تبنى الجهاز القومى للتنسيق الحضارى برئاسة مشروع توثيق وإحياء الحدائق التراثية فى مصر بناءً على ما انتهت إليه توصيات اللجنة القومية لتطوير وحماية القاهرة التراثية بضرورة إطلاق مشروع تطوير وإعادة إحياء الحدائق التراثية فى مصر وبناءً على هذه التوصيات قام جهاز التنسيق الحضارى ووزارة التنمية المحلية بوضع رؤية للحفاظ على الحدائق التراثية المختلفة على مستوى الجمهورية.
وقال محمد أبو سعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، إن المشروع يهدف إلى إعادة إحياء وتطوير القناطر الخيرية، وكذلك إعادة توظيف المباني التراثية بها لتكون متنزه يستقبل الزائرين في جميع المواسم، وتكون منطقة جذب سياحية واستثمارية .
وأضاف أبو سعدة، أن هذا المشروع تم مناقشته باجتماع عقد بوزارة التنمية المحلية وبحضور محافظ القليوبية والتنسيق الحضارى والتخطيط العمرانى ، وتمت الموافقة على بدء المرحلة الأولى من المشروع فور الانتهاء من الرسومات التنفيذية.
ولفت محمد أبو سعدة، إلى أن الدراسة التي أعدها المهندس طارق المرى والمهندس حاتم السعيد رصدت المشكلات التى تعانى منها القناطر من حيث تدهور الطابع المعمارى المحيط وعدم توافقه مع المبانى التراثية والأثريىة ، عدم صيانة النظم الميكانيكية للسدود، وعدم استغلال الفراغات العامة واستخدام الجسور الأثرية لعبور السيارت والنقل الثقيل.
وتابع أبو سعدة، أن نظراً لهذه المشكلات المتعددة، تم وضع حلول علمية للحفاظ على القناطر الخيرية التى تعكس مدى تقدم الدولة المصرية فى ذلك الوقت، وقد وضعت دراسة متكاملة للحفاظ عليها وذلك من خلال تطبيق أسس ومعايير التنسيق الحضارى وإعادة تأهيل المبانى ذات القيمة المتميزة بتوظيفها بأنشطة مناسبة مما يدر عائد إقتصادى يحقق وسيلة تمويل ذاتية للحفاظ وتطوير الحديقة، وعمل توثيق علمى للقناطر الخيرية شامل المبانى والأشجار النادرة من خلال منهج علمى متخصص وذلك بعد ترميمها وتطويرها، وتسهيل الوصول للقناطر عن طريق الأتوبيس النهري رحلات يوميه.
ويشار إلى أن القناطر الخيرية هى أحد أهم مشروعات محمد علي باشا التقدمية والتى غيرت نظام الرى فى مصر من الموسمى إلى الدائم حيث بدء تنفيذها في عام 1834 بعهد محمد على وتم الانتهاء منها عام 1868 بعهد الخديوي إسماعيل، وتكونت من قنطرتين كبيرتين بهما 132 بوابة على فرعى النيل يصل بينهما رصيف كبير وثلاث ترع تتفرع من النيل لتغذية الدلتا وهي الرياحات الثلاثة المنوفي والبحيرى والتوفيقي أو الشرقاوى، وجلب لها محمد على أنواع نادرة من الأشجار من جميع أنحاء العالم لتكون متنزه ينتفع به المصريين بجانب الرى وسمت حدائق الشرق، وسماها محمد على القناطر المجيدية ثم تم تغبير أسمها للقناطر الخيرية نسبة إلى الخير الذى عم على المصريين نتيجة إنشائها، فكانت اهم مشروعات العالم في هندسة الري .
جدير بالذكر، أن مصر تمتلك كنزاً من الحدائق التراثية من عصر محمد على والخديوى إسماعيل ومنها حديقة الأندلس والأسماك والأزبكية الاورمان والحيوان بالقاهرة وحديقة أنطونيادوس بالأسكندرية وحديقة القناطر الخيرية بالقليوبية والتي يعمل الجهاز حاليا على تطويرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة