المرزوقى يتأمر مع الجزيرة لتوريط تونس.. الرئيس السابق يدلى بمعلومات عسكرية للقناة المشبوهة.. ويتهم جيش بلاده بالتقاعس عن حماية سفارة واشنطن..السبسى يصف كلامه بالعار ووزير الدفاع يتهمه بتشويه السمعة

الخميس، 03 أغسطس 2017 12:00 ص
المرزوقى يتأمر مع الجزيرة لتوريط تونس.. الرئيس السابق يدلى بمعلومات عسكرية للقناة المشبوهة.. ويتهم جيش بلاده بالتقاعس عن حماية سفارة واشنطن..السبسى يصف كلامه بالعار ووزير الدفاع يتهمه بتشويه السمعة الرئيس التونسى السابق المنصف المرزوقى
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كلما تحدث أثار جدلا وأثبت عبر كلماته التى تفتقر إلى الاتزان أنه أبعد ما يكون عن رجل الدولة، ورغم جلوسه على كرسى الرئاسة فى قصر قرطاج لأكثر من عامين بعد الثورة التونسية فى 2011، إلا أنه لم يحترم خصوصية هذا المنصب الرفيع وخرج عن كافة البروتوكولات المعمول بها، حتى أن المنصف المرزوقى دفع الشعب التونسى إلى الندم على اليوم الذى منحه فيه الثقة ليكون رئيسا للبلاد فى مرحلة حرجة من تاريخ البلاد.

فى هذه المرة بلغ المرزوقى مرحلة من الهذيان أثارت غضب جموع التونسيين، بعد أن أدلى بحوار لقناة الجزيرة القطرية المعروفة بتآمرها على الدول العربية ودعم الإرهاب أفشى خلاله أسرارا عسكرية تضر بالأمن القومى التونسى، ولم يحترم المرزوقى المنصب الرفيع الذى سمح له بالإطلاع على أسرار الدولة، مما دفع وزارة الدفاع التونسية للمطالبة بمحاسبته على ما قام به.

الرئيس السابق المنصف المرزوقى
الرئيس السابق المنصف المرزوقى

 

فما صرّح به الرئيس السابق، فى برنامج " شاهد على العصر" فى قناة الجزيرة المشبوهة جاء صادما لكثيرين، حيث قال أن قائد الجيش رشيد عمار رفض تنفيذ أوامره بحماية السفارة الأمريكية خلال مهاجمتها من السلفيين فى سبتمبر 2012 بسبب فيلم براءة المسلمين" المسيء للإسلام، مضيفا ان الجيش الوطنى ايضا رفض تنفيذ الأوامر عند مهاجمة السفارة الأمريكية مشيرا الى ان الأمن اختفى وكأنه تبخر فى تلك الاثناء.

وقال المرزوقى "طلب منى رشيد عمّار أمرا كتابيّا لتحريك الجيش" وهو ما تمّ فعلا عندها أخبرنى أنّ المسألة تتطلّب وقتا…فى المقابل كانت الأحداث تتصاعد فى محيط السفارة وسقط 4 ضحايا إلى جانب الإصابات"، وأوضح ايضا ان قادة الامن الكبار أغلقوا هواتفهم ورفضوا الرد على مكالماته وهو ما جعله يتّخذ قرارا بالاستعانة بالأمن الرئاسى الذى تمكن من تهدئة الأوضاع.

احداث السفارة الأمريكية
أحداث السفارة الأمريكية

 

وكشف المرزقى أن الولايات المتحدة الأمريكيّة كانت تفكرّ فى إنزال عسكرى لقواتها فى تونس لحماية سفارتها بعد تأكّد جديّة الهجوم ، مؤكدا انه لولا تدخل الأمن الرئاسى فى الوقت المناسب وإنقاذ السفير والموظفين لقامت أمريكا بالإنزال العسكرى ولحدثت الكارثة.

تلك التصريحات قلبت الداخل التونسى رأسا على عقب لما سيكون له عواقب وخيمة قد تعرض البلاد الى أزمة مع الولايات المتحدة ، وأكد مراقبون أن المرزوقى والقناة القطرية المشبوهة يديران مؤامرة لتوريط تونس فى أزمات دبلوماسية كبرى، وبدأت الاتهامات تتوالى على الرئيس السابق بتهمة الخيانة العظمى وإفشاء أسرار عسكرية تضر بالبلاد.

المرزوقى يتهم الجيش بعدم حماية السفارة
المرزوقى يتهم الجيش بعدم حماية السفارة

 

وما يؤكد وجود مؤامرة على تونس تديرها قناة الجزيرة والمرزوقى أن هذه ليست المرة الأولى التى يدلى فيها الرئيس السابق بتصريحات مثيرة للجدل تسببت فى مشاكل سياسية داخلية، وأكد المراقبون أن حلقات برنامج "شاهد على العصر" تعد تدخلا فى الشأن التونسى ومحاولة لتأجيج الأوضاع الداخلية، واتهمت صحيفة الشروق التونسية فى تقرير لها مع بداية إذاعة تلك السلسة من الحلقات، قناة الجزيرة بالتدخل فى الشأن التونسى، وقالت "بدل انشغالها بتلميع صورتها وحفظ ما بقى متاح للتعاطف معها تعمد قناة الجزيرة القطرية الى مواصلة نهج التدخل فى الشأن التونسى عبر "شهادات زائفة على العصر".

واستدعت تصريحات المرزوقى خروج مؤسسة الرئاسة عن صمتها حيث قال الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى فى ٲوّل تعليق له إن هذه التصريحات تمثل "فضيحة ووصمة عار" مضيفا "نرجو من الله ٲن يحفظ تونس من بعض ٲبنائها الذين يسيئون إليها".

المرزوقى وإعلامى القناة المشبوهة أحمد منصور
المرزوقى وإعلامى القناة المشبوهة أحمد منصور

 

وبدأت الجهات السيادية التونسية التحرك ضد المرزوقى دفاعا عن البلاد وتحاشيا للدخول فى أزمة مع واشنطن، حيث طالب القائد العام للجيش التونسى الجنرال رشيد عمار، بسحب صفة الرئيس السابق عن المرزوقي، وتحرك وزير الدفاع السابق عبدالكريم الزبيدى للدفاع عن شرف المؤسسة العسكرية التونسية حيث قدم طلب إلى وزارة الدفاع الوطنى لرفع السرية عن كل المراسلات والتسجيلات والوثائق المتعلقة بالقضية، كما تقدم بنفس الطلب إلى رئاسة الجمهورية.

وبالفعل وافقت الرئاسة التونسية على رفع السرية عن كل الوثائق المتعلقة بقضية السفارة الأمريكية، إلى جانب كل ما يتعلق بملابسات تسليم رئيس الوزراء الليبى الأسبق البغدادى المحمودى إلى طرابلس، تلك التحركات على أعلى المستويات قد يضع المرزوقى أمام طائلة المحاسبة القضائية بتهم كشف أسرار عسكرية وإفشاء معلومات تمس أمن الدولة وضعت تحت تصرفه أثناء ممارسته لمهامه، إلى جانب المس بحرمة المؤسسة العسكرية ونشر معلومات مضللة.

وبالفعل أعلنت النيابة العامة التونسية فتح تحقيق فيما أدلى به المرزوقى من الحديث عن مسائل عسكرية وذات علاقة مباشرة بالمس من الأمن القومى للدولة التونسية وأمن الدولة الداخلي، وقالت مصادر رسمية – وفقا لوسائل إعلام محلية - أن النيابة العسكرية قررت الاستماع إلى كل من المرزوقى ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية الأسبق عماد الدائمى ووزير الدفاع السابق عبدالكريم الزبيدى وقائد الجيش التونسى السابق الجنرال رشيد عمار، خلال نفس الفترة.

علاقة المرزوقى المشبوهة بقناة الجزيرة
علاقة المرزوقى المشبوهة بقناة الجزيرة

 

ومن جانبه شدد وزير الداخلية فى حكومة الترويكا و القيادى فى حركة النهضة ،على العريض على أنه "لم يُطرح أى انزال عسكرى أمريكى عندما كنا نخوض المعركة، ولا يمكننا أن نقبله"، لافتا الى أن الولايات المتحدة فكرت، بعد العملية فى دعم حماية السفارة وفكرت فى استقدام وحدات لحمايتها لكننا رفضنا باعتبار أن كل البعثات الدبلوماسية والأجانب أمنهم من مسؤولياتنا ومن واجبنا ولسنا عاجزين عن حماية بلادنا".

توقيت تصريحات الرئيس السابق واختياره للجزيرة كمنبر وحيد لتصدير شهادته المغلوطة توحى بأن هناك اتفاق ما بينهما لمحاولة إعادته لقصر قرطاج مرة آخرى، وهو المعروف بولائه لقطر الإمارة الإرهابية والذى كان الذراع اليمنى لحكامها فى المنطقة لتنفيذ مخطتها بدعم صعود الإسلاميين للسلطة، إلا أن التجربة أثبتت وعى الشعب التونسى الذى لفظ المرزوقى ولن يلدغ من جحره مرتين.

   










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة