بمناسبة مرور 39 عاما على توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام، بين مصر وإسرائيل والتى وقعت فى مثل هذا اليوم الموافق 17 سبتمبر عام 1979، كانت قد شهدت الظروف قبل توقيعها عددًا من الغرائب والعجائب كشفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال السنوات القليلة الماضية.
وتضمنت أحدى الوثائق التى رفعت عنها تل أبيب السرية سابقا، حول سنوات التفاوض عقب الحرب وحتى توقيع الاتفاق، بين الرئيس محمد أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحم بيجن، رسائل لشاه إيران للزعيمين كوسيط بينهما، قال فيها الشاه: "إن الصراع لن يحل بالقوة العسكرية ولكن بالطرق السلمية فقط.. فما حدث فى الشرق الأوسط منذ زيارة السادات للقدس، كان من المستحيل تحقيقه لولا توقيع الاتفاق المؤقت بين البلدين".
رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة جولدا مائير
وذكرت الصحف الإسرائيلية، أن توقيع الاتفاق المؤقت جاء بعد توقيع اتفاق فصل القوات بين إسرائيل ومصر، فى عهد جولدا مائير يناير 1974، بعدها بدأت مباشرة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى اتصالات وخطوات لتعزيز العلاقات السياسية بين إسرائيل ومصر من خلال أنور السادات وهنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى، مشيرة إلى أن توقيع الاتفاق الؤقت تم تمديده إلى حد كبير، حتى يوم 4 سبتمبر عام 1975.
وأوضح الإعلام العبرى، أن بيجن حاول تعزيز المحادثات المباشرة مع مصر عبر الشاه محمد رضا بهلوى، خلال زيارته لطهران فى ديسمبر 1974، بعدما تلقى رسالة من السادات فى هذا الصدد.
رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحيم بيجين
وضمت إحدى الوثائق رسالة شخصية كتبها نيكسون بنفسه لجولدا مائير، جاء فيها: "أتمنى لكم ولحكومتكم دراسة المسألة التى عرضتها عليكم وأنى على أمل أن أتلقى ردا إيجابيا منكم، يؤدى إلى وقف مبكر لسفك الدماء والعداء بين الجانبين".
وقبل 8 سنوات من اتفاقية السلام مع مصر فى كامب ديفيد عام 1979 التى وقعها مناحيم بيجن بنفسه مع مصر هدد هو نفسه عندما كان وزير دولة بحكومة جولدا مائير، بالانسحاب هو ووزراء حزبه "حيروت" من الحكومة فى حال الموافقة على المبادرة الأمريكية وتوقيع اتفاقية سلام مع مصر والانسحاب من الأراضى التى احتلتها تل أبيب عام 1967.
واجتمعت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة جولدا مائير، عقب وصول رسالة نيكسون التى عرضها روجرز، وناقشت المبادرة، وقررت فى نهاية المطاف بأغلبية الأصوات قبولها، ولكن على الفور أعلن بيجن الاستقالة وأعضاء حزبه «حيروت» من الحكومة الإسرائيلية، ورفض بشدة المبادرة وعمل على إسقاطها قبل استقالته من جدول أعمال الحكومة دون فائدة، وذلك قبل سنوات من قبول بيجن نفسه للاتفاقية وتوقيعه عليها.
السادات وجولدا مائير وشيمون بيريز
وقبل ذلك التاريخ كان قد عقد مجلس الوزراء الإسرائيلى عدة اجتماعات فى يونيو، وبداية أغسطس 1970 أدت فى النهاية للقبول بعرض وقف إطلاق النار دون التطرق لاتفاقية سلام شاملة مع مصر، أو الانسحاب من الضفة الغربية من قناة السويس والأراضى المصرية بشبه جزيرة سيناء.
وعلى أثر الاجتماعات المكثفة التى عقدتها حكومة جولدا مائير أعلن بيجن الانسحاب نهائيا من الحكومة فى 4 أغسطس عام 1970 أى قبل قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار بـ4 أيام بعد ضغوط شديدة من حكومة الرئيس الأمريكى نيكسون.
وأدى عدم قبول إسرائيل لمبادرات السلام التى كانت تعرضها الولايات المتحدة الأمريكية، فى نهاية المطاف لاندلاع "حرب أكتوبر" عام 1973 من جانب المصريين من أجل كسر الجمود السياسى، حسب مصادر أمريكية فى حينها.
الرئيس الأمريكى الأسبق نيكسون
وكانت جولدا مائير تصر فى كل مرة ترد فيها على الإدارة الأمريكية على أنه من أجل التوصل إلى سلام شامل بين إسرائيل من ناحية وبين مصر والدول العربية من ناحية أخرى لا بد من الوصول لطريق المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة، وقالت، إنها لا تقبل مقترحات روجرز بالانسحاب الإسرائيلى من قناة السويس التى من شأنها أن تمكن مصر من فتح المجرى الملاحى مرة أخرى، واعترضت بشكل خاص على الانسحاب الإسرائيلى الشامل من سيناء.
وأشارت يديعوت، إلى أن مصر بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات، كانت غير مستعدة لعقد مفاوضات مباشرة دون تسوية شاملة مع إسرائيل والانسحاب الكامل من جميع الأراضى التى احتلتها، موضحًا أن مصر كانت ملتزمة بـ«اللاءات الثلاثة» التى اتفق عليها القادة العرب فى قمة الجامعة العربية بالخرطوم وهى لا سلام، لا اعتراف، لا مفاوضات مع إسرائيل.
نيكسون
وأوضحت إحدى الوثائق التى كشفت عنها تل أبيب محضر الاجتماع الذى دار فى تلك الجلسة، حيث قال بيجن لجولدا مائير خلال الاجتماع: "عزيزتى السيدة مائير، بالكاد يمكننا أن نتوقع أن هذه الوثيقة، تلزم إسرائيل إعطاء ملك الأردن حسين الثانى مساحة أكبر من الضفة الغربية، فهذا الكلام لا أستطع قبوله، فقبل 18 عاما وقفنا فى الكنيست وجمعنا الناس وأكدنا لهم حقنا فى الضفة كملك لأرض إسرائيل، فكيف يمكننا الآن قبول الانسحاب منها وترك تلك المناطق للعرب مرة أخرى؟!".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة