استخدمت مكتبة الإسكندرية الدبلوماسية الشعبية للمساهمة فى عودة العلاقات بين مصر وإيطاليا إلى سابق عهدها، من خلال تنظيم حفل بمناسبة توقيع كتاب مسرحية أوبرالية عن مصر الفرعونية باللغة الإيطالية بعنوان «اللوتس والبردى» لأحد أشهر مؤلفى الدراما الإيطالية يدعى "فرانشيسكو سيبيرانو"، والمتأثر بالحضارة المصرية القديمة، وذلك بحضور الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، وعالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس بمتحف الآثار بالمكتبة.
ومن جانبه، قال الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرى: "لم أرى شعب يعشق الفراعنة مثل الشعب الإيطالى، خاصة و تعود تلك العلاقة الوثيقة إلى عهد كليوباترا ومارك أنطونيو".
وأضاف فى كلمته خلال حفل التوقيع، "عندما وقعت الغمة الماضية بين مصر وإيطاليا خلال الفترة الماضية، كان الحزن يخيم على الشعب الإيطالى، والذى كان يعى خيوط الوقيعة بين البلدين، ويعى أن مصر كانت قد ظلمت فى هذا الأمر الذى تسبب فى سوء العلاقات بين البلدين.
وأعرب عن سعادته لوصول السفير الإيطالى إلى مصر مؤخرًا وعودة العلاقات الدبلوماسية قوية كسابق عهدها، مشيرًا إلى أن الرواية قامت بدور الدبلوماسية الشعبية لعودة العلاقات بين البلدين، مؤكدًا أنه ارتبط بتلك الرواية نظًرا لعشقة لدولة إيطاليا، موضحًا أنه تقابل مع مؤلف الرواية الأوبرالية والذى طلب منه كتابة المقدمة لهذا العمل الأدبى، لافتا إلى أن فترة 150 عاما لاحتلال الهسكوس مصر، فترة نتعلم منها الكثير وهى فترة يمكن كتابة المئات من الأعمال الأدبية فى تلك الحقبة.
وحول شخصية الملك الفرعونى " سيخمون رع" وقتله بضربة قوية بالرأس، قال إن التاريخ لم يثبت سبب تلك الضربة، وهل هى سبب الوفاة بالفعل؟، مشيدًا بالأحداث الدرامية فى الرواية والشخصيات التى تم إضافتها ولم تكن فى الحقيقة مثل شخصية " سيخت" الذى قام بخيانة الملك " سيخمون رع".
وطالب "حواس" بالإعداد لاحتفال ضخم بمناسبة مرور 100 عام على كشف مقبرة توت عنخ أمون، وطالب مكتبة الإسكندرية بالمشاركة فى هذا الحدث الجلل، وأن تقوم جميع محافظات مصر بالاحتفال، قائلًا: "يمكن لهذا الحدث أن يعيد قوة مصر السياسية فى العالم كله، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي بإصدار تعليمات لتنظيم احتفال ضخم بتلك المناسبة العظيمة.
وأعلن أنه يتم حاليًا الإعداد لأوبرا "توت عنخ أمون"، والتى سوف تعرض فى نوفمبر 2022، بالتنسيق مع مؤلف الرواية الأوبرالية "اللوتس والبردى".
ومن جهة أخرى، علق الدكتور زاهى حواس على اكتشاف مقبرة جديدة بحالة جيدة فى مدينة الأقصر، بأنه أحد أهم الاكتشافات الحديثة للآثار فى مصر، مشيرًا إلى أن المقبرة كانت غنية بالآثار، حيث كان يعمل مالكها صانع مصوغات ذهبية، وجاء نصف محتوياتها سليمة بما يعد كشف أثرى هام.
وأوضح، أن المقبرة تعود إلى عصر الأسرتين 21 و 22، ومعظم القطع الأثرية بها تعود إلى العصر المتأخر، مؤكدًا على أن الاكتشاف يعد انتصارا كبيرًا، مضيفًا: " نحن لم نكتشف إلا 30% فقط من الآثار المصرية ومازال هناك 70% من آثار مصر مدفونة تحت الرمال".
ومن ناحيته، قال فرانشيسكو سيبيرانو مؤلف الكتاب الذى تم توقيعة فى الحفل، أن الرواية التى قام بتأليفها، والتى ترصد حقبة فى التاريخ الفرعونى المصرى، تلقى الضوء على العلاقة القوية بين مصر وإيطاليا، قائلًا: إن "تلك المسرحية جاءت لتعيد العلاقة بين البلدين لعهدها السابق، والتى لم تمت، ولكن شابها بعض الشوائب خلال الفترة الماضية".
وأشار مؤلف المسرحية الأوبرالية خلال كلمته بحفل التوقيع، إلى أنه لم يتوقع النجاح الذى حققة كتاب "اللوتس والبردى"، موضحًا أن هذا العمل الأدبى الجديد مكون من 3 فصول، وهو مزيج بين الكتابة اليونانية القديمة والهوية الفرعونية المصرية، لافتًا إلى أن زيارته للمتحف المصرى، وخاصة قاعة المومياوات كان دافعًا قويًا لكتابة هذا العمل الأدبى، خاصة عندما وجد فى أحد الموميات للملك "سيخمون رع " ضربات قوية، خاصة فى الجبهه أدوت بحياته، فبدأ البحث التاريخى، ووجد أن هذا الملك هو والد أحمس طارد الهكسوس، وسجلت تلك الحقبة التاريخية حرب مصر الفرعونية ضد الغزو الهكسوسى
وتابع قائلًا، إن "سيكت نخت هو الشخصية المحورية للرواية، وهو الصديق الصدوق للملك "سيخمون رع" والذى قام بخيانته لاحقا".
وفيما، قال الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية: "مناسبة اليوم لها مذاق خاص، بسبب حضور زاهى حواس صاحب القيمة الدولية والإقليمية والوطنية، ويكفى أن تقول الرجل ذو القبعة ليعرفه العالم كله من روسيا إلى بلاد الأدغال"، مضيفًا أن "جزء كبير مما أكسب الآثار المصرية شعبية عالمية هو شخص زاهى حواس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة