جماعة "الدعوة والإصلاح" السنية فرع الإخوان فى إيران.. تأسست 1979 ونفت صلاتها بالإخوان.. مواقفها تفضح علاقتها بالتنظيم الدولى.. وبيرانى عراب: الإخوان فى إيران حلقة الوصل بين التنظيم الدولى وتركيا

الأحد، 10 سبتمبر 2017 08:00 ص
جماعة "الدعوة والإصلاح" السنية فرع الإخوان فى إيران.. تأسست 1979 ونفت صلاتها بالإخوان.. مواقفها تفضح علاقتها بالتنظيم الدولى.. وبيرانى عراب: الإخوان فى إيران حلقة الوصل بين التنظيم الدولى وتركيا جماعة "الدعوة والإصلاح" السنية فرع الإخوان فى إيران
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشاهد عدة شهد عليها التاريخ وأخرى جرت خلف الأبواب المغلقة، تحكى قصة علاقة نشأت منذ أربعينيات القرن الماضى بين إيران والتنظيم الدولى للإخوان الإرهابى، ظهرت قوية حين سمح المرشد الأعلى فى إيران عقب الثورة الإيرانية 1979 بترجمة كتب ومؤلفات الإخوانى سيد قطب إلى الفارسية فى إيران.

 

ولم تقف العلاقات عند هذا الحد من الإعجاب المتبادل بأفكار الطرفين، ففى العمق تشكلت داخل إيران جماعة "الدعوة والإصلاح السنية" كفرع للتنظيم الدولى للإخوان رافعة شعارها "الحرية والعدالة والإيخاء"، ويمكن وصفها بالحلقة المفقودة فى العلاقات التى تربط إيران بالتنظيم الدولى للجماعة الإرهابية.

 

ونشأ فرع التنظيم الإخوانى فى إيران عام 1979 عقب الثورة الإسلامية، وبحسب ما كتبته الجماعة عن نفسها على موقعها الإلكترونى الذى يصدر بالعديد من النسخ الفارسية والعربية والكوردية، أنها جماعة مدنیة ذات مرجعیة إسلامیة، تأسست للحفاظ علی معتقدات أهل السنة فی إیران وهویتها، ونفت تلقى أى دعم خارجى من التنظيم  حيث قال بيرانى فى إحدى حواراته "نحن جماعة مستقلة فى کل الجوانب، ومنها الجانب الاقتصادى، فلا نتلقى أى دعم خارجى، لکن قد يتعاون القسم الخيرى من الجماعة مع بعض الجهات الخيرية لبناء المساجد والمدارس الشرعية وکفالة الأيتام ومساعدة الفقراء فى بعض الأحيان".

 

عبد الرحمن بيرانى
عبد الرحمن بيرانى

 

وتلتزم جماعة الإصلاح السنية بمبادئ التنظيم الدولى للإخوان، لكنها بخلاف الأفرع الأخرى المتعطشة للسلطة، لا تمارس السياسة فى ظل قبضة المرشد الأعلى القوية فى إيران التى تسيطر على كافة السلطات والصلاحيات، لكنها تنشط فى مجالات الفكر والاجتماع والثقافة، ولديها أعضاء من أهل السنة يقدرون بالآلاف فى مختلف المحافظات الإيرانية، وتقيم مؤتمرات دورية. غير أن السلطات فى إيران تستغل أحيانا صلاتها بأفرع التنظيم الدولى للجماعة فى تركيا، وقامت بإرسال عراب التنظيم وحلقة الوصل معه أمينها العام "عبد الرحمن بيرانى" لتركيا فى مارس الماضى لترطيب الأجواء السياسية مع النظام التركى.

 

ورغم نفى أمينها العام "بيرانى" علاقتها بالتنظيم الدولى على نحو ما قال فى إحدى مقابلاته مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فى 4 يوليو 2010 "إن جماعته ليست جزءا من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين التى تتخذ من العاصمة المصرية مقرا لها"، إلا أن التزام جماعة الاصلاح السنية بمبادئ التنظيم وعلاقاتها معه ظهر واضحا فى مواقفها حيث لم تنقطع أواصر تلك العلاقة مع مرور السنوات.

 

تهنئة بيراني للمخلوع محمد مرسى عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية
تهنئة بيراني للمعزول محمد مرسى عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية

 

مواقف التنظيم الإخوانى فى إيران فضحت صلاتها بالتنظيم، فقد أرسل أمين التنظيم بيرانى رسالة مفتوحة للرئيس المعزول محمد مرسى يهنئه فيها على فوزه بالانتخابات فى 2012، مازالت هذه الرسالة حتى كتابة هذه السطور منشورة على موقعها الإلكترونى والمواقع الإيرانية الأخرى، أثنى فيها على مؤسس التنظيم الدولى حسن البنا والذى وضع بذرة الجماعة الشيطانية، قائلا: "نعتبر هذا الفوز نتاجا مبارکا لثمانیة عقود من العمل الدؤوب المخلص وثمرة مبارکة من ثمار الشجرة الطیبة التی غرسها الإمام المؤسس الشهید حسن البنا رحمه الله تعالی وروتها أغلی الدماء وأزکاها".

 

لم تقف علاقة الدعوة والإصلاح السنية فى إيران بالإخوان عند هذا الحد، بل امتدت إلى مساندة المعزول محمد مرسى، وهو ما ظهر جليا فى مقال لأمينها العام نشر فى 27 سبتمبر 2013 بمجلة (الإصلاح) التابعة للجماعة والتى تصدر بالفارسية داخل إيران اعتبر فيه أن مرسى حيكت ضده المؤامرات الداخلية، مرددا مزاعم التنظيم الدولى حول الأوضاع التى تلت مصر فى هذه الفترة، فضلا أن المجلة خصصت تغطية خاصة للأحداث فى مصر، وروجت لمزاعم ومغالطات كثيرة داخل مصر، ويمكن أن يقال أنها كانت بوق للتنظيم الإرهابى فى بث سمومه تجاه مصر.

 

مشاهد من العلاقات الخفية والعلنية بين إيران والتنظيم الإخوانى

وبخلاف العلاقة المشبوهة التى جمعت إيران بالإخوان عبر فرعها الإيرانى "جماعة الإصلاح"، رسمت أيضا الصور المسربة والمعلنة قديما وحديثا من اللقاءات التى جمعت قيادات إيرانية برموز الجماعة الإرهابية خلف الأبواب المغلقة، العديد من علامات الاستفهام حول شكل العلاقة الآن بعد تشرذم التنظيم وتفكك فرعه فى مصر بعدما رفضه القوى الشعبية فى ثورة 30 يونيو، خاصة وأن الشخصيات الإيرانية التى دائما ما تلتقى بها الجماعة تكون من المقربة للحكومة الإيرانية والمرشد الأعلى ورجال دين لها ثقلها فى المعقل الشيعى بمدينة قم الدينية فى إيران.

 

الأراكى ينشر صور لقاء قياديو الجماعة على موقعه الالكترونى
الأراكى ينشر صور لقاء قياديو الجماعة على موقعه الالكترونى

 

ولعل أقرب مشهد رسم علامة استفهام فى أذهان البعض كان مشهد لقاء إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان، ورجل الدين الإيرانى "محسن الأراكى" فى المؤتمر العاشر لـ"منتدى الوحدة الإسلامية" استضافته لندن، خلال الفترة ما بين 21 و23 يوليو الماضى تحت شعار "الإسلام وحملات التشويه"، وحضره العديد من رجال الدين الإيرانيين، وتعمد الأراكى نشر صورة اللقاء على موقعه الإلكترونى، ما يشير إلى أن إيران لاتزال تحافظ على علاقتها بقادة التنظيم الإرهابى.

 

 

أنصار الارهابية ترفع علامة رابعة فى أكبر ميادين طهران
أنصار الارهابية ترفع علامة رابعة فى أكبر ميادين طهران

 

وفى مايو 2014 تزامنا مع الانتخابات الرئاسية فى مصر حيث سمحت السلطات الإيرانية لمجموعة من عناصر تنظيم الإخوان الدولى، بالتجمع فى ميدان "أزادى"، أكبر ساحات العاصمة طهران للتظاهر، رافعين علامة "رابعة"، دعمًا لجماعة الإخوان الإرهابية، والتقطوا الصور التذكارية بجوار شعار "رابعة"، كانت إعلانا من جانبها بمساندة الإرهابية فى مواجهة الشعب المصرى، ومنحها ضوء أخضر بالتقرب مع النظام وذلك رغم الانتقادات التى وجهتها للمعزول أثناء حكمه.

 

زيارة نواب صفوي إلى مصر عام 1954م
زيارة نواب صفوي إلى مصر عام 1954م

 

وإذا عدنا إلى الوراء كانت أشهر صورة التقطت فى أربعينيات القرن الماضى، جمعت سيد قطب الإخوانى ومجتبى نواب صفوى، المقرب من الخمينى، ومؤسس المنظمة الثورية الإسلامية "فدائيان إسلام" وأحد زعماء الحركة الإسلامية الإيرانية الذين ارتبطوا بعلاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين فى مصر، عندما زار مصر فى عام 1945 وكانت الزيارة نتيجة للعلاقات الوطيدة التى جمعت الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية الإيرانية قبل الثورة، حيث قابله عمر التلمسانى، وكان المتحدث الرئيسى فى لقاء جماهيرى إخوانى بجامعة القاهرة.

 

وهكذا اختزلت هذه الصور، والعديد من المشاهد الكثير عن العلاقات التى جمعت إيران بالتنظيم الدولى للإخوان الإرهابى والتى بقيت حتى يومنا هذا.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة