بعد جدل استمر شهرين كاملين، غاب الأنبا إبرام أسقف الفيوم عن إيبراشيته واعتكف فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون وتقدم باستقالته، ولكن لجنة شئون الإيبراشيات بالمجمع المقدس للكنيسة رفضت تلك الاستقالة التى قدمها الأسقف للبابا منتصف يوليو الماضى، وطالبته بالعودة لإدارة شئون كنائس الفيوم مرة أخرى.
أحد الأساقفة أعضاء لجنة الإيبراشيات كشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل رفض الاستقالة بالإجماع فى الاجتماع الذى عقد بمقر المجمع المقدس بالعباسية برئاسة الأنبا هدرا مطران أسوان، حيث استعرض الحاضرون مواد القانون الكنسى الذى يسرى فى تلك الحالة.
وعرض أحد الأساقفة الرأى القائل بزواج الأسقف من إيبراشيته وعدم جواز ترك العمل الرعوى إلا بالوفاة، فلا يجوز لعروس أن يترك عروسه، الأمر الذى لاقى قبول لدى الحاضرين.
وأوضح الأسقف الذى رفض الإفصاح عن اسمه، أن قرار الرفض جاء ليغلق الباب أمام البدع فى المناصب الكنسية التى تسير بنظام محكم تسلمناه من الآباء الرسل، حسب وصفه، مضيفًا أن "قبول تلك الاستقالة سوف يحدث ارتباكًا فى المجمع المقدس، وتصبح حالة يمكن التشبه بها مستقبلًا، ومن ثم قد نسمع مطالبات بإحالة الأساقفة على المعاش وغيره من الهرطقات وهى أمور لا يمكن القبول بها".
ووفقًا للقانون الكنسى فإن رفض استقالة الأنبا إبرام تضع البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أمام ثلاثة سيناريوهات لا ثالث لهما، الأول هو إقناع الأنبا إبرام بالعودة إلى ممارسة عمله، خاصة مع كثرة المناشدات التى تطالبه بذلك سواء من الكنيسة أو من شعب الفيوم.
أما الحل الثانى، فهو ترك الأنبا إبرام فى خلوته الروحية بدير الأنبا بيشوى فى حال رفضه العودة، وتكليف الأنبا إسحق الأسقف العام المساعد بإدارة الإيبراشية مثلما جرى مع الأنبا مينا مطران جرجا الراحل.
ويأتى السيناريو الثالث باقتسام العمل بين الأنبا إبرام، والأنبا إسحق، مع السماح للأنبا إبرام بالخلوة الروحية فى دير الأنبا بيشوى الذى ترهب فيه أو دير العزب بالفيوم التابع له.
وكانت الكنيسة قد أصدرت بيانًا رسميًا حول أزمة الأنبا إبرام، حيث أكدت على حبها وتقديرها له كأسقف جليل ومعلم كنسى كبير نافية وجود أى خلافات دفعته للاعتكاف بالدير بعدما تظاهر العشرات من شعب الكنيسة أمام قلايته بدير الأنبا بيشوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة