صدر حديثا كتاب مهم للشأن للعام فى الأوطان الإسلامية، لأنه يناقش قضية مهمة جدا تمثل إشكالية نعانى منها فى واقعنا الراهن، والكتاب عنوانه "المسلمون بين الخطاب الدينى والخطاب الإلهى" للباحث الإماراتى على محمد الشرفاء الحمادى، والقضية التى يناقشها هى الخلط بين الدينى والإلهى.
وفى قراءته للكتاب الصادر عن "النخبة" للنشر والطباعة، يقول الدكتور حسن حماد، أستاذ الفلسفة والعميد الأسبق لكلية آداب الزقازيق، وتحت عنوان "الخطاب الدينى والخطاب الإلهى" يقول: تشهد الساحة العربية والدولية فى الآونة الآخيرة أحداثاً إرهابية ودموية مروعة تُمارس باسم الإسلام، وصراعات طائفية وإسلامية بين السنة والشيعة، وربما بين السنة والسنة، فسلاح المسلمين لم يعد موجهاً لصدور الأعداء، وإنما أصبح مصوباً لقلوب المسلمين أنفسهم!.
وقد أدت هذه الأحداث المروعة إلى ضرورة مراجعة التراث الدينى الإسلامى، والتنقيب عن الأسباب الخفية التى تدفع بجماعة مارقة مثل داعش إلى ممارسة كل هذا الكم من القتل والإرهاب والإرعاب وترويع الآمنين وقتل النساء والأطفال الأبرياء تحت راية الإله. تُرى ما الذى يدفع إرهابيا موتوراً إلى تفجير نفسه فى حافلة تمتلئ بالركاب المدنيين، أو يقوم بذبح أطفال صغار لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب لهم سوى أنهم ينتمون للمسيحية أو للطائفة الشيعية!.
إن هذه الأحداث وغيرها أدت بالكثير من الباحثين إلى القول بضرورة مراجعة الخطاب الدينى وتغييره وتجديده وتحريره من النصوص والروايات والتفاسير الفقهية التى تبرر كل هذا الكم من فائض العنف والإرهاب الذى أصبح عنواناً للخطاب الإسلامى المعاصر، وفى هذا السياق تجىء محاولة الباحث "على محمد الشرفاء الحمادى" فى كتابه "المسلمون بين الخطاب الدينى والخطاب الإلهى" والصادر هذا العام عن دار النخبة للنشر والتوزيع.
وبداية يفرق الباحث بين نوعين من الخطاب: الخطاب الدينى، ويقصد به كل النصوص التى أضيفت للسردية المقدسة الأصلية، ونعنى بها القرآن الكريم، أو بعبارة أكثر بساطة يقصد من الخطاب الدينى: التراث الدينى المتراكم بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حتى الآن، وهذا التراث فى حقيقة الأمر تراثاً إنسانياً تم أسطرته، أو تحويله إلى أسطورة، ومن ثمَّ إلى مقدس، أما ما يقصده الباحث بالخطاب الإلهى، فهو النص المؤسس للدين الإسلامى وهو القرآن الكريم.
ويبذل الباحث فى هذه الدراسة جهداً كبيراً من أجل الدفاع عن هذا النص المؤسس وتبرئته من كل ما نُسب إليه من اتهامات باطلة مثل: معاداة العلم، التعصب، العنف، الجمود، كراهية الآخر، النزعة القتالية، اضطهاد المرأة.. إلخ.
وفى سبيل الوصول إلى هذا الهدف يقدم الباحث قراءة منفتحة ومتحررة من الأطر التقليدية ذات النزعة الأحادية، مؤكداً فى كل صفحة من صفحات كتابه أن القرآن لم يكن أبداً لاهوتياً، ولم يؤسس لأى نزعة لاهوتية، وإنما هو رسالة، رسالة هدفها تحرير الإنسان من الظلم والجهل والعبودية والأنانية، رسالة تؤكد وتؤسس لمعانى سامية ونبيلة مثل: الحب والتسامح والعدل والعقلانية وقبول الآخر ونشر السلام والسعى للمعرفة والعلم والإبداع والنزعة الإنسانية أو احترام الإنسان لذاته بوصفه خليفة الله فى الأرض.
ويرى الباحث أن الرجوع إلى النص القرآنى بوصفه المرجعية الأساسية والوحيدة للمسلمين هو الحل للخروج من المأزق الذى وضعتنا فيه المرجعيات والتفسيرات التى وضعها علماء الحديث والفقهاء، والتى كانت سبباً فى طمس الوجه المشرق للإسلام وتشويه صورته السمحاء، وفى هذا الصدد يرى الباحث أن المسلمين اليوم ليس أمامهم سوى طريقين لا ثالث لهما: إما أن نؤمن بالله الواحد الأحد وبكتابه القرآن الكريم هادياً ومرشداً لنا.. وإما أن نتبع الروايات التى روج لها ممن يسمون أنفسهم بعلماء الدين، وعلماء الحديث، وشيوخ الإسلام وأقحموها فى قناعات المسلمين وفى معتقداتهم، فكانت سبباً فى تفرقهم وتشرذمهم فرقاً وشيعاً وأحزاباً يكفر بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم البعض الآخر.
ويستدل الباحث بآيات من القرآن الكريم تؤكد رؤيته فى أن النص القرآنى هو المرجعية التى ينبغى للمسلمين أن يحتكموا لها فى حياتهم، وفى معاشهم كما فى قوله تعالى: "تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأى حديث بعد الله وآياته يؤمنون" (الجاثية 6)، بل إن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - يشتكى المسلمين إلى الله لأنهم هجروا القرآن وابتعدوا عن الطريق القويم.. يقول تعالى: "وقال الرسول يا رب إن قومى اتخذوا هذا القرآن مهجورا" (لفرقان 30).
وينتهى على محمد الشرفاء الحمادى فى كتابه إلى نتيجة مهمة، وهى أن الخطاب الإلهى هو المقدس الأوحد، هو خطاب للأحياء وليس للأموات أو للماضى، وهذا معناه أنه خطاب متجدد ومتفاعل مع واقع الحياة الإنسانية المتغيرة المتجددة، أو كما يقول فى خاتمة دراسته: "وبهذا يكون الخطاب ليس خطاباً للأموات، ولا هو للأمم السابقة، بل هو خطاب للأحياء الذين يتلون كتاب الله، ويستمعون إليه ويتفاعلون مع نصوصه، كى تتحقق الصلة بين الله وعباده بحبل من الله يمتد من الأرض إلى السماء، ولن يحدث ذلك الاتصال إلا من خلال الالتزام بتعاليم القرآن الكريم ".
إن القراءة التى يقدمها على محمد الشرفاء للقرآن الكريم هى محاولة جريئة، وجديدة، وجديرة بالتأمل والدراسة، وأهميتها تنبع من أنها تفتح الباب أمام المزيد من القراءات، والتأويلات التى تحرر النص من هيمنة التفسيرات الأحادية والشكلانية التى صادرت النص لحسابها، وساعدت على اختطافه وسرقته من قبل التيارات التكفيرية، والإرهابية الظلامية.
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح محمد
السهل المهجور
الدين يسر وليس عسر آيات عظيمة في هذا الدين لو نعقل أو نتدبر ، يقول المولى في سورة يوسف ((إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) فنحن رغم كونا عربا نستعين بكتب تسمى كتب التفاسير وكلها عدا خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله كتب مضللة فتجد نصوص في القرآن شديدة الوضوح لمن يلم بأبسط قواعد اللغة العربية تجد المفسر يخرج بها من السياق ويؤسس أحكاما على تفسيره المعوج البعيد كل البعد عن صراحة النص القرآني وعلى سبيل المثال ما جاء بكتب التفاسير المختلفة بشأن قوله تعالى (وشهد شاهد من أهلها) فكثير من الكتب نسبت إلى أن هذا الشاهد طفل في المهد وتكلم في المهد ونسبت القول إلى ابن عباس رضي الله عنه وذات كتاب التفسير يقول أن هذا الشاهد بالغ عاقل واستند أيضاً لقول ابن عباس رضي الله عنه في رواية أخرى في حين أن النص لا يحتمل أي تفسير أو تأويل فالشاهد منطق شهادته بالعقل والحجة ولم يقف على القول الفصل الا بعد أن شاهد القميص قد من الدبر ، فالآية لم تقل طفل في المهد ولم تلمح إلى ذلك لا من قريب أو بعيد ولا من المنتصف فبالله عليكم كتاب مثل هذا لا يمكن القول سوى أنه مضلل ويبلبل أفكار الناس ويؤدي الى الخلاف المبين في أمر لا يحتمل الخلاف عليه وغيره الكثير جداً والقرآن نزل بلسان عربي مبين أي شديد الوضوح ، الشيخ الشعراوي رحمه الله لم يستعن بأي كتاب من تلك الكتب المضللة في ذكر خواطره عن القرآن وأنكر لفظ تفسير من الأساس وقال أن القرآن نزل بلغة واضحة وحاسمة وأن من يجهل التفسير فإنه يجهل لضعفه في اللغة وليس من غموض النص القرآني ، أضف إلى ذلك كتب الأحاديث المطولة تحت بند علم الحديث والروايات والعنعنة وغيره من الألفاظ التي تستعصي على العالم المتخصص وليس الرجل الأمي الذي بعث نبيه أمي يعلمه الكتاب والحكمة لم يدرس النبي في أكاديمية علم الحديث ولم يحصل على دكتوراه في علم الفقه ولا أصول الفقه ولا كم العلوم البغيض الذي يضر أكثر مما ينفع فالاسلام دين بسيط ودين الفطرة وأرجو ألا ننكر صحة الأحاديث الشريفة أو القدسية ولكن هناك معيار بسيط للوقوف على الصحيح منها والمدسوس وهو إنه اذا خالف الحديث آية قرآنية صريحة فهو حديث مكذوب حتى ولو ورد في جميع كتب الحديث أنه مجمع على صحته لأن التسليم بصحته يعني حتما تكذيب الآية القرآنية ومن هذا القبيل حديث أن النبي كان مسحورا لمدة ستة أشهر يخالف آيات صريحة (والله يعصمك من الناس) و(إن هو الا وحي يوحى ) فمثل هذا الحديث موضوع ليشكك المسلم فيما أوحى الله به لنبيه خلال الفترة المزعوم أنه سحر فيها ، فقد قررت أغلب كتب الحديث بأن هذا الحديث حسن صحيح ، فبالله عليك هل يعقل هذا ، بينما هناك أحاديث متفقة ومؤيدة بآيات قرآنية صريحة تجد من يضعفها ، وآفة الآفات شيوخ الفتنة والضلال الذين إذا كانوا معك فإنهم يخرجون أحاديث من تحت الأرض تؤيدك فإذا اختلفوا معك قالو حديث ضعيف وليس له أساس وأوضح مثال حديث خير أجناد الأرض ، فعندما كان هناك وفاق بين المجلس العسكري السابق والأخوان كان القرضاوي يشيع في الدنيا كلها ووسائل الأعلام في كوكب المريخ حديث خير أجناد الأرض) وعندما حدث خلاف بين القيادة العسكرية والأخوان أصبح كل شيوخ الفتنة يقولون أنه حديث ضعيف وبعضهم قال أنه باطل ومدسوس ، هؤلاء الحمقى من يدسه ولصالح من أيها السفهاء فهل سيكذب أعداء الاسلام ليرفعوا معنويات جنود مسلمون موحدون كل حروبهم ضد أعداء الاسلام وليس ضد مسلمون كما تفعلون أيها الضلال ، إن من يكذب على النبي (ص) حتما يريد هدفا خبيثا لإحداث ربكة وفتنة بين الناس ‘ فالمعيار بسيط قارنوا الحديث مع الآيات الصريحة في القرآن (الصريييييييييييحة) فإن وافقها فهو صحيح وإن لم يوافقها فهو مكذوب ومدسوس ، وأهدرو كتب التفسير جميعاً عدا الخواطر التي بنيت على الفهم اللغوي لمعاني القرآن .