نشرت صحيفة "الباييس" الإسبانية تقرير عن خلية برشلونة التى نفذت الهجمات الإرهابية التى أسفرت عن مقتل 15 شخصا وعشرات المصابين، وقالت إن الإمام عبد الباقى الساتى العقل المدبر للخلية الارهابية استطاع أن يستمر فى مخططاته رغم مراقبة الاستخبارات الاسبانية له.
وأكدت الصحيفة أن إمام مسجد ريبول له علاقات واسعة مع الإرهابيين داخل أوروبا وخارجها،مشيرة إلى أن انفجار قنبلة فى شقة الخلية التى كانوا يجتمعون بها قبل حادثى الدهس فى برشلونة بأيام قليلة، هو ما جعلهم يسرعون فى ارتكاب الهجوم الإرهابى قبل أن يتم الكشف عن أمرهم بسبب مقتل الإمام فى ذلك الانفجار.
وأوضحت الصحيفة أن الإمام يمارس أنشطة متطرفة منذ 10 سنوات تقريبا، واستطاع أن يسافر إلى بلجيكا عدة مرات دون أن يتم ايقافه، مشيرة إلى أن التحقيقات أوصلت السلطات الإسبانية إلى أن تربط بين إمام برشلونة وجزار مغربى يدعى محمد مرابط، والذى كان يقيم فى كتالونيا وشجع العشرات من الشباب والإرهابيين الأوروبيين على الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش فى العراق وسوريا.
وقالت الصحيفة إن السلطات الإسبانية اعتقلت محمد مرابط عام 2008، وعثرت الشرطة وقتها عند نفتيش بيته على وثائق خاصة بالإمام الساتى فى منزل مرابط أثناء القبض عليه، كما عثرت الشرطة فى بيته على ملف ورقى من 30 صفحة عبارة عن دليل مفصل للمقاتلين الجدد، تحت عنوان "التآمر فى الجهاد واجب شرعى"، ورغم هذا لم يتم تعقب الإمام بأى شكل من الأشكال، لا من قبل السلطات الإسبانية أو البلجيكية.
ومن ناحية آخرى، أكد أحد عناصر الاستخبارات الإسبانية للصحيفة: "لم نعتقل الإمام لمجرد أنه يتلقى ببعض الشباب المتطرف، وذلك لأنه لا يوجد قانون يجزم بذلك".
وقالت الصحيفة إن أهم قاعدة فى دليل الإرهاب التكفيرى الذى عثرت عليه الشرطة فى بيت محمد مرابط هو "كل ما هو محرم على أى مسلم، ليس محرما على التكفيريين ما دام يخدم الإسلام"، ثم تأتى "السرية المطلقة" فى الدرجة الثانية، فالسرية هى "العامل الرئيسى فى أى حرب"، كما ورد فى المادة الأولى من الوثيقة، "ومن الخطأ عدم استخدام التآمر والتجسس فى الجهاد، فحتى الكفار الذين يحكمون العالم يستخدمون الآلاف من الجواسيس للحصول على معلومات عن المسلمين".
وأشار التقرير إلى أن الإمام الساتى سجن فى العام 2010 فى إسبانيا، بعدما قبض عليه وفى حوزته 12 كيلو جرام حشيش فى منطقة سبتة الإسبانية، وفى السجن تعرف الإمام على شخص يدعى رشيد آجليف، وهو أحد زعماء خلية تفجيرات مدريد 2004، والتى ذهب ضحيتها 196 شخصا، ومن خلال هذا الشخص بدأ الساتى طريقه كإرهابى إلى أن قتل على النحو الذى حدث قبل حادثى الدهس فى برشلونة وكامبريلس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة