لا تعرف هل هى محض مصادفة، أم أن الأمر يحمل معنى حضاريًا يحتاج إلى فحص ودراسة وتأمل أيضًا، ففى اليوم الذى نحتفى فيه بمرور 195 عامًا على فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسى شامبليون، يخرج علينا الدكتور سعد الدين الهلالى ليؤكد أن قراءته وما يعتمده من كتب قديمة تذهب إلى أن فرعون موسى كان من خراسان وأن اسمه الوليد بن ريان، وهو ما أثار جدلاً كبيرًا واستنكارًا بين دارسى الآثار والتاريخ وحتى المواطن العادى.
بالطبع نحمل بعض العذر للكتب التى اعتمد عليها سعد الدين الهلالى، لكننا لا نحمل العذر نفسه للدكتور سعد الهلالى، لأن المؤرخين وعلماء اللغة والمفسرين الذين اعتمد عليهم الهلالى لم يكن فى زمنهم يعرفون شيئا عن الهيروغليفية ولا نطقها ولا معانيها، لكن ما يقول به سعد الهلالى يؤكد أن المجهود الجبار الذي يبذله علماء المصريات فى العالم كله شرقه وغربه ضاع هباء.
ربما من باب التخيل نذهب إلى أنه ماذا لو لم يفعلها شامبليون وفعلها سعد الهلالى وفك رموز حجر رشيد؟ حتما سوف نجد عالما آخر لا نعرفه، وأسماء شخصيات وأماكن لم نكن نتخيلها ومصائر للمواقع لم تخطر على بال أحد منا.
الخطيئة التفكيرية التى ارتكبها الدكتور سعد الهلالى، والتى تكشف الكثير من الأفكار السلفية المنتشرة بيننا، أننا لا نعتمد التفسيرات والكتب الشارحة القديمة بمثابة وجهة نظر تخص وقتها وظروفها وسياقها، بل نتبناها بشكل قاطع ونهائى وندافع عنها مع أنها لا تمت إلى النص بأى شكل من الأشكال.
يختلف البعض حول فرعون موسى، هل هو رمسيس الثانى أم أحد غيره؟ لكن لا يمكن التخيل بأنه من خراسان، أو أن اسمه الوليد، هذا الاسم العربي جدًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة