يبدأ إليستر بيرت، وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى وزارتى الخارجية والتنمية الدولية زيارة لمصر اليوم الأربعاء، وهى الزيارة الأولى له بعد توليه المنصب فى يونيو الماضى، كأول وزير دولة مشترك فى وزارتين.
الزيارة رفيعة المستوى تأتى بعد زيارة وزير الخارجية بوريس جونسون للقاهرة فى فبراير الماضى، وهو ما اعتبره جون كاسن السفير البريطانى بالقاهرة دليلاً عن الأهمية الاستراتيجية التى تحملها القاهرة بالنسبة للمملكة المتحدة.
فيما قال السفير البريطانى فى تصريحاتٍ لعدد من الصحفيين، إن الزيارة ترتكز على 3 محاور أساسية؛ هى الاقتصاد، والتعليم، والأمن.
وأوضح السفير جون كاسن أن العلاقات بين مصر وبريطانيا لم تتوقف خلال الثلاثة أعوام الماضية، وأن زيارة الوزير البريطانى ستكون مهمة لما لديه من تجربة ثرية فى الشرق الأوسط، إذ لديه باع طويل من العمل فى شئونها، وأكد أن المملكة المتحدة ستسعى للانخراط فى الأجندة الاستراتيجية والاقتصادية لمصر، إذ تدرك أن عام 2017 حاسم لمصر ضمن المسار الإصلاح التى تتخذه، مؤكدا أنها دولة محورية فى المنطقة، ونجاح اقتصادها سيكون أساس نجاحها وازدهارها.
السفير البريطانى بالقاهرة جون كاسن
الاقتصاد
وأشار السفير البريطانى إلى أن المجال الاقتصادى سيكون على رأس أولويات الزيارة، إذ تعد المملكة المتحدة الشريك رقم واحد لمصر منذ عام 2011، موضّحًا أن شركة "بريتيش بتروليوم"– بى بى البريطانية على سبيل المثال تستثمر 13 مليار دولار خلال الخمسة أعوام القادمة فى البلاد، ما يعنى خلق المزيد من الوظائف وتوظيف المزيد من المصريين.
وشدد السفير جون كاسن على أن بريطانيا تسعى لضخ استثمارات جديدة فى البنية التحتية، من خلال إيفاد بعثة تجارية الشهر المقبل، والتى يرأسها المبعوث التجارى جيفرى دونالدسون، والذى يتابع الاستثمارات البريطانية فى مصر، كما تعمل المملكة المتحدة مع الحكومة المصرية على إصلاح إصدارات التراخيص لتسهيل إنشاء رجال الأعمال مشروعاتهم الخاصة، وهو الأمر الذى سيحسن البيئة الاستثمارية، وسوف تستفيد منها كل من الشركات المصرية، والمستثمرين البريطانيين.
وأشار "كاسن" إلى أن البعثة التجارية التى ستزور مصر الشهر المقبل ستبحث فرص الاستثمار فى البنية التحتية، مؤكدا أن العاصمة الجديدة واحدة من أهم الفرص الموجودة الآن فى مصر، وهذا ربما يكون جزءًا من المناقشات.
جيفرى دونالدسون المبعوث التجارى
التعليم
وفيما يخص مجال التعليم؛ أكد السفير جون كاسون أن بريطانيا الشريك الاقتصادى الأول وتقدم منح التشفنينج، ومنح "نيوتن مشرفة" التى تقدم منح الدكتوراة والماجستير، مشيرا إلى أن الوزير البريطانى أليستر بيرت سوف يلتقى الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى المصرى، لبحث دعم الوزارة وإصلاح عملية التعليم، إذ تؤمن بريطانيا بضرورة الاستثمار فى التعليم كأهمية استراتيجية، متابعًا: "نريد أن نكتشف كيفية مساعدة مصر فى هذا المجال من خلال تحديث عملية التعليم وتدريب المدرسين".
الأمن
وعن مجال الأمن أكد السفير جون كاسن أن بريطانيا رائدة فى محاربة تنظيم "داعش" من خلال الشراكة مع الولايات المتحدة، فى إطار التحالف الدولى لمحاربة التنظيم الإرهابى، إذ تعد محاربة الإرهاب هدفًا أساسيًا أمام كل من مصر وبريطانيا، الذان يعملان سويا على محاربة الإرهاب، مؤكّدًا أن الوزير أليستر برت سوف يقدم الشكر للمسئولين المصريين على تضامنها مع لندن وقت حدوث الهجمات الإرهابية.
محاربة الإرهاب
وقال جون كاسن إن الوزير البريطانى سوف يناقش كيفية محاربة الإرهاب من خلال مراجعة القوانين فى لندن، وعرض الأجندة البريطانية الجديدة التى تستند على خبرة 40 عامًا فى هذا المجال، والعمل على ضرورة مواجهة تنظيم "داعش" الفترة المقبلة، وضمان عدم انتقال عناصر تنظيم "داعش" المهزوم فى العراق إلى ليبيا.
من جانبه؛ أوضح إليستر بيرت بحسب بيان من السفارة البريطانية: "أتطلع إلى زيارتى الأولى لمصر بعد إعادة تعيينى كوزير بالخارجية البريطانية. المملكة المتحدة هى صديق قديم لمصر وهذه الزيارة للقاهرة فرصة مثالية بالنسبة لى لمناقشة المزيد من التعاون البريطانى المصرى فى العديد من المجالات بما فى ذلك التعليم والإصلاح الاقتصادى".
شرم الشيخ
وردا على سؤال عن تطورات استئناف الرحلات البريطانية إلى شرم الشيخ؛ قال السفير جون كاسن فى تصريحات لمجموعة من الصحفيين إن زيارة الوزير بيرت لا تتعلق بهذا الأمر، وإن كانت لن تخلو من مناقشته مع الوزراء المصريين نظرًا لأن بلاده تدرك أهمية الرحلات السياحية لشرم الشيخ، ولن تتوقف حتى تجد حلاً لإعادتها، موضحا أن هناك تقدمًا واضحًا فى هذا الشأن لعمل الخبراء المصريين والبريطانيين باستمرار.
وأوضح السفير أنه لا يجب مقارنة الوضع مع تونس –التى أعادت الحكومة البريطانية الطيران إليها– أو مع روسيا، قائلا إن ما يقرب من ربع مليون سائح بريطانى زاروا مصر خلال 2016، فى الوقت الذى كان فيه عدد السياح الروس صفر، كما زادت نسبة الليالى التى يقضيها السياح البريطانيين فى مصر بنسبة 63% فى الربع الأول من 2017، من خلال الرحلات للغردقة، ومرسى علم، والأقصر، وأسوان، والقاهرة، والإسكندرية، باستثناء شرم الشيخ، إذ كانت تقلع ما يقرب من 40 رحلة طيران فى الأسبوع.
وأوضح أن ذلك على عكس الوضع مع تونس حيث تم قطع الطيران بالكامل مما أثر على وتيرة السياح البريطانيين بنسبة 95% بمعنى عدم سفر بريطانيين إلى الدولة ككل، على خلاف مصر، التى يحتل فيها السائح البريطانى المرتبة الثانية بعد الألمانى فيما يتعلق بالسياحة الأوروبية مؤكدا أن الطريق لا يزال طويلا لكنه مفتوحا للعمل على تعزيز المجال السياحى ولن تتوقف لندن حتى تصل إلى حل.
مراجعة قوانين الإرهاب
وعن سعى بريطانيا لمراجعة القوانين وجعلها أكثر صرامة لمواجهة التشدد والإرهاب، وما إذا كانت تتضمن مراجعة أنشطة أعضاء من جماعة الإخوان التى تصنفها مصر تنظيما إرهابيا، قال كاسن إن مراجعة القوانين يعنى أن تكون للسلطات المعنية القوة لمواجهة الأشرار وهذا يشمل أى شخص يسعى لتنفيذ أى شىء غير قانونى.
وأوضح أن الترويج للإرهاب أو تمويله أو مدحه أو تشجيعه أو التحريض على الكراهية الدينية جميعها أمور غير قانونية، وأن بريطانيا لديها قوانين صارمة بالفعل لكنها ترغب فى سد أى ثغرة يمكن استخدامها من خلال جمعيات خيرية، أو مواقع إلكترونية. وشدد على أن بريطانيا لن تتساهل مع التطرف بعد الآن.
وأشار السفير البريطانى إلى أن هناك 5 دول حول العالم تصنف الإخوان جماعة إرهابية، وبريطانيا واحدة من الدول التى تتبنى نهجا صارما معها، إذ لا يوجد أى اتصال مع أعضائها خلال السنوات الأخيرة، متابعًا: "كما أننا الدولة الوحيدة التى راجعت أنشطتهم لتحديد أوجه المشكلة والاختلاف بين القيم".
وكشف السفير البريطانى أن هناك العشرات من الأشخاص الذين مُنِعوا من دخول بريطانيا، فضلاً عن حرمان العشرات كذلك من الجنسية البريطانية، بعد أن تورطوا فى أعمال إرهابية مؤخرا.
ترشيح مشيرة خطاب إلى اليونسكو
مشيرة خطاب
وفيما يخص أهمية دعم السفيرة مشيرة خطاب المرشحة المصرية لمنصب مدير عام اليونسكو وتمثيلها لأفريقيا؛ قال كاسن: "أعرف مشيرة خطاب جيدا، وترشيحها لهذا المنصب مهم للغاية، ليس فقط لكونها امرأة وسيدة أفريقية، إنما بسبب سجلها الحافل بالخبرات الكثيرة"، موضحا أنه أخبر بلاده بأهميتة ترشيحها.
ولندن لم تعلن حتى الآن عن المرشح التى ستدعمه بريطانيا فى تلك الانتخابات.
وردا على سؤال حول تقييم العلاقة بين القاهرة ولندن؛ قال السفير إن عناوين الأخبار أحيانًا لا تنعكس على أرض الواقع، معزيًا ذلك إلى وجود أجندات سياسية للبعض لجعل العلاقة تبدو وكأنها غير مستقرة. وما تريده بريطانيا هو نجاح مصر على المستوى الأمنى عن طريق هزيمة الإرهاب، وعلى المستوى الاقتصادى والسياسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة