نجحت العملة الأوروبية اليورو فى التفوق على الدولار الأمريكى وارتفع سعره هذا العام لأعلى مستوى شهده منذ عام 2015، بنسبة 15% مما طرح تساؤلات حول العوامل المسببة لذلك، وهل نجحت سياسة البنك المركزى الأوروبى وخطته فى إنعاش اقتصاد دول منطقة اليورو، كما كان مخطط لها ؟وهل رفع سعر الفائدة من جانب الفيدرالى الأمريكى حقق مراده ؟.
عن خطط وسياسات المركزى الأوروبى وما يقابله من تغيرات فى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تولى ترامب الرئاسة وسياسة الفيدرالى الأمريكى وتأثير كلا منهما على اسعار العملات الاجنبية يدور هذا التقرير.
خطة المركزى الاوروبى
استمرت خطة البنك المركزى الأوروبى منذ بداية العام الجارى بخفض أسعار الفائدة كوسيلة للقضاء على التضخم ورفع معدل النمو وخفض معدلات البطالة، وقرر الأوروبى فى بداية العام خفض سعر الفائدة لتصل لما يقرب من صفر فى المئة .
شملت خطة المركزى الأوروبى على ما يعرف بالتيسير الكمى "وهى خطة تضعها البنوك المركزية من خلال إغراق الأسواق بالأموال وزيادة السيولة وهو ما قام به الأوروبى، ووصل سعر شراء السندات إلى 80 مليار يورو بعد أن كانت 60 مليار يورو شهريا .
كما خفض أسعار الفائدة وقلص سعر إعادة التمويل الرئيسى من 0.05 % إلى الصفر وخفض سعر الإيداع من -0.3 % إلى -0.4 % ليتقاضى المزيد من البنوك مقابل إيداع أموالها لديه.
وخفض معدل الفائدة الأساسى بواقع 5 نقاط أساس إلى 0%، كما خفض معدل الفائدة على الودائع بواقع 10 نقاط أساس إلى 0.40%
وحافظ البنك على هذه الخطة واستمر فى خفض اسعار الفائدة حتى منتصف العام الحالى، ونجح من خلال ذلك فى رفع سعر اليورو وتفوق على الدولار، مما ساعد على تحقيق النمو الاقتصادى وتخطى دول اليورو الأزمة الاقتصادية التى بدأت منذ عام 2008 بنجاح فارتفع نسبة النمو إلى 0,6 فى المئة فى الربع الثانى من العام الجارى مقارنة بنسبة 0,5 فى المئة للربع الأول من 2017.
بدأت منطقة اليورو تتعافى اقتصاديا ونجحت العملية الأوروبية فى تحقيق استقرار ونمو بتغلب على الدولار الأمريكى، ولكن فى نفس الوقت بقا معدل التضخم دون المستوى الذى حدده المركزى الاوروبى.
توتر الأوضاع فى امريكا ينعكس على اليورو
الخطة السابقة التى اتبعها الاوروبى قابلها على الجانب الآخر انتخابات رئاسية فى الولايات المتحدة الأمريكية وصعود دونالد ترامب للحكم، ورغم أن سعر الدولار ارتفع بمجرد نجاح ترامب بانتخابات الرئاسة إلا أنه سرعان ما تغير هذا مع بدء تصريحات ترامب الخاصة بخفض الضرائب.
كما أن التراشق فى التصريحات بينه وبين رئيس كوريا الشمالية نبأ بعدم استقرار فى الأوضاع السياسية وبالتالى الاقتصادية، وأثار هذا قلق بعض المستثمرين مما أثر بدوره على العملة الأمريكية "الدولار" .
كما أن عدم تنفيذ خطة الإصلاح الضريبى حتى الآن وقرب العام من الانتهاء ساهم فى زيادة قلق المستثمرين وخفض معه سعر الدولار، وانخفض مستوى الضخم عن المعدل المطلوب رغم ارتفاع مستوى النمو وتحرك مستوى البطالة .
سياسات البنك الفيدرالى الامريكى كانت واضحة وهى رفع سعر الفائدة ولكنه بهذا الشكل فمن الصعب أن يلجأ الفيدرالى إلى رفع أكبر لمعدلات الفائدة، أو يخفضها فى ظل انخفاض سعر الدولار .
وعلى غير المتوقع نجح الين اليابانى فى اكتساب مزيد من القوة، فارتفع بنسبة 5% مقابل الدولار ورغم التوترات السياسة الأخيرة واحتمالية تورط اليابان، فى حرب مع كوريا الشمالية إلا إنها نجحت فى تحقيق ثبات وارتفاع مقابل العملة الأمريكية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة