أكد رئيس الوزراء اليابانى شينزو أبى اليوم الخميس، أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده وبريطانيا، وذلك خلال مؤتمر صحفى عقده مع نظيرته البريطانية تيريزا ماى فى طوكيو.
وقال أبى - حسبما نقلت هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كيه) - إن اليابان وبريطانيا تتشاركان فى القيم الأساسية مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون، مشيرا إلى أنه ناقش مع ماى مستقبل العلاقات بين طوكيو ولندن الشريكتان الاستراتيجيتان.
ووصف أبى إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستى تجاه اليابان مؤخرا بالأمر"المشين"، معتبرا ما حدث بأنه تهديد خطير وغير مسبوق حيث أضاف أن النظام الدولى المبنى على حكم القانون يتم انتهاكه بشكل خطير وطرق مختلفة.
وأكد رئيس الوزراء اليابانى رفضه لتطوير كوريا الشمالية لأسلحة نووية وصواريخ، مشيرا إلى أنه اتفق مع نظيرته البريطانية على الاستمرار فى الضغط على بيونج يانج ومطالبة الصين بلعب دور أكبر فى هذا الملف.
وأعلن أبى أنه اتفق خلال محادثاته مع ماى على دفع العلاقات الثنائية بين اليابان وبريطانيا إلى مرحلة جديدة خاصة فى مجالى الأمن والاقتصاد، وهو الأمر الذى سيكون له تأثير إيجابى على أمن وسلم المجتمع الدولي.
وشدد رئيس الوزراء اليابانى على أهمية دور بريطانيا فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث أكد أن لندن تعد لاعبا مهما للأمن فى المنطقة.
وحول سبل مكافحة الإرهاب والتصدى للقرصنة الإلكترونية، قال أبى إنه اتفق مع ماى على تبادل المعلومات والخبرات حيث أن المملكة المتحدة لديها خبرات كبيرة فى هذا المجال.
كما تطرق أبى فى محادثاته مع نظيرته البريطانية إلى الوضع فى بحر الصين الجنوبي، حيث شدد الجانبان على أهمية الحفاظ على النظام الدولى المبنى على حكم القانون.
وعن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قال أبى إن الشركات اليابانية ستبدأ فى استثمارات جديدة فى المملكة المتحدة حتى بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبى وهو ما يدل على استمرار ثقة طوكيو الكبيرة فى الاقتصاد البريطاني.
وأعرب رئيس الوزراء اليابانى عن أمله فى أن تتم عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بهدوء ونجاح، مؤكدا أن هذا يعد ضروريا للاقتصاد العالمى بأكمله.
من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى - فى زيارتها الأولى لليابان كرئيسة وزراء - أن التعاون الوثيق بين البلدين بات شديد الأهمية خاصة فى تلك المرحلة الحرجة مع تمثيل استفزازات كوريا الشمالية تهديدا غير مسبوقا للأمن الدولي.
وأعربت ماى عن تضامن المملكة المتحدة القوى مع الشعب اليابانى فى الوقت الراهن، مضيفة أن البلدين هما شريكان طبيعيان لهما مصلحة مشتركة وملتزمان بقواعد المجتمع الدولى والتجارة المفتوحة والحرة وأسس الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون.
وأشارت إلى أن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا جديدا هذا الأسبوع كان استفزازا سافرا وتهديدا غير مقبول للأمن القومى الياباني، مضيفة "ندين كوريا الشمالية بأقوى العبارات الممكنة بسبب هذا الفعل المتهور والذى يعد انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأكدت ماى أنها اتفقت مع نظيرها اليابانى شينزو آبى كنتيجة لهذا الفعل غير القانونى على العمل سويا ومع الشركاء بالمجتمع الدولى لزيادة الضغط على كوريا الشمالية بطرق من بينها رفع وتيرة تنفيذ العقوبات والعمل على تبنى قرار جديد وفعال بمجلس الأمن.
وأضافت رئيسة الوزراء البريطانية أن اليابان شريك طبيعى للمملكة المتحدة فى أمور الأمن والدفاع إذ يشكلان الشريكين الأقرب فى أوروبا وآسيا.
وصرحت بأنها اتفقت اليوم مع آبى على إعلان مشترك بشأن التعاون الأمنى لتحسين الرد الجمعى للجانبين على التهديدات التى يتعرض لها النظام الدولى والأمن والسلام العالميين وذلك عبر المزيد من التعاون فى مجالات الدفاع والسياسة الخارجية والأمن الإلكترونى ومكافحة الإرهاب.
كما أكدت ماى أن الجانبين أبرزا معارضتهما لأى أعمال ببحر الصين الجنوبى وبحر الصين الشرقى والتى قد تعمل على زيادة التوترات، موضحة أن الاستقرار فى هذه المنطقة هو اهتمام عالمي، وأضافت "نشجع جميع الأطراف على حل النزاعات بشكل سلمى ووفق القانون الدولي".
ورحبت رئيسة الوزراء البريطانية بإعلان الشركات اليابانية التزامها بتواجد طويل الأمد فى البلاد، مشيرة إلى أن عدة شركات جددت التزامها بعد استفتاء مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وقالت إنها التقت عددا من المستثمرين البارزين فى اليابان واللذين أكدوا ثقتهم فى قوة اقتصاد المملكة المتحدة والتزامهم بالشراكات متبادلة المنفعة.
كما أعربت ماى عن سعادتها بتجديد آبى ثقته المستمرة باقتصاد المملكة المتحدة حتى بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى وذلك خلال حديثه اليوم مع رجال الأعمال.
وأشارت إلى أنها اتفقت مع آبى أنه بمجرد خروج بريطانيا من الاتحاد سيتم العمل سريعا لإنشاء شراكة اقتصادية بين اليابان والمملكة المتحدة تقوم على الأحكام النهائية لاتفاق الشراكة الاقتصادية بين اليابان والاتحاد الأوروبى بعد الانتهاء منه.
وأشارت ماى إلى أن الجانبين أكدا التزامهما اليوم على تنشيط الشراكة البريطانية اليابانية فى عدد من المجالات، كما أعلنت أن الجانبين اتفقا على برنامج جديد للتعاون لضمان تأمين مسابقتى كأس العالم للرجبى والألعاب الأوليمبية والباراليمبية فى اليابان.
وأكدت ماى أن هذه الزيارة تشكل خطوة هامة إلى الأمام ليس فقط فى تعزيز الروابط القائمة ولكن الرؤية المشتركة للتعاون الأكثر عمقا فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة