انعكست أزمة تصنيف الخارجية الأمريكية، للجماعة الإسلامية، كمنظمة إرهابية، على علاقة الجماعة مع الإخوان، بعدما سعت أن تخرج من أزمتها عبر مناشدتها للإخوان بتقديم تنازلات والتوقف عن العبث، لمحاولة إنقاذ الجماعة الإسلامية محليا ودوليا، فى الوقت الذى أكد فيه مراقبون إسلاميون، أن الجماعة الإسلامية حاولت التعاطى مع أزمة اعتبار الخارجية الأمريكية لها جماعة إرهابية، لكن إمكانياتها لم تسعفها.
فى البداية وجه الهارب بقطر، طارق الزمر، الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، رسالة إلى الإدارة الأمريكية باللغة الإنجليزية، بعد تصنيفها للجماعة الإسلامية كمنظمة إرهابية قائلا:"إن ادعاءات الإرهاب هي دليل على فشل النظام السياسى في معالجة أكبر وأهم الاستعراضات الفكرية" - على حد زعمه.
فى المقابل، فتح سمير العركى، القيادى بالجماعة الإسلامية، المتواجد فى تركيا، النار على تحالف دعم الإخوان، بعد استمراره فى إصدار بيانات تحرض على التظاهر، وقال فى رسالته للتحالف:"نصيحة أوقفوا هذا العبث الأسبوعى فلا الثورة بقت ولا أحد يسمع عنكم أو لكم".
فيما وجه خلف علام، محامى الجماعة الإسلامية، والقيادى بحزب البناء والتنمية، نصيحة للإخوان والجماعة الإسلامية، بعد أزمة الجماعة الإسلامية فى أمريكا مطالبا الحركة الإسلامية بضرورة تقديم تنازلات كى تستمر متواجدة فى المشهد.
وطالب محامى الجماعة الإسلامية، الإخوان بضرورة غلق ملف محمد مرسى والسلطة، والدخول فى مفاوضات مباشرة مع الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية حول ملف قيادات الحركة الإسلامية فى السجون والاستعداد لتقديم كل التنازلات والضمانات الكفيلة بتحريك ملف السجناء نحو تحقيق الانفراجة المطلوبة.
وحول طريقة تعامل الجماعة الإسلامية مع تنصيف أمريكا لها جماعة إرهابية، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الجماعة الإسلامية حاولت التعاطى مع أزمة اعتبار الخارجية الأمريكية لها كجماعة إرهابية، لكن إمكانياتها لم تسعفها كذلك مواقفها وطبيعة سياساتها بالملف الإقليمى وبالداخل المصرى، وتفسير الصمت من جانب قيادات الجماعة يعنى العجز حيال أوضاع وأحداث أكبر وأضخم من قدراتها وقدرات من يتولون أمرها.
وأضاف الباحث الإسلامى لـ"اليوم السابع"، إن الجماعة فى مأزق كبير ربما يحمل مفارقة مثيرة لأن هذه الجماعة بجانب الإخوان راهنت على واشنطن والسفارة الأمريكية فى السابق للصعود للسلطة والتمكن منها وظنت أنها ستنصرها وتدعمها ضد المؤسسات وضد التيارات المؤثرة فى الفضاء السياسى المصرى.
وتابع هشام النجار:" بعد التطورات الأخيرة وبعد فشل مشروع أردوغان وقطر ووكلائهما بالداخل العربى برعاية أمريكية، لفظتهم أمريكا التى تشارك الدولة المصرية حاليًا في تحالف ضد الارهاب بمختلف فصائله، وهي مفارقة للتاريخ لمن يتعلم، لكن ثبت أن غالبيتهم لا يتعلمون من دروس الواقع".
وفى نفس السياق أكد ربيع شلبى، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، أن الجماعة الإسلامية، تخشى أن يؤثر تصنيف الخارجية الأمريكية لها كجماعة إرهابية، فى أن يساهم ذلك فى حل ذراعها السياسى الممثل فى حزب البناء والتنمية، لذلك أثرت الصمت، و تطالب الإخوان بضرورة تقديم تنازلات وتستنجد بها لحل أزمتها.
وقال القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، لـ"اليوم السابع" إن وضع قادة الجماعة الإسلامية على القوائم السوداء الخاصة بـ" الرباعى العربى"، وكذلك تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذى استمر فى تصنيف الجماعة الإسلامية جماعة إرهابية يدعمون حل الحزب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة