اعتبر نفسه ابن ثورة يناير فى 2011 ثم وصفها بالمؤامرة الكبرى عام 2014 ثم عاد يمتدحها فى 2016
شراكته مع الإسرائيليين فضحته ومنعته من تولى الوزارة فانطلق "يلطش فى الجميع"
طالب بإبادة الإخوان فى 2014 وعاد بعدها: "لو رجع بى الزمن كنت ساعدت مرسى على الإصلاح"
ادعى البطولة والثورية.. وشركاء الثورة فضحوه: "كنت بتخاف تسلم علينا أيام مبارك"
الوثائق تثبت: تقاضى مليون جنيه فى تسعة أشهر مكافآت بأوامر من نظيف
فى الفيلم الشهير "شىء من الخوف"، عانى الفنان أحمد توفيق من تجاهل زوجته له، وإعجابها بالبطل صاحب الفحولة "عتريس".. مع الوقت تحول الأمر إلى لوثة عقلية، يتخيل أحمد توفيق نفسه "عتريس"، ويصل التخيل إلى قناعة تامة، لكن المشكلة أن لا أحد يصدق "عتريس المزيف"، فتزداد الأمور تعقيدا، يسير "توفيق" فى شوارع القرية مناديا "والنعمة أنا أجدع من عتريس"، مثيرا مزيدا من المشكلات، ومفجرا لمزيد من السخرية، حتى يصل الأمر إلى الصفع على "قفاه".
الدور الذى قام به أحمد توفيق لم يكن دورا من قبيل "سينما الفانتازيا"، لكنه تجسيد لنوعية موجودة من البشر، ولشخص نراه صباح مساء فى الحياة العامة، وفى حقل السياسة، الرجل الذى يشعر دوما أنه "ضئيل" سياسيا واجتماعيا، فيثير الغبار ويملأ الدنيا ضجيجا وزعيقا، محاولا إيصال رسالة مفادها "على فكرة أنا موجود، أنا كويس أوى، أنا أنفع يستخدمونى"، لكنه فى النهاية لا يجنى سوى مزيد من السخرية والتجاهل، فيعود ليزيد من الضجيج، فيواجه مزيدا من السخرية والتجاهل.
البحث عن دور.. حازم عبد العظيم نموذجا
الشخص الذى ينطبق عليه هذا المثل تحديدا فى الحياة السياسية المصرية، هو حازم عبد العظيم، الرجل الذى قدم من المجهول، لم يسمع به أحد قبل يوليو 2011، كانت الحياة السياسية قد فرغت تماما بعد ثورة يناير، كان البحث عن وجوه جديدة جاريا على قدم وساق، حتى أن رئيس الوزراء نفسه لم يكن شخصا معروفا من قبل، وهو الدكتور عصام شرف، شخص ما طرح اسمه لتولى منصب وزير الاتصالات، وكانت تلك بداية ظهور "والنعمة أنا عتريس" لدى حازم عبد العظيم، حين تمت مراجعة ملفه وجدت جهات الأمن ثغرة عظيمة، الرجل شريك مجموعة من الإسرائيليين فى إحدى شركات الاتصالات، وهنا بدأت الرحلة..
أثار حازم عبد العظيم ضجيجا وصخبا مزعجا، وخلافا لما هو معروف وشائع بأن سبب استبعاده هو علاقته بـ"محمد البرادعى" والجمعية الوطنية للتغيير ودعمه لهما، وأن جهاز أمن الدولة هدده من قبل، وهو ما بدأ "عبدالعظيم" نفسه ينسج حوله حكايات أسطورية غريبة عن مواقف وبطولات لم يسمع بها أحد، إذ لم نره مرة فى وسط مظاهرات كفاية، أو بين المعترضين على سياسة حسنى مبارك، بل إن الحقيقة التى انفردت بها "اليوم السابع" فى العام 2011 أن الرجل لم يكن سوى ربيب نظام مبارك وأحد أكبر المستفيدين منه.
بطل من ورق.. حازم عبد العظيم "رجل نظيف وزوجته"
حازم عبد العظيم، الذى قال إن أمن الدولة طارده وهدده فى 2010، كان مقربا للغاية من الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء الأسبق، ففى تسعة أشهر فقط فى 2010 صرف حازم عبد العظيم مليون جنيه مكافآت من وزارة الاتصالات، مكافآت لم تتوقف من أول يناير وحتى سبتمبر 2010، كان هذا هو المبلغ الأكثر ضخامة فى وزارة الاتصالات، والذى لم يحظ به شخص فى الوزارة سوى زوجة أحمد نظيف نفسه، السيدة زينب زكى!.
المشكلة أن الفترة التى يدعى فيها حازم عبد العظيم البطولة، هى الفترة التى فضح فيها عصام سلطان أنه بمجرد تلقيه مكالمة تليفونية شعر بالرعب، وطلب من الجمعية الوطنية للتغيير قطع علاقته معهم، قائلا: "أنا خايف، أنا مرعوب"، وهو الموقف نفسه الذى فضحه عبد الرحمن يوسف، نجل الإخوانى يوسف القرضاوى، هنا بدأت العداوة بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحازم عبد العظيم، الذى حاول تصدر واجهة المعارضة وقتها، واستمر موقفه من المعارضة فى فترة الإخوان التى اتخذ فيها موقفا حادا، حتى أنه حمل الطوب واشتبك مع الإخوان أمام مقرهم بالمقطم.
"عبدالعظيم" المتلون.. يعادى 30 يونيو ويصاحب الإخوان
بعد قيام ثورة 30 يونيو، أصبح حازم عبد العظيم عدوا لثورة يناير، وتحول اسمه على الإنترنت إلى "صائد الطابور الخامس"، ليبدأ فى هذه المرحلة مهاجمة أصدقاء الماضى، وعلى رأسهم العراب والأب الروحى محمد البرادعى، الذى يتهمه "عبد العظيم" صراحة بالخيانة والتخابر مع الخارج ضد مصلحة مصر.
تمر الأيام ويسرب حازم عبد العظيم لنفسه أخبارا فى الصحف، مفادها أنه وزير الشباب والرياضة المقبل، وتأتى حكومة المهندس إبراهيم محلب الأولى، ثم حكومته الثانية، ثم حكومة شريف إسماعيل، ولا ينال حازم عبد العظيم "المشتاق لمنصب" سوى التجاهل، عندها فقط قرر الانقلاب على 30 يونيو ومؤسسات الدولة المصرية، والعودة لصداقة الإخوان ودعمهم، من باب "والنعمة أنا جامد قوى.. أنا أجدع من عتريس".
حازم عبد العظيم.. بهلوان على كل الأحبال
بصحوة ضمير حازم عبد العظيم المزعومة، قرر أن يحكى فى 2016 ما دار فى 2014 عن كواليس انتخابات البرلمان وإعداد قائمة "فى حب مصر"، ولا ندرى حقيقة لماذا كتم على قلبه هذه التفاصيل عامين كاملين! وهكذا بعدما كان حازم عبد العظيم متطرفا حد أنه طالب بإعدام الإخوان جميعا دون تمييز، حتى لو لم يرتكبوا جرائم، لأنهم مشروعات إرهابيين، عاد ليقول إنه لو عاد به الزمن إلى الخلف كان سيدعم محمد مرسى وسيسعى لإصلاح نظام الإخوان، بل إن الرجل الذى كان يطالب بقتل كل الإخوان على الأرض وإبادتهم، عاد ليقول إنه كان ليدين فض اعتصام رابعة، أما ثورة يناير التى وصفها بالمؤامرة واتهم المشاركين فيها فى أعراضهم وذممهم المالية، فقال إنه نادم على هذا.
على صعيد الفريق أحمد شفيق، الذى كان عدوا له فى الفترة من 2011 حتى 2012، وطالب "عبد العظيم" وقتها بالقبض عليه بعد انتخاب محمد مرسى رئيسا، عاد ليصبح صديقا له فى 2013، ثم عدوا له مرة أخرى فى 2014، وأخيرا يعود صديقا له فى 2016، بل يذهب ويلتقط الصور معه فى مقر إقامته فى "أبو ظبى"، فى محاولة منه لأن يبعث رسالة مفادها "لو ما اختارتونيش هلعب مع غيركم".
مشكلة حازم عبد العظيم الكبرى، أنه رجل يلعب على كل الأحبال ويحاول التدليس والتلاعب بكل الأوراق، يثير ضجيجا من باب "والنعمة أنا أجدع من عتريس"، لكن للأسف لا أحد يعيره الانتباه، بل إنه وفى المقابل يتلقى ضربات "القفا" واحدا تلو الآخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة