بعد أشهر من الإجازة و"الأنتخة" عاد الموسم الدراسى وعادت معه ذكرياتنا التى كلما جاءت على مخيلتنا طرحت مقارنة هزلية ساخرة بين المدارس زمان ودلوقت، فكل شىء تغير وتأثر بتطور الزمن، فلا شىء يظل كما هو، فالاستعدادات لأول يوم والأزياء الخاصة بالزى المدرسى، حتى رحلة البحث عن الأدوات المدرسية تغيرت معالمها فالسوشيال ميديا حلت محل الفجالة.
"ياريتنى كنت معاهم" أين ذهب زمن المدارس الجميل
حالة من التهيؤ والاستعداد الشديد تجتاح كل بيت مصرى قبل شهر أو أكثر من بدء العام الدراسى، فيبدأ كل بيت مصرى فى رفع حالة الطوارئ لاقتحام ماراثون العام الدراسى الجديد، فمن تحضير الزى المدرسى وانطلاقاً إلى شراء أغراض المدرسة والأدوات التى يحتاجها كل طالب فى مختلف المراحل الدراسية لا يوجد على مائدة تفكير كل أسرة مصرية غير ترتيب ذلك الأمر فى الفترة التى تسبق بداية العام الدراسى.
أدوات مدرسية حديثة
أدوات مدرسية
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه، هل تلك التجهيزات لبداية العام الدراسى ثابتة فى كل الفترات أم تتغير بتغير الزمن؟ ولعل الواقع الذى نعيشه خير مجيب على هذا السؤال الذى يجعلنا نستعيد ذكريات تحضيرات المدرسة فى السنوات الماضية وهو الأمر المثير للدهشة إذ أننا لا نتحدث عن تاريخ بل عن هذا التطور الكلى فى شكل التحضيرات للمدارس الذى حدث فى سنوات قليلة ماضية تصل لبداية الألفية الجديدة.
أدوات اندثرت وأغراض أصبح استخدامها جزءاً من التراث وإذا حملها أحد الطلاب فى يومنا هذا لأصبح يحمل قطعة نادرة بين أصدقائه من الطلاب، وبشكل أكثر توغلاً فى كهف التحضيرات للعام الدراسى نتعرف سوياً عن التغير الهائل الذى طرأ على أغراض المدرسة والشكل الذى باتت عليه الآن:
المريلةVS اليونيفورم
تغيرت تحضيرات الزى المدرسى بشكل كامل بين السنوات الماضية وبين الآونة الأخيرة فكان لا يخلو أى بيت مصرى من مريلة المدرسة للبنات والقميص والبنطلون للأولاد والشراب الأبيض ذو الكرانيش الذى تفرح به كل فتاة وتنتظر بداية الدراسة حتى ترتديه على الحذاء البناتى الأسود، ولكن لم يعد هذا هو الشكل المعتاد للزى المدرسى فأصبح التى شيرت الكاجوال والبنطلون هو الشكل السائد للأولاد والبنات فى الزى المدرسى الآن.
إلى جانب الزى المخصص بالحصة الرياضية والذى أصبح شرطاً أساسياً لحضور حصة الألعاب وهو عبارة عن تى شيرت أبيض وبنطلون مخصص للتمارين الرياضية كما فعلت الكثير من المدارس فى الآونة الأخيرة.
استدعاء لولى الامر
استدعاء ولى أمر
أستيكة زمان ودلوقتى
الجلاد
كيس السندوتشات VSاللانش بوكس
لا تخلو حقيبة أى طالب مصرى من كيس السندوتشات البلاستيكى الذى يحتوى على سندوتشات أغلبها متشابهة بين جميع الطلاب وتبحث عن وسيلة للخروج من بين زحام الكتب والكراسات فى الحقيبة، وكانت تحتوى السندوتشات على الجبن وخاصة الجبنة بالطماطم وسندوتش المربى الذى لابد أن يصيب الكتب ببعض البقايا أما الطالب الذى كان يجلب معه سندوتشات اللانشون والبسطرمة كان يعتبره بقية أصدقائه من "أولاد الذوات" فى لافتة كوميدية بين الطلاب وبعضهم.
براية زمان
أما الآن لا صوت يعلو فوق صوت اللانش بوكس الذى أصبح صديقاً أساسياً لكل طالب مصرى وتعددت أشكاله وبالطبع تغيرت محتوياته عن السندوتشات المعتادة وتنوعت الوجبات التى يصطحبها الطالب معه إلى المدرسة.
الجلاد الأخضر VS السبلايز
أما أدوات المدرسة واختلافها حدث ولا حرج عن التغير الكلى الذى طرأ عليها فلم يعد الجلاد الأخضر والكراسات والكشاكيل هى فقط ما يطلبه المعلم للفصل الدراسى بل ظهرت موضة السبلايز وهى قائمة باهظة الثمن مكتظة بالمطالب الخاصة بالطفل خلال العام الدراسى مثل بكرات للمناديل الورقية ومنظفات ومعطرات للفصل وأشياء أخرى شكلت عبئاً على أولياء الأمور.
أما التغير فى شكل الأدوات المدرسية فاختلف تماماً فكان فى السنوت الماضية تتشابه أدوات المدرسة بين الطلاب فمن منا ينسى الأستيكة ذات اللونين التى تقوم بمسح الجاف والرصاص والأستيكة ذات رائحة الفراولة والبرايات المعتادة واستخدام الموس فى برى الأقلام الرصاص وهو ما اندثر تماماً وأصبحت الأدوات المدرسية "مودرن" على أشكال شخصيات الكارتون وبتصميمات متنوعة وجديدة.
استدعاء ولى الأمر VSجروب الواتس أب
حتى شكل متابعة سلوك الطالب وتقييمه تغيرت فى الآونة الأخيرة فكان فى السنوات الماضية استدعاء ولى الأمر هو الرادع الذى يخشاه كل طالب أما الآن أصبحت جروبات أولياء الأمور والمدرسين على واتس آب هى المسيطرة فتقوم كل مدرسة بعمل مجموعة على تطبيق واتس آب للتواصل وتقييم الطلاب والتناقش فى مختلف الأمور والشكاوى.
شنطة الظهر VS شنطة الجرار
أما عند الحديث عن تغير شكل الشنط المدرسية فإن الأمر سيختلف تماماً إذ حدث تغيير جذرى فى شكل حقائب المدرسة بعد أن كانت تحمل على الظهر أصبحت حقائب المدرسة المزودة بالجرار هى المسيطرة على حقائب المدرسة التى يفضلها الطلاب.
الزمزمية VSزجاجة المياه
وعن زمزمية المدرسية التى أصبحت جانباً من تاريخ أغراض كل طالب مصرى استبدلت الأسر المصرية الزمزمية ذات الشكل المعتاد على أعيننا بالزجاجات الملونة للمياه والتى تواجدت بأشكال كثيرة وتصميمات دائمة التطور فى فترة قصيرة من الزمن.
كيف تطورت المريلة المدرسية من 1960 وأنت طالع؟
"المريلة" ذلك الزى الرسمى للمدرسة الذى يتطور ويتغير شكله كأى شىء فى حياتنا يتأثر بتقدم الوقت وتغير الأشياء من حولنا، ولكن فى مصر الأمر مختلف تمامًا، فتحول هذا الزى إلى علامة ودلالة على تغير الأخلاق والمبادئ، فإذا أمعنا النظر بدقة فى تاريخ "المريلة" نجد أنها مرت بمراحل تطور عدة بداية من 1960 حتى الآن.
تطور-شكل-مرايل-المدرسة
ووفقًا للستايلست "دنيا خطاب" التى سترصد خلال هذا التقرير مراحل تطور "الزى المدرسى" كل مرحلة تنم وتفصح عن تاريخها والحياة وقتها، فإذا بحثنا فى صور أجدادنا أو حتى شاهدنا الأفلام فى حقبة الستينيات نجد الملابس المدرسية غالبًا موحدة، الذكر "شورت" وقميص وحقيبة لها يد واحدة، والفتيات "مريلة" قصيرة وشراب طويل ونفس تلك الحقيبة التى سيطرت على ذلك العصر حتى الثمانينيات.
وفى آواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات نجد الأفلام والصور أيضًا القديمة فى الجرائد تفصح عن حالة تشابه غريبة بين ملابس الفتيات والذكور، فمعظم الطلاب من الجنسين يرتدون "المريلة" على هيئة قميص طويل له حزام على الوسط وأسفلها سروال واسع وكان اللون المسيطر على الزى وقتها هو اللون "البيج"، وهذا إن دل على شىء فهو يدل على اقتراب المجتمع إلى فكرة التزام الفتيات بملابس محددة بعيدة عن العرى من وجهة النظر السائدة وقتها فى ظهور ساقى الفتاة.
تطور-شكل-مرايل-المدرسة-
أما فى آواخر الثمانينيات وفى بداية التسعينيات يعود المجتمع مرة أخرى نحو الانفتاح فى الفكر وفى الثقافة وفى حتى الموضة، وهذا ما ألقى بظلاله على شكل "الزى المدرسى" فبدأت الفتيات مرة أخرى فى ارتداء الملابس الأكثر تحررًا من تنانير "جيبات" على "الركبة" أو أقصر، وتعددت الموديلات من "الكوسر، السق، والبيليسيه" وغيرها من الأشكال التى جعلت لهذه الحقبة شكلا مميزا بالنسبة للزى المدرسى، ولكن بدأت ملابس الذكور المدرسية فى تراجع وإهمال ملحوظ لأسباب غير معروفة.
أما فى بداية الألفينيات ظهر تعدد فى الفكر والثقافات عكسته هذه "المريلة" فانتشرت المدارس الدولية والخاصة والتى لها ملابس مميزة فغالبًا يسمح للطالب أو الطالبة بالذهاب إلى المدرسة بالملابس الرياضية، وبالنسبة للفئة الأزهرية فالفتيات محجبات وملتزمات بملابس فضفاضة طويلة، فى حين أن المدارس الحكومية العادية غير ملتزمة بالزى على الإطلاق فهناك من يرتدى "جيبات" طويلة وهناك من يرتديها قصيرة وهناك من يرتديها على شكل فستان، فضلاً عن ارتداء الإكسسوارات بألوان غريبة قد تغير من شكل الزى على الإطلاق وتشوه فكرة الالتزام والتناسق.
أما بالنسبة للطلاب الذكور خاصة فى المدارس الحكومية فيكاد يكون الزى مختفيًا ومنعدمًا تمامًا فلا توجد حقائب ولا قمصان ولا أى علامة من العلامات التى تدل على أن هذا الشخص ذاهب إلى المدرسة.
سلاح القراطيس".. من احتضان البطاطس لزينة رمضان والمراكب الورق 6 استخدامات مختلفة لكتاب المدرسة غير المذاكرة
الكتاب ومشواره الطويل الملىء بالجدال فبين مؤيد ومعارض حول استمراره فى شكله الورقى المعتاد وبين تحويله إلى رقمى لمواكبة الطرق الحديثة للتعليم الفعال يعتبر الكتاب أحد الضحايا فى المنظومة التعليمية، ما باليد حيلة وكل ما يفعله هو أنه يستقبل الدعوات بالاندثار والاختفاء لما يسببه من ثقل على ظهر كل طالب مصرى، بالإضافة إلى التراكمات التى يسببها بعد انتهاء العام الدراسى فى كل بيت مصرى.
ولكن الطالب المصرى لم يفوت تلك الفرصة الذهبية ومنذ سنوات طويلة، وهو يضع اللمسة المصرية الأصيلة على استخدام كل شىء، فلا يعتبر الكتاب المدرسى لسنوات طويلة مصدرا للتعليم فقط بل استخدمه المصريون فى أشياء أخرى كثيرة حتى أنه أصبح فى كثير من الأحيان مصدر رزق يعتمد عليه الكثير من المهن.
ولكن مع اقتراب العام الدراسى الجديد ووسط كل تلك الجدالات الكثيرة بين تغيير شكل الكتاب المدرسى أو الإبقاء عليه تعرف بالصور على ما فعله المصريون بالكتاب المدرسى:
الكتب المدرسية تباع على الارصفة
تحويل صفحات الكتاب إلى طراطيس للمسامير
احتضان البطاطس المقلية
بالرغم من كونها عادة غير صحية ومن الأفضل أن يتم استخراج البطاطس بعد القلى على مناديل ورقية مخصصة للطعام، إلا أن الكثير من المصريين يستخدمون كتب أبنائهم غير المستخدمة أو القديمة كأوراق منفردة لامتصاص الزيت من البطاطس بعد قليها بالإضافة إلى الأطعمة الأخرى.
عالم القراطيس
أما بالنسبة لاستخدام الكتاب المدرسى لعمل القراطيس الورقية فذلك لا يعتبر فقط استخداما للكتاب بعد الانتهاء من العام الدراسى، بل يعتبر بمثابة أساس لمصدر رزق لكثير من المهن البسيطة مثل بائع الترمس واللب على الكورنيش أو فى المناطق الشعبية، بجانب مطاعم الفول والطعمية البسيطة التى تلجأ لجلب كتب المدرسة من الطلاب بعد الانتهاء من العام الدراسى لاستخدامها فى تعبئة كرات الطعمية كل يوم، فلا تندهش إن وجدت نجمة و10 من 10 بداخل قرطاس للإفطار فى الصباح.
ألعاب الأطفال
أما الإبداع المصرى طال الكتاب المدرسى بالفعل، فمنذ سنوات قديمة وتعتبر المراكب الورق علامة مسجلة فى ألعاب كل طفل مصرى بجانب عمل الصواريخ الورقية البسيطة وكنا نراها دائماً فى لعب الأطفال فى الشوارع وفى فصول المدرسة أيضاً.
مصدر رزق
بعد الانتهاء من الدراسة تجد الكثير من الأطفال يفكرون فيما سيفعلون بتلك الجبال من الكتب المتراكمة بجانب السرير ويأتى هنا دور بائع الروبابيكيا الذى يسير بعربته الكارو فى الشارع ينادى عمن يمتلك كتبا قديمة أن يبيعها بالكيلو أو يستبدلها بأدوات منزلية أو لعبة من الخشب، فتجد الأطفال يستبدلون الكتب بالأموال أو بالألعاب البسيطة، ولكن يبدو أن الأمر تعدى كونه تصرفا وتفكيرا من الاطفال ليصل على الشباب وفى كليات القمة أيضاً فكما انتشر فى الآونة الأخيرة على موقع فيس بوك صورة كتاب الميكاليكترونكس غالى الثمن على عربة البطاطا وهو كتاب لمادة كبيرة فى كلية الهندسة وهو ما يوضح أن الأمر لم يعد تصرف ونشاط طفولى فى الإجازة فقط وخلفه الكثير من الحسابات والمعانى الخفية.
زينة رمضان
فى معظم الشوارع المصرية اعتاد أطفال كل منطقة كل عام عند اقتراب شهر رمضان أن يقوموا بعمل زينة رمضان البلاستيكية أو الورقية، ففى كثير من الأحيان يوفر الأطفال ثمن الزينة ويقومون بعملها بصفحات كتاب المدرسة، فى استغلال جيد للكتل بدلاً من تراكمها فى المنزل.
عرائس للحسد
عادة نراها فى يد ستات مصرية كثيرة وانتشر وجودها فى الأفلام المصرية قديماً، فعندما تشعر الأم أن أحد أولادها "حاله مايل" أو أرادت تحصين بيتها تلجأ فوراً لعمل عروسة من الورق والقيام بثقبها من عين فلان ومن عين علان قد يكون تصرف يختلف حول صحته الكثيرون ولكنه موجود ومنتشر، وفى لافتة ذكية وموفرة كعادة الست المصرية يمكنها استخدام كتب أبنائها فى عمل تلك العرائس.
رحلة الكتاب المدرسى من المطبعة إلى بتاع الطعمية
لا يمكن أن نخفى أهمية الكتاب المدرسى، خاصة فى المراحل الأولى من التعليم؛ كونه مصدرا تثقيفيا وتوجيهيا مهما للطالب، ولكن هل الكتاب المدرسى فى مصر يحظى بهذه الأهمية أم أنه مجرد عادة مدرسية تكلف الدولة المليارات لتشعر الطالب فقط بقدوم عام دراسى جديد.
رصد اليوم السابع رحلة الكتاب المدرسى بداية من مرحلة الطباعة إلى مرحلة لف الطعمية التى ذكرها وزير التعليم، مروراً بطرق التخزين الخاطئ داخل المخازن، ثم فرحة الطالب حين يتسلم كتب السنة الدراسية الجديدة، وسلبياته فى التعامل مع الكتاب وخاصة أثناء المذاكرة.
الكتاب المدرسى فى الروبابكيا
تحويل صفحات الكتاب إلى قراطيس للطعمية
ينقسم مستخدمو الكتاب المدرسى إلى ثلاثة أنواع، الأول يأخذ الكتاب ويتركه فى البيت ليغرق فى بحرٍ من الأتربة، و النوع الثانى فإنه يتعامل مع الكتاب المدرسى وكأنه عدو لدود يمزق أوراقه ويخفى معالمه ويملأ صفحاته برسوماتٍ و"شخابيط" ليس لها معنى، أما النوع الثالث من الطلاب فيستخدم الصور التوضيحية الموجودة في الكتاب للأنشطة المدرسية فقط، وكافة الأنواع الثلاثة من الطلاب تعتمد فى الأساس على الكتب الخارجية وملازم الدروس الخصوصية، وفى النهاية تصبح الكتب المدرسية صفقة مربحة لتجار الـ"روبابكية" يبيعونها إلى تجار التجزئة داخل المحلات وبائعى الترمس والبطاطا و المطاعم الشعبية لتستخدمها فى "قراطيس" الطعمية .
بعد تصريحه الأول أن الكتاب المدرسى آخره "لف الطعمية" صرح الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، بإلغاء الكتاب المدرسى خلال عامين وسيحول الكتاب المدرسى إلى رقمى قائلاً" الدنيا اتغيرت وكله هيبقى رقمى".
لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، رحبت بالإعلان عن إلغاء الكتاب المدرسى والتحول إلى الكتب الرقمية خلال عامين، مؤكدين أنها فكرة جيدة تصب فى تطوير المنظومة التعليمية فالعالم أجمع يعتمد بشكل أساسى على استخدام التكنولوجيا الحديثة فى التعليم ، ولكن تساءلت اللجنة عن آليات تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع .
كما رحب الطلاب بهذا القرار وأكدوا أن علاقتهم بالكتاب المدرسى لا تتعدى حمله إلى المدرسة وعودته للبيت فقط، وأنهم لا يلجأون إليه فى المذاكرة فالكتب الخارجية والملازم تكفى.
أما غرفة صناعات الطباعة باتحاد الصناعات فإنها ترى أن تصريح وزير التربية والتعليم يصعب تنفيذه لأنه فاقد الصلة بالواقع، فميزانية الدولة لا تتحمل منح أكثر من 20 مليون طالب "تابلت" إلكترونى بالإضافة إلى أنه فى حال تلف الجهاز ماذا ستفعل الوزارة، لذلك فلا غنى عن الكتاب المدرسى .
يهدها السابلايز.. تطور رحلة البحث عن أدوات المدرسة من الفجالة للسوشيال ميديا
"يهدها السابلايز" بهذه الجملة استطاعت إحدى الأمهات اللاتى أنهكهن البحث عن السابلايز ومحتوياتها، أن تثير انتباه عدد من أولياء الأمور والشباب على سوشيال ميديا الذين سمعوا عن قصة السابلايز ويتابعون تطور أحداثها بشغف، خاصة أن الموضة هذه انتشرت فى جميع المدارس وفى هذه الأيام يحاول أولياء الأمور أن يجمعوا كل محتويات "ورقة السابلايز" العجيبة، التى ينطبق عليها مقولة "من كل لون يا باطيستا" إذ تحتوى على أدوات للنظافة وكشاكيل وأدوات للزينة وأطباق بلاستيكية وأشياء دخيلة على أداوت المدرسة.
الدبوس الفراشة
"دبوس الفراشة" كان الغاية التى تبحث عنها الأم المكلفة بشراء قائمة "السابلايز" الخاصة بطفلتها فى "كى جى 1"، واستعانت الأم ببوست على فيس بوك حتى تجد من يدلها عن مكان بيعها، ومع متابعة التعليقات الواردة للبوست وجدنا أن رحلة البحث عن السابلايز اختلفت كثيرًا عن ذى قبل.
وحتى العام الدراسى السابق كانت رحلة البحث عن الأدوات المدرسية قبل أن تحصل على لقب "السابلايز" تبدأ من "الفجالة" حيث أسعار الجملة، وشراء الكشاكيل والأقلام بالـ"دستة"، ثم بدأت المكتبات أن تحجز مكانا لها عند الأشخاص الذين يجدون فى مشوار الفجالة مسافة طويلة و "تعب ع الفاضى"، وفى نهاية مطاف الرحلة تأتى المكتبات الكبرى التى تحمل شهرة واسعة لكن بالطبع شهرتها تؤثر على أسعارها.
ومع "سابلايز" 2017 بالتأكيد لن تكون الفجالة فى بداية سير الرحلة، خاصة أن معظم المحتويات يحتاج شراؤها إلى الذهاب لأماكن مختلفة، بداية من المنظفات التى لن تجدينها بالطبع فى المكتبات أو فى محال الفجالة، كذلك أدوات الزينة و الإكسسوارات العجيبة التى قد تضطرك للذهاب إلى كبرى المكتبات التى تحوى البضاعة المستوردة أو المراكز التجارية الكبيرة التى تحتوى على أغراض متنوعة، وربما يكون تنوع "السابلايز" بداية جديدة لافتتاح أماكن متخصصة وقد يكون الشراء أون لاين من خلال صفحات المدرسة على مواقع التواصل الاجتماعى.
سور المدرسة شال فوق طاقته يرضى مين.. من هروب الطلبة للإعلانات وفى الصيف منشر للسجاجيد
أيام الدراسة وتفاصيل اليوم الدراسى شبح لا يفارق الكثير منا، ففترة الدراسة مليئة بتفاصيل حلوة ومرة رسخت فى أذهاننا جميعاً ولا يمكننا نسيانها مهما أصبحت من الذكريات القديمة، فمن الاستيقاظ فى الصباح الباكر وارتداء الزى المدرسى إلى الذهاب وحضور الحصص كلها تفاصيل وذكريات مررنا بها جميعً، ومن بين تلك الذكريات ذلك "البطل" الذى يحيط بالمدرسة، سور المدرسة الذى يحدد مساحتها ويقف حاجزاً أمام كل طالب يحذر عليه تخطيه أثناء ساعات اليوم الدراسى.
ولكن يبدو أن كل شىء لا بد أن يكون مصرياً أصيلا مثلنا، فكما يتردد الإفيه الشهير "المصرى معروف بقوته وبجبروته" تمكن المصرى من تحويل سور المدرسة من مجرد بناء قليل الارتفاع يحيط بالمبنى إلى سور متعدد الوظائف وكاتم أسرار من الطراز الأول، فهو خير شاهد على أجيال تخرجت من المدارس واستكمل وظيفته وما زال يمنع الطلاب من الخروج ويدفعهم إلى استكمال يومهم الدراسى.
بالرغم من كونه خطا أحمر بنى فى هذا المكان ليعبر عن عدم اجتيازه إلا من البوابة المخصصة إلا أن المصريين لم يتركوا السور يقوم فقط بوظيفته واستخدموه فى العديد من الاستخدامات الأخرى.
العبارات الإرشادية
لم يرفض سور المدرسة فى يوم من الأيام أن يتغير لونه كل عام بلون مختلف ويتم كتابة عبارات إرشادية وحكم مفيدة للطلبة تحت إشراف المدرسة، فلا تجد سور مدرسة إلا ومحفور عليه بالألوان المتداخلة عبارات مثل "مدرستى جميلة نظيفة متطورة" وبالعلم تتقدم الأمم، والتكنولوجيا لغة العصر، وعبارات كثيرة أخرى مازالت تحملها أسوار المدارس حتى يومنا هذا.
الإعلانات
فى كثير من الأحيان سمح البعض لأنفسهم أن يقوموا بكتابة إعلانات على أسوار المدارس كإعلانات للدروس الخصوصية أو إعلانات لشقق فارغة للتأجير أو إعلانات أخرى مختلفة.
الباعة الجائلون
لأن المنطقة المحيطة بأى مدرسة خاصة المحيطة بالمدارس الحكومية من أكثر المناطق التى يتواجد بها أعداد كبيرة من الطلاب والأطفال عند موعد دخول المدرسة أو الخروج منها جعل ذلك امتداد سور أى مدرسة مكانا منعشا للباعة الجائلين خاصة من يقومون ببيع أشياء يفضلها الأطفال ويقبلون على شرائها، فتجد مشاهد بائعى البطاطا والترمس والألعاب تحيط بالمدرسة بمحازاة السور الذى لا يعلم متى سيأتى الوقت الذى سينعم فيه بالهدوء والإعفاء من أداء تلك الوظائف المتعددة.
كاتم أسرار
يصمد سور المدرسة لسنوات طويلة شاهدا على جرس المدرسة والحصص ومواعيد الدخول والخروج كل يوم فى أيام الدراسة، ولكنه كثير ما كان يقوم بدور آخر وهو حمل الطلاب على كتفيه فى سرية تامة، ويسمح لهم باجتيازه والهروب أثناء اليوم الدراسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة