حينما أوقفت الحكومة المصرية عمليات التعيين العشوائى، كانت تريد أن تقلل من الـ6 ملايين موظف الذين يعمل ربعهم فقط والبقية بطالة مقنعة، وكانت أيضًا تريد أن تحاصر الفساد الذى ارتبط بعملية التوظيف، وتحولت معه إلى تجارة سياسية وسمسرة فى السوق السوداء، لكن نفس الحكومة هى التى اكتشفت أن مسابقات التعيين ليست الوسيلة المناسبة لاختيار الموظفين، فتراجعت عنها وأوقفت إعلان نتائج المسابقات التى جرت بالفعل، وحطمت معها أحلام آلاف الشباب الذين تقدموا للوظيفة، وهم يحشدون كل قدراتهم ومواهبهم وسيرهم الذاتية، بحثًا عن مستقبل أفضل، هؤلاء الشباب لم يفقدوا الوظيفة فقط، بل فقدوا أيضا إحساسهم بالعدل الذى تقول الحكومة إنها تسعى لتطبيقه بالمسابقات الشفافة والاختبارات الدقيقة، ستقول الحكومة إنها مازالت تبحث عن طريقة تحقق العدالة وتستثمر الكفاءات، لكن السؤال الكبير الذى يثير الحيرة هو، كيف تجرى التعيينات الفردية فى الحكومة هذه الأيام؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة