أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حرص الجامعة على تعزيز ودعم دور المجتمع المدنى والعمل التطوعى من أجل إحداث التطور المنشود فى المجالات المختلفة للتنمية المجتمعية، كالصحة والتعليم والقضاء على الفقر وتعزيز المشاركة السياسية وغيرها من المجالات المرتبطة بالتحديات الرئيسة التى تواجهها المنطقة العربية.
جاء ذلك فى كلمة "أبو الغيط " اليوم الخميس، فى الاحتفالية الخاصة بجائزة الشيخ "عيسى بن على آل خليفة للعمل التطوعي" " فى نسختها السابعة، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع "جمعية الكلمة الطيبة" و"الاتحاد العربى للتطوع" بهدف تكريم رواد العمل التطوعى فى الوطن العربى ووضع خبراتهم وتجاربهم فى بؤرة الضوء اعترافاً بإسهاماتهم فى خدمة مجتمعاتهم.
وقال "أبو الغيط" إنه تم قبل عدة سنوات استحداث إدارة منظمات المجتمع المدنى بالأمانة العامة للجامعة العربية وذلك فى إطار السعى لأن تكون تعمل كنقطة اتصال بين منظمات المجتمع المدنى وأجهزة وآليات الجامعة العربية، خاصة فى ضوء الدور المتعاظم للمجتمع المدنى كشريك للحكومات فى عملية التنمية.
وأشار إلى أنه من أهم الخطوات التى اتخذت على مستوى الجامعة العربية ككل إقرار "العقد العربى لمنظمات المجتمع المدنى 2016-2026" فى فبراير 2016، وذلك بهدف العمل على خلق بيئة مناسبة لعمل هذه المنظمات، وبناء آلية مشاركة ناجحة بين منظمات المجتمع المدنى والحكومات فى الدول العربية وبما يسهم فى تعزيز دور هذه المنظمات فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولفت إلى أن الجامعة العربية تعمل حاليا على تعديل الشروط والإجراءات التى تحكم العلاقة بين منظمات المجتمع المدنى والجامعة العربية، الأمر الذى سوف يسمح بوضع قواعد وضوابط تنظم حضور منظمات المجتمع المدنى لفعاليات تنظمها أجهزة بالجامعة العربية.
ووجه "أبو الغيط" تحية تقدير للشيخ عيسى بن على آل خليفة الرئيس الفخرى لجمعية الكلمة الطيبة على دعمه ورعايته الكريمة للعاملين فى مجال العمل التطوعي، ليس فقط فى مملكة البحرين، وإنما فى الوطن العربى بشكل عام، وتقديم التقدير الواجب لهم من خلال منحهم جائزة أصبحت إحدى أهم الجوائز الممنوحة للمعنيين بالعمل التطوعى على المستويين العربى والإقليمي، خاصة فى ضوء الدور الذى تلعبه فى نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعى وتحفيز المبادرات الخلاقة والتجارب التطوعية المميزة والمشرفة فى العالم العربى وقصص النجاح الملهمة لجيل الشباب والتى تحفزه على توجيه طاقاته لخدمة المجتمع.
وأوضح أبو الغيط أن العمل التطوعى هو خدمة إنسانية وطنية تهدف لتعزيز التنمية المجتمعية للوطن ومن يعيش فيه، وركناً أساسيا فى مساندة الجهود والنشاطات الرسمية الرامية لتحقيق التقدم والازدهار فى أى مجتمع من المجتمعات.
وأشار إلى أن المشهد الإنساني، عبر العصور فى مختلف بقاع الأرض، وباختلاف الثقافات والحضارات والبنى المجتمعية، يؤكد وجود إرادة إنسانية فردية أو جماعية أكيدة لتقديم المساعدة ومد يد العون للمحتاجين أو للفئات المهمشة.
وأشار إلى أن التجارب أثبتت أن الأجهزة الرسمية فى مختلف الدول لا تستطيع وحدها تحقيق كافة غايات وخطط ومشاريع التنمية دون المشاركة التطوعية الفعالة للمواطنين والجمعيات الأهلية والتى يمكنها الاسهام بدور فاعل فى عمليات التنمية نظراً لمرونتها فى العمل وسرعة عملية اتخاذ القرار فيها بالمقارنة بالجهات الرسمية.
وتابع أبو الغيط:" ولهذا اتجهت الدول فى عالمنا المعاصر لإعطاء مساحة أكبر للمجتمع المدنى للمشاركة فى العمليات التنموية جنباً إلى جنب مع الحكومات والقطاع الخاص، وذلك فى عمل تشاركى يمكن أن يلعب دوراً هاماً فى تطوير منظومة التنمية فى البلدان العربية، والتغلب على الكثير من الظروف الطارئة أو الاستثنائية التى يمكن أن تتعرض لها دول فى المنطقة العربية".
وبدوره، أكد الشيخ عيسى بن على بن خليفة الرئيس الفكرى لجمعية الكلمة الطيبة أهمية العمل التطوعى باعتباره أحد العوامل الأساسية فى العمل الإنسانى منذ بداية الألفية الجديدة كما بات تقدم الدول يقاس بما لديها من مبادرات تطوعية تعكس الوعى والإدراك لدى مواطنيها بأهمية تكامل الدور المجتمعى مع خطط التنمية التى تتبناها الحكومات فى هذه الدول كما تعكس ما لدى الجهات الرسمية من تبنى لهذه المبادرات بما يسمح لها بالتحرك الإيجابى لسد الفجوات التنموية فى بعض المجالات التى قد لايمكن أن تشملها برامج العمل الحكومية.
وقال إن المنظمات الأهلية تلعب أدوارا حيوية فى دعم مسيرة التنمية فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه البلاد العربية وتنفيذ خطط التنمية الشاملة لتحقيق الاستقرار والرفاهية للمواطن العربي.
وأشار إلى أن استضافة الجامعة العربية لهذا الحدث يعكس دعم ومساندة العمل التطوعى فى الوطن العربى والذى ترجمته الجامعة فى إطلاقها لعقد العمل العربى لمنظمات المجتمع المدنى 2016/ 2026 العام الماضى .
ولفت إلى أن انطلاق الجائزة قبل سبع سنوات جاء من أجل تعزيز ونشر قيم العمل التطوعى لدى أجيال الشباب وذلك من خلال التركيز على النماذج المشرقة فى مختلف أنحاء الوطن العربى واستعراض نجاحاتهم أمام الشباب ليبذلوا كل ما فيه الخير لصالح نهوض بلدانهم وأوطانهم نحو طريق التقدم والازدهار.
وتم خلال الاحتفالية تكريم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ومساعده للشئون الاجتماعية السفير بدر الدين علالى وسفير مملكة البحرين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير راشد عبد الرحمن آل خليفة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة