إلا العودة إلى حاضنته العربية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة