"اترك سندويتش البيض.. التلفزيون المصرى يتصل"، بهذا العنوان سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على قصة حاتم الجمسى، المصرى الذى يملك مطعمًا للسندويتشات فى نيويورك، وظهر عبر شاشات عدد من القنوات التليفزيونية المصرية والعربية باعتباره خبيرا فى الشأن الأمريكى.
وأشارت الصحيفة فى تقريرها، إلى أن ظهور "الجمسى" الأول على الشاشات المصرية كان خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حين تم التواصل معه كأحد المصريين الذين يعيشون فى الولايات المتحدة، وحين تمت المقابلة بشكل جيد انهالت عليه من وقتها الاتصالات الهاتفية وطلبات المداخلات.
تقرير نيويورك تايمز عن حاتم الجمسى
بعد نشر قصته عبر "نيويورك تايمز"، حاول "اليوم السابع" التواصل مع حاتم الجمسى، الذى رفض فى البداية التعليق على القصة، ثم قال لاحقا: "لم أرتكب جرما لأدافع عن نفسى"، ثم أعرب عن استيائه من الهجوم الذى يتعرض له عبر وسائل الإعلام العربية، قائلا: "ترجمة القصة من نيويورك تايمز لم تكن أمينة".
وأضاف الجمسى فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "للأسف بعض المواقع كتبت أنها اتصلت بى، ويشهد الله أننى لم أتحدث معهم، عدم المهنية والحرفية فى تناول الميديا العربية شىء مؤلم، لا أعرف لماذا يضعون كلاما لم أقله على لسانى، وقناة الجزيرة اتصلت بى بعد نشر الموضوع بدقائق، لكننى رفضت التحدث معهم لأن هذا مبدأ عندى، لن أفعل شيئا ضد بلدى ولو كل مصر طعنتنى بخنجر".
الجمسى: قدمت صورة مشرفة لمهاجر مصرى مسلم.. وليس لدى ما أخجل منه
وعن تفاصيل القصة وبدايتها، قال حاتم الجمسى: "أنا مهاجر مصرى مسلم، قدم صورة مشرفة لبلده ودينه، وفى الوقت الذى يحتفلون بى فى نيويورك، لیس لدی شىء أخجل منه، ولم أدّع شيئا لا أفعله، ولم أكذب فى شىء، اليوم لدىّ لقاء مع رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز وكل العاملين بها فى احتفالية خاصة وتكريم لى، ثم بعد ذلك أتجه إلى جامعة كولومبيا العريقة، بدعوة من أساتذة وطلاب قسم الصحافة، لتكريمى وإلقاء كلمة عن التحليل السياسى والنظرة الموضوعية ورؤية الكاتب الشخصية".
وأضاف الجمسى فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، قائلا: "إذا ذهبت إلى موقع نيويورك تايمز لقراءة تعليقات الأمريكان، ستعلم كم هم فخورون بى، باعتباری قصة نجاح ملهمة، بل إن كل من يعمل بالتحليل السياسى فى أمريكا أكد أننى أقوم بعمل رائع، بعدما تمت ترجمة لقاءاتى للإنجليزية".
وتابع المهاجر المصرى حديثه بالقول: "أحب بلدى، وأدافع عنها بكل قوة، ولن أخجل مما أفعل، الحمد لله أنهم قالوا يملك محلا، ولم يقولوا إننى سارق أو نصاب".
جانب من تعليقات القراء على موقع صحيفة نيويورك تايمز
جانب من تعليقات القراء على موقع صحيفة نيويورك تايمز
99% من المتحدثين فى التليفزيون بالولايات المتحدة الأمريكية لديهم وظائف أخرى
وعن الهجمة التى تعرض لها مؤخرا، تساءل "الجمسى" باستنكار: "أنا مش فاهم رد الفعل، هل كل من يعمل فى الإعلام لديه شهادة متخصصة فى الإعلام؟ 99% من المتحدثين فى التليفزيون بالولايات المتحدة الأمريكية لديهم وظائف أخرى، لأنهم لا يتلقون أجرًا مقابل الظهور بالتليفزيون".
وأضاف حاتم الجمسى: "أنا شخص متعلم وحاصل على الليسانس من مصر، وعلى كورسات من جامعة سان جونز بنيويورك، وأنا على وشك البدء فى ماجيستير العلاقات الدولية، ولدى كتاب باللغة الإنجليزية ورواية تباع عبر موقع أمازون اسمها Hide Your Tail, Sparrow، والآن بعد أن كشفت عن مؤهلى أرجو من القنوات التليفزيونية العربية أن تكشف لنا مؤهلات كل من تقدمه كخبير استراتيجى أو باحث أو خبير اقتصادى، وفى أى جهة يعمل، من حقى أن أعرف من هى الجهة التى منحته لقب خبير".
نوفيلا حاتم الجمسى من 31 صفحة على أمازون
الجمسى يستضيف فرقة الفنون الشعبية المصرية على نفقته وينظم عروضا لها فى 15 ولاية
بحسب حديث حاتم الجمسى عن نفسه، يبدو أن نشاطه فى الولايات المتحدة الأمريكية لم يتوقف على التحليل السياسى أو بيع السندويتشات، إذ يقول: "من حبى لبلدى استضفت الفرقة المصرية للفنون الشعبية على نفقتى الخاصة فى 2007، ونظمت لها عروضا فى 15 ولاية، حاجة مشرفة جدًا، وفى الآخر يقولوا ده طباخ، وكأنى المفروض أخجل من مهنتى كطباخ، وعشان كده الشباب بيبقى نفسه يهاجر لأنه بييجى هنا يقدر يشتغل ويغسل صحون وما يخجلش، وما حدش بيبص له بنظرة فوقية، فبيحب عمله وبينجح فيه، لكن فى مصر بيخجل منها لأن النظرة المجتمعية لمن يعمل بيده فيها شىء من التقليل".
يُذكر أن حاتم الجمسى، الذى كان يعمل مدرسا للغة الإنجليزية فى مصر قبل هجرته للولايات المتحدة الأمريكية، اعتاد قبل ظهوره عبر شاشات القنوات التليفزيونية التعبير عن آرائه وتحليلاته السياسية من خلال مراسلة الصحف، وأكد فى وقت سابق أنه لم ينتحل شخصية أخرى أمام منتجى القنوات التليفزيونية، بينما قالت "نيويورك تايمز" فى تقريرها عنه إنه كان "يراوغ" فى الإجابة حين يسأله أحدهم عن العمل الذى يكسب منه عيشه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة