يوم التروية يستريح فيه الحجاج قبل صعود عرفة وينطلقون إلى منى

الأربعاء، 30 أغسطس 2017 11:17 ص
يوم التروية يستريح فيه الحجاج قبل صعود عرفة وينطلقون إلى منى حجاج بيت الله الحرام - أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوم التروية، هو الثامن من ذى الحجة، ينطلق فيه الحجاج إلى مشعر "منى"، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون فى منى اتباعا للسنة النبوية، ويصلون فيها خمس صلوات، الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة، وسمى يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام.

عن أسباب التسمية أيضا، قيل: "سُمّى يوم التروية، لتروّى إبراهيم فيه قبل ذبح ولده إسماعيل، عليهما السلام، والحج من العبادات التى جعل الشرع مبنى أمرها على التخفيف والتيسير، وقد ورد فى السنة تأصيل قاعدة ذلك، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقف فى حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ فقال: «اذبح ولا حرج»، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمى؟ قال: «ارم ولا حرج»، فما سئل النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن شىء قدم ولا أخّر إلا قال: «افعل ولا حرج»، متفق عليه".

مناسك الحج على قسمين، منها أمور أجمع عليها المسلمون ولا يجوز الخروج عنها، وفيها مسائل اختلف فيها الأئمة الفقهاء، وهذه المسائل الخلافية ينبغى التخفيف فيها على المسلمين، إذ من القواعد المقررة شرعا فى التعامل مع المسائل الخلافية أنه "لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المتفق عليه"، وأنه "يجوز الأخذ بقول أى من المجتهدين فى مسائل الخلاف ما دام ذلك موافقا للمصلحة ومحققا للتيسير والتخفيف"، وأن "الخروج من الخلاف مستحب، إذ أمكن ذلك ولا معارض".

وإذا تقرر أن حفظ النفس من مقاصد الشرع الكلية المقدمة على غيرها من المقاصد، وأن الالتزام فى الخلافيات بقول بعض المجتهدين، ولو كانوا جمهور الفقهاء، مشروط بألا يكون على حساب حفظ النفوس والمهج، وإلا فالأخذ بقول المرخصين والميسرين من الفقهاء يصبح واجبا، درءا لما يحدث من حالات الإصابات والوفيات الناتجة عن تزاحم الحجاج فى أوقات واحدة على مناسك معينة، وليس من الفقه تطبيق شىء مستحب أو مختلف فيه على حساب أرواح الناس ومهجهم.

أما يوم التروية، فالحجيج كانوا يستريحون فيه فى "منى" ويريحون فيه دوابهم وهديهم ويروونها بالماء فى طريقهم إلى عرفة، استعدادا لأعمال هذا اليوم العظيم وما بعده من أعمال يوم النحر وأيام التشريق، ويسن فقط - ولا يجب - للحاج أن يذهب فيه إلى منى فى الضحى، ويصلى فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء مع قصر الصلاة الرباعية فقط وبدون جمع، ويبيت فيها ليلة عرفة، ثم يصلى فيها الفجر وينطلق إلى عرفة فى الضحى أيضا، فإن فعل خلاف هذا وذهب إلى عرفة من يوم الثامن خوفا من الزحام فلا شىء عليه وحجه صحيح، غاية الأمر أنه قد ترك مستحبا، بل وتركه لعذر، فعسى أن يأخذ ثواب الشىء الذى لولا العذر لفعله، وإنما الجبران يكون بترك الواجب لا السنة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة