واحدة من المرات التى تجد نفسك فيها تشكر صفحات التواصل الاجتماعى، وتعترف بفضل مارك زوكربيرج ورفاقه، هى ما حدث خلال الأسبوع الماضى، فقد انهال فيض من المحبة على الثلاثى الجميل وحيد الطويلة وجار النبى الحلو وشعبان يوسف بعد أن ألمت بهم بعض الأزمات الصحية وقد كتب الله لهم السلامة بفضل حب الناس.
كانت البداية مع الروائى الكبير وحيد الطويلة، حيث وقع خبر إصابته بجلطة فى القلب على الجميع مثل جبل ثقيل أسود قاتم، فقد ضجت الصفحات بالدعاء وأمنيات الشفاء بعدما أعلنت زوجته الفاضلة أنهم فى المستشفى الآن، ووصل التفاؤل والحث على المقاومة لدرجة أن البعض طالب وحيد الطويلة بالوجود فى «قعدة الجمعة» على قهوة البستان.. وقد كان.
ففى الجمعة الماضية كان وحيد الطويلة جالسا بين أصدقائه، مدفوعا بقدر كبير لا يقدر من الحب الذى شعر به خلال الفترة الماضية، هذا الحب الذى مثّل القوة التى بثت فى القلب القوة ومنحته القدرة على المقاومة، وبثت فيه حب البقاء وجعلته يقاوم إحساسه بالتعب ويصر أن يأتى من سكنه البعيد لأنه يعرف أن اطمئنان أصدقائه عليه قيمة يعرفها ويعرفونها.
بعد مرض وحيد طويلة بأيام قليلة علم الجميع بأن الكاتب الجميل جار النبى الحلو سوف سيجرى عملية قلب مفتوح، وهو ما حدث بالفعل، ولفت انتباهى وقتها الاهتمام الحقيقى من الجميع بـقلب الطفل كما أطلق البعض على جار النبى الحلو الذى تتحسن حالته ونتمنى من الله أن يكتب له الشفاء التام.
وفى حالة جار النبى الحلو أدهشنى ذلك الإجماع العام على شخصه، حيث ثمن الناس هدوءه وعزوفه عن صغائر الأشياء وتمسكه بسمت ابن القرية الذى تعترف المدينة بقيمته وقدرته وتشكر له ثباته على ما آمن به ووهب نفسه له طوال عمره.
أما شعبان يوسف الذى أجرى عملية فى إحدى عينيه، فقد كان الاهتمام به متوقعا ومحبته عند الكثيرين معروفه، فهو متواصل مع الجميع، ويعرف الجميع قدره وقيمته، لكن هو الذى فاجأته هذه المحبة للدرجة التى كتب على صفحته على «الفيس بوك» يقول: «مذهول من تلك المحبة التى غمرتى بها الأصدقاء المحبون من مصر وخارجها للاطمئنان على حالتى الصحية وممتن لأبعد الحدود لهذا الدفء الحميم الذى جعل محنتى الصغيرة شيثا لا يذكر... أمام هذا النهر العذب من المودة والإنسانية .. وممتن لصديقاتى ميسون صقر وعزة كامل وحنان الدناصورى لرفقتهن لى أثناء إجراء العملية بالمستشفى.. شكرا شكرا شكرا لمحبتكم الغامرة..وعرفت أن مقولة الصديق عند الضيق ليست مجازا.. ولكنها حقيقة تتجسد على الأرض وفى الواقع».
نعم.. إنه الحب القادر على صناعة المستحيل وبث الطمأنينة فى القلوب ورفع الروح المعنوية إلى أعلى درجاتها، ومن الطبيعى أن يكون ذلك متوفرا فى الوسط الثقافى، لأنه عالم يعرف قيمة المشاعر ويعتمد عليها فى بناء أركانه، وبالطبع لسنا فى حاجة لانتظار حدوث أمر جلل حتى نعبر عن مشاعرنا واهتمامنا بالآخرين، وبالطبع فإن حياتنا الشخصية لها أولوية فى التعبير عن إحساسنا الطيب بالآخرين المحيطين بنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة