منحت السلطات الإسرائيلية، الجيب الاستيطانى فى وسط مدينة الخليل المحتلة، فى جنوب الضفة الغربية، سلطة إدارة شؤونه البلدية فى إجراء يرى فيه مناهضو الاستيطان تعزيزا "للفصل العنصرى" فى المدينة.
وقال الجيش، فى بيان صادر، الخميس، إنه وقع أمراً بتعزيز سلطات المستوطنين الذين كانوا يسيرون شؤونهم اليومية عبر مجلس يمثل ادارة محلية ولم تكن له صفة قانونية، مضيفًا أنه "بموجب هذا الأمر، سيتم تشكيل مجلس يمثل سكان الحى اليهودى الاستيطانى فى الخليل ويوفر خدمات بلدية لهم فى مجالات مختلفة".
ويبلغ عدد سكان مدينة الخليل نحو 200 ألف فلسطينى، يعيش بينهم نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلى فى عدد من المجمعات المحصنة فى قلب المدينة، واعتبرت الأمم المتحدة، فى يوليو، مدينة الخليل القديمة إرثا عالميا مهددا فى قرار أغضب إسرائيل ولقى ارتياحا لدى الفلسطينيين.
وخفض رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، مساهمة اسرائيل فى تمويل الأمم المتحدة بمليون دولار، قائلًا إن "تصويت اليونسكو تجاهل صلات اليهود بالمدينة من خلال الحرم الإبراهيمى الذى يسميه اليهود "كهف البطاركة"، والحرم مقدس لدى اليهود الذين يعتقدون بأن النبى ابراهيم دفن فيه.
وبعد ثلاث سنوات من مجزرة الحرم الإبراهيمى التى نفذها الأمريكى الإسرائيلى باروخ جولدشتاين، وقتل فيها 29 مسلما فى 1994، تم الاتفاق على أن يتولى الفلسطينيون شؤون 80% من المدينة.
ويسرى القانون العسكرى الإسرائيلى على المستوطنين اليهود ونحو 30 ألف فلسطينى يعيشون بالقرب من الجيب اليهودى.
وقالت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المعارضة للاستيطان، إن الأمر الجديد ليس مجرد أمر إجرائى، موضحة فى بيان الثلاثاء، أنه "من خلال منح المستوطنين اليهود وضعا رسميا، فإن الحكومة الإسرائيلية تشرع نظام الفصل العنصرى فى المدينة"، مضيفه أن "هذه الخطوة لهى مثال آخر على سياسة تعويض أكثر المستوطنين تطرفاً على أعمالهم المخالفة للقانون".
ويعتبر القانون الدولى المستوطنات والبناء الاستيطانى فى الضفة الغربية المحتلة مخالفا للقانون الدولى.
فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، إنه أمر بإحداث التغيير فى وضع مجلس المستوطنين وتعهد بأن يفعل المزيد من أجلهم، مضيفًا فى بيان صادر عن مكتبه، "إن تقوية المجتمع اليهودى فى الخليل هو بالنسبة لى غاية فى الأهمية، أنا مصمم على مواصلة تطوير الاستيطان حتى ينمو ويزدهر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة