يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال أقل من 48 ساعة زيارته الرابعة للصين منذ عام 2014، حيث سيشارك فى حوار استراتيجى حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية، سيقام على المستوى الرئاسى على هامش قمة مجموعة بريكس المقرر عقدها فى مدينة شيامن الساحلية بجنوب شرق الصين بداية من يوم 3 سبتمبر ويستمر لمدة يومين.
وتعد قمة بريكس فرصة لتوضيح التدابير التى قامت مصر بها لتشجيع الاستثمار، والتى تشمل صدور قانون الاستثمار الجديد وما يوفره من حوافز غير مسبوقة، وتسهيل للإجراءات التى تحفز وتشجع الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر، وتوفر المناخ الجاذب له.
وفى السياق نفسه ، قال "وو سى كه" المبعوث الصينى السابق إلى منطقة الشرق الأوسط، والذى سبق أن عمل سفيرا للصين لدى القاهرة فى الفترة من 2003 إلى 2007، إنه لا شك فى أن توجيه الصين دعوة لمصر من أجل المشاركة فى قمة "شيامن" كضيف شرف، تعكس اهتمام الصين بتطوير العلاقات بين البلدين باعتبارها علاقات عريقة وعميقة وممتدة، مسلطًا الضوء أيضًا على مشاركة السيسى فى قمة العشرين العام الماضى.
وأضاف فى تصريحات له نشرتها وسائل إعلام صينية، أن مشاركة مصر فى قمة "بريكس" تساعد فى تعزيز ثقلها الإقليمى والدولى فى الوقت الذى يشهد فيه اقتصادها انتعاشًا تدريجيًا، مشيرًا إلى أن مجموعة بريكس منصة مفتوحة أمام مشاركة الدول النامية والأسواق الصاعدة، وتستطيع مصر جنى المزيد من ثمار التعاون عبر هذه المنصة.
وأشار المبعوث الصينى، إلى أن هذه الزيارة ستدفع التعاون بين البلدين إلى الأمام، وستساعد فى توطيد علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وتطبيق البرنامج التنفيذى لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال الفترة من 2016 إلى 2021 على نحو أفضل.
وأوضح قائلًا أن "مشاركة مصر فى قمة شيامن ستعزز استفادتها من تجارب ناجحة حققتها دول بريكس مثل بنك بريكس للتنمية الذى افتتح رسميا فى شانغهاى عام 2015، حيث أن المركز الإقليمى لهذا البنك فى إفريقيا من شأنه توفير المزيد من التسهيلات للتعاون الاستثمارى بين الصين ومصر، وكذلك بين مصر والدول الأخرى الأعضاء ببريكس".
وعلقت الصين على لسان وزير خارجيتها "وانج يى"، أن مصر شريك هام للصين فى تحقيق مبادرة الحزام والطريق، فمنذ أن طرحت الصين مبادرة الحزام والطريق عام 2013، ومصر تشارك فيها بنشاط وتسعى بشكل حثيث إلى تحقيق التكامل بين المبادرة الصينية واستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030".
وشهد التعاون بين الجانبين فى هذا الإطار تزايداً لافتاً، حيث تظهر الأرقام أن عدد الشركات الصينية العاملة بمصر ارتفع من 40 فى عام 2014 إلى أكثر من 100 حاليًا، فضلا عن زيادة حجم الاستثمارات الصينية فى مصر إلى 700 مليون دولار، إضافة إلى مشاريع عدة تمثل نموذجًا للتعاون العملى بين البلدين، منها على سبيل المثال لا الحصر مشروع القطار المكهرب فى مدينة العاشر من رمضان الذى تم توقيع اتفاقية بشأنه مؤخرا بقيمة أكثر من 1.2 تريليون دولار ومشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وكذا منطقة السويس للتعاون الاقتصادى والتجارى الصينى - المصرى.
مصر ضيف شرف فى المعرض الصينى العربى
ووعلى سياق متصل، تشارك مصر فى معرض الصين والدول العربية بمنطقة نينشيا ذاتية الحكم لقومية "هوى" بشمال غربى الصين، خلال الفترة من 6 - 9 سبتمبر المقبل، وتعد الدورة الحالية للمعرض، والتى اختيرت مصر لتكون ضيف شرف فيها، هى الدورة الثالثة للمعرض الذى ينظم كل عامين.
وسيتضمن المعرض 12 معرضًا ومؤتمرًا على هامش المعرض الرئيسى، فى عدد من المجالات منها، السكك الحديدية فائقة السرعة، نقل التكنولوجيا والابتكار، الزراعة، السياحة، بناء القدرات، اللوجستيات، السياحة.
واستضافت المنطقة ثلاث دورات من المنتدى الاقتصادى والتجارى بين الصين والدول العربية، ودورتين من المعرض الصينى العربى منذ عام 2010 ما لعب دورًا إيجابيا فى تعزيز التبادلات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية بين الصين والدول العربية.
وأصبح المعرض الصينى العربى "علامة بارزة" للمساهمة فى مبادرة "الحزام والطريق" ومنصة شاملة لتعميق التعاون الصينى العربى، وقوة تحفيزية دافعة لانفتاح منطقة نينشيا على الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة