كيف نجح ترامب فى تخويف المكسيك من استضافة المهاجرين.. الرئيس الأمريكى حذر السلطات المكسيكية من السرقة والاعتداءات الجنسية حال تزايد أعدادهم.. والدولة اللاتينية تلجأ لسياسة الترحيل لمواجهة موجات الهجرة

استطاع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنجاح كبير المضى قدما فى خطته الخاصة بالمهاجرين وتقليل عددهم فى أشهر قليلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه نجح فى تخويف المكسيك أيضا من استقبال مهاجرين جدد.

وفى النصف الأول من العام الجارى طالب أكثر من 7000 مهاجر معظمهم من أمريكا الوسطى الحكومة المكسيكية الحماية، فى الوقت الذى انخفض فيه عدد المهاجرين المتجهين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير، وهو ما يعكس نجاح خطة ترامب التى تعهد بها فى برنامجه الانتخابى.

وعلق الخبير الاقتصادى الأمريكى جوستافو موهار على سياسة الهجرة قائلا "ترامب كان جيدا فى تخويف الناس من الهجرة والشئون الدينية، وجعل الحكومة المكسيكية تجعل "الأولوية لاعتقال وترحيل المهاجرين وليس مضمونا أن يتم التحقيق بشكل صحيح"، موضحا أن المكسيك رحلت 77 من كل 100 طفل الذين وصلوا غير المصحوبين، فى حين أن الولايات المتحدة وصلت إلى ثلاثة، بالإضافة إلى ذلك، يواجه المهاجرين التمييز، بسبب السرقة، والعنف المزمن، ونادرا ما يعاقب، فأكثر من نصف نساء أمريكا الوسطى هم ضحايا الاعتداء الجنسى.

وأكد موهار أن الوضع فى المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية لا يقارن بالوضع السئ الذى تشهده أوروبا فى الآونة الأخيرة، مسلطا الضوء على حالة ألمانيا، التى تعتبر أكثر بمراحل من المكسيك، حيث تلقت أكثر من 750.000 طلب لجوء العام الماضى، وعلى الرغم من ذلك أصبحت السلطات المكسيكية تخشى زيادة عدد المهاجرين الذين يتعرضون للاضطهاد بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو المعتقدات، وأصبح لديها حالة من الفزع من السرقة والاعتداءات الجنسية.

وأشار الخبير إلى أنه من بين عوامل الجذب الرئيسية للمكسيك هى اللغة والمجتمعات بأمريكا الوسطى، فضلا عن إجراءات طلب اللجوء أسرع بكثير من مثيله فى الولايات المتحدة وكندا.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة "اسبوتنك" على نسختها المكسيكية اليوم الاثنين، فإن أكثر من 230 مهاجرا مكسيكيا لقوا مصرعهم منذ بداية العام الجارى، أثناء محاولتهم عبور الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك"منظمة الهجرة الدولية "iom" سجلت هذا العام 232 حالة وفاة بين مهاجرى المكسيك أثناء محاولتهم اجتياز الشريط الحدودى مع الولايات المتحدة".

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة فى تقرير لها، أنه فى يوليو الماضى فقد "عثر على 90 جثة تعود لمهاجرين مكسيكيين، توفى 15 منهم فى مقاطعة بيما فى أريزونا والتى تعتبر واحدة من أخطر المناطق حدود الولايات المتحدة مع المكسيك وأشدها حرارة، مشيرة إلى أن آخر تلك الكوارث، "الحادث المأساوى هو غرق طفل يبلغ من العمر 5 سنوات، ولا يزال والده فى عداد المفقودين".

وفى الوقت ذاته، فقد أشارت السلطات الأمريكية، إلى أنها اعتقلت أكثر من 140 ألف مهاجر مكسيكى، على حدودها خلال الأشهر الستة الأولى من العام الماضى.

وكان مجلس النواب الأمريكى صوت الشهر الماضى لصالح مشروع الإنفاق لعام 2018، الذى يتضمن مخصصات مالية لبناء الجدار المقترح من جانب ترامب على طول حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، ومن المتوقع أن يثير موضوع بناء الجدار معارضة شرسة فى مجلس الشيوخ من قبل الديمقراطيين المعارضين، فى الوقت الذى يمضى فيه الرئيس ترامب فى تعهده ببناء الجدار، الذى يقول أنه سيوقف تدفق المهاجرين المكسيكيين على الولايات المتحدة بشكل غير قانونى.

وكان ترامب قد تعهد أثناء حملته الانتخابية بإجبار المكسيك على تتحمل تكلفة بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك، وأيد ترمب إصلاحا لعملية الحصول على وثيقة الإقامة الدائمة، المعروفة بـ"جرين كارد"، من خلال نظام يعطى الأولوية للعمال من أصحاب الكفاءات وممن يتكلمون الإنجليزية، ويمنح نحو مليون مهاجر وثيقة إقامة دائمة سنويا، لكن مشروع القانون يهدف إلى خفض هذا العدد إلى نحو النصف، ويضع مشروع القانون هذا سقفا لعدد اللاجئين الذين يسمح لهم سنويا بالإقامة فى الولايات المتحدة، وهو 50 ألفا.