"هل يمكن للإنسان فى العصر الحديث أن يجد نفسه" من هذا السؤال ينطلق كتاب "الحس الدينى" لـ للأب لويجى جوسانى، المولود فى مدينة (ديزيو) الإيطالية، والذى أسس حركة "شراكة وتحرر"، الكاثوليكية التى انتشرت فى أكثر من سبعين بلداً، ترجمه إلى العربية صبحى نصرى مخول والدكتورة سناء مدحت فضيل وكميل جميل عيد، وذلك عن مركز تواصل للنشر بالقاهرة.
وتقول مقدمة الكتاب إن عنوانه يعطى لنا انطباعاً بأن هذا الكتاب عن التدين إلا أن من يقرأ الكتاب يجد أنه كتاب عن الإنسان الحداثى وما بعد الحداثى الذى يُنكر ذاته ويبحث عنها فى الوقت ذاته، لذلك نجد حواراته فى أغلبها مع نصوص دوستوفسكى وكافكا وإليوت وجوته وشكسبير وغيرهم.
ليس هذا كتاباً عن التدين بالمعنى المتعارف عليه، وإنما عن الإنسان المعاصر وطرائقه فى معرفة الواقع وعن كيفية ممارسته لإيمانه وقناعاته، فالدين المعاملة كما يقول لنا الدين الأسلامى.
والربط بين الإيمان والعقل فى الإسلام هو من أهم الركائز التى يجب أن يهتم بها المسلمون دفاعاً عن الدين الذى أصبح قريناً بالإرهاب، كما أنه من الضرورى أن تلتقى الديانتان، المسيحية والإسلامية، للتفكير فى كيفية الاتحاد فى مواجهة العنف، وفى كيفية تحقيق تعاون متزن بين الإيمان والعقل، فالعالم عموماً، والإسلامى على وجه الخصوص يمر بمحنة مردها الأشكال المختلفة التى يتم التعبير من خلالها عن العلاقة بين الإيمان والعقل.
يقع الكتاب فى خمسة عشر فصلاً يناقش من خلالها الأب والراهب لويجى جوسانى مفهوم العلاقة بين الإيمان والعقل، والتعايش مع المفهوم الحديث للحرية والتحديات التى تواجه الإسلام بقدر ما تواجه الكنيسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة