بالأمس تناولت خطورة تصريحات الوزير «مختار جمعة» وزير الأوقاف التى أكد فيها على عدم ترك أى واعظ يخطب الجمعة أو يقدم دروسا دينية إلا بتصريح رسمى من الوزارة أو المديرية حفاظا على المنابر من دخول أصحاب الأفكار المتطرفة والإرهابية، والتى توعد فيها أيضا كل من يخالف هذه القواعد بعقوبات تصل لخصم 3 شهور من الراتب والنقل من المحافظة إلى المناطق النائية مثل سيوة أو العريش»، ونبهت إلى خطورة هذا الخطاب التهميشى للمحافظات الحدودية، داعيا الجميع إلى إلغاء جميع الصفات السلبية المستوطنة فى خطابنا عن هذه المناطق كما ناديت بإطلاق اسم «المحافظات الواعدة» على كل محافظاتنا الحدودية مثل محافظات سيناء والوادى الجديد وأسوان والبحر الأحمر ومطروح، وذلك لأن وصم هذه المحافظات بأنها «مناطق نائية» يحكم عليها بالإعدام، وعلى أهلها بالتهميش، كما يضعف من فرصها فى مجال الاستثمار، ويضعف من قوة موقف الدولة أمام أى مستثمر يريد الاستثمار فى هذه المناطق.
أعرف أن هذا الخطأ لا يخص «وزير الأوقاف» وحده، وأننا جميعا نقع فى هذا الخطأ، لكنى أرى أنه قد آن الأوان لنغير طريقة تعاملنا مع هذه المحافظات، فحينما أصف هذه المحافظات بـ«النائية» أحكم عليها بمزيد من النأى وأباعد ما بينها وبين «المركز» وبالتالى تصبح هذه المحافظات أكثر عرضة للانجذاب لمركز آخر قد لا يكون فى داخل مصر، ولأن الأخطار تحيط بنا من كل جانب، فلابد أن ننتبه ألف مرة.
هنا أجزم بأنه من الواجب علينا الآن أن نتبنى مشروعا قوميا لتغيير صورتنا الذهنية عن هذه المحافظات، كما يجب أن نسعى إلى كسر حالة العزلة التى يفرضها الخطاب الإعلامى والثقافى على هذه المحافظات، فهى «واعدة» بكل ما تعنيه الكلمة من معان، تتمتع بعشرات المميزات التى تفتقدها محافظات المركز، كما أنها تصلح لتكون بؤرة من بؤر الإصلاح فى مصر وعامل إضافة إلى قوة مصر وثرائها الاقتصادى والثقافى، ولهذا يجب علينا أن نصدر إلى تلك المحافظات كل ما يساعدها فى الإعلان عن نفسها وكل ما يدعم وجودها الجمالى على الخارطة المصرية بدلا من تشويهها واعتبارها مخزن نفايات القاهرة وأخواتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة