أجر النوال فى اليوم 40 جنيها والجباد 25 ومفرش واحد حصيلة عمل اليوم
الجمعيات الأهلية تستغل احتياجاتهم وتشترى المنج بثمن بخس
جمعية أهلية تدرب 100 شاب وفتاة فى محاولة لإحياء المهنة من جديد
أخميم هى أقدم مدينة فى صناعة النسيج بمحافظة سوهاج، بدأت منذ عصر الفراعنة، وعلى مر العصور كان بكل منزل منازلها نولا لصناعة النسيج العادى أو لصناعة الحرير، حتى أن أحد الأهالى بالمدينة أوضح أن المدينة كان بها ما يقرب من 10 آلاف نول.
فى الفترة الأخيرة عدد الأنوال لا يكاد يصل إلى 15 نولا فقط وأن الحكومة حاولت من خلال المنح الخارجية إحياء تلك الصناعة فأنشأت قرية للنساجين بحى الكوثر وأعدت حوالى 120 نولا ومع مرور الزمن سقطت تلك القرية مع صناعة النسيج إلى الهاوية وباتت الصناعة فى خبر كان.
رصد "اليوم السابع" بالفيديو والصور مأساة النوالين الباقين على ممارسة الصنعة بمدينة أخميم.
فى البداية يقول عم ناصر البالغ من العمر 61 عاما أقدم النوالين بمدينة أخميم: أعمل بالمهنة منذ أن كان عمرى 10 سنوات والآن الجميع يهرب من المهنة، نظرا لصعوبتها فبداية اليوم للعمل بالنسبة لى من الساعة السادسة صباحة حتى الرابعة عصرا والأجر هو 40 جنيها فقط فى ظل الظروف المعيشية الصعبة ومع ذلك ليس لنا مهنة نعمل بها إلا هى، أولادنا هجروا المهنة والحكومة تركتنا بعد أن كانت تقدم لنا الدعم.. مدينة أخميم من أعظم المدن وأقدمها على مستوى العالم فى صناعة الحرير والمنسوجات بداية العمل منذ العصر الفرعونى الجميع هنا يطلق عليها مانشستر ما قبل التاريخ، لأنها أقدم من مدينة مانشستر البريطانية التى تفوقت علينا فى صناعة الحرير والمنسوجات فهى حديثة العهد أما نحن فقدم الصناعة لدينا بقدم تاريخ الفراعنة كل منزل فى أخميم كان به نول هذا النول كان يفتح البيت ويدر دخلا كبيرا، والآن لا يوجد فى أخميم إلا أنوال معدودة على الأصابع.
محمود شاب دخل مجال المهنة حديثة فهو يعمل بمهنة " الجباد" على النول وهى جذب الخيوط ليسهل على النوال الأصلى عملية إخراج الرسومات بالشكل الذى يريد إن كانت طائرا أو شجرة أو صور لأشخاص وبالرغم من العدد الكبير من الخيوط وتشابكها إلا أنه يعلم جيد مكان كل خيط وعندما يجذبه ماذا سيعطى أمام النوال وفى النهاية يحصل على يومية قدرها 25 جنيها لا تكاد تكفيه.
عم محروس أحد النوالين بمدينة أخميم يقول: القصة كلها تكمن فى أن الحكومة تركت النوال يواجه مصيره بعد أن كانت تقدم له الدعم، كانت تمنحه القطن وتوفر له خيوط الحرير كانت هناك حصة ثابتة، كما كانت توفر له المعارض بالمجان الآن الحكومة تركتنا المعرض يريد للمتر الواحد 1000جنيه وعندما نحجز 10 أمتار نحتاج إلى 10000 جنيه وهذا يؤرق الكثير منا، نحن نطالب بتوفير أماكن العرض لنا بالمجان كما كان يحدث فى الماضى.
وأضاف: الأنوال كانت فى الماضى عامل جذب سياحى للأجانب يوميا كانت الأفواج السياحية تزور الأنوال وتشترى كميات كبيرة من المنسوجات القطنية ومن الحرير، والآن إن جاء فوج كل شهر يبقى كويس نحتاج إلى عودة السياحة مرة أخرى للارتقاء بالمهنة، لأننا لو أننا ظللنا على هذه الطريقة سوف تنتهى نهائيا صناعة النسيج والحرير من مصر نهائيا ونستورد من الخارج.
وأوضح عم محروس الأماكن الموجودة بها الأنوال حاليا هى أماكن قديمة جدا ومتهالكة ومعرضة للانهيار على العاملين فى أى وقت، نناشد الحكومة بوضع برنامج حكومى لتطوير تلك الصناعة وشراء المنتجات من الأهالى ودعمهم ماديا ومعنويا وإيجاد مظلة للعلاج والتأمين الصحى لهم للحفاظ على حياتهم من الأمراض التى يتعرضون لها.
الحاج عبد الصبور هريدى شيخ النساجين، يقول: لى 11 ابنًا علمتهم كلهم أعمال النسيج وأنا على استعداد تعليم أى شخص المهنة حتى لا تنقرض وأنا لى أكثر من شهر بدون قطن لعدم وجود أموال لشراء القطن، خاصة مع ارتفاع أسعاره وأطالب المحافظ بالنظر مرة أخرى إلينا مثلما كان يفعل من قبل، نحن نصنع ملايات السرير الكوفيرتات وأقمشة الأنتريهات كل ما يتخيله العقل نستطيع فعله ورسمه من أشكال وألوان، يد الإهمال طالت مهنتنا القرية التى كانت تعمل بكامل طاقتها هرب منها أكثر من 70% من العاملين بالمهنة، نحتاج إلى الدعم نحن نصنع والحكومة تسوق ما نصنعه ولا تتركنا فريسة لجشع التجار والجمعيات الأهلية.
أما حسين على فيقول: مهنة النسيج مهنة عظيمة جدا جدا من الممكن إذا اهتمت بها الدولة ووضعتها ضمن مخطاطتها أن تغزو العالم كله خاصة وأنها صناعة يدوية لها محبيها ومقتنى منتجاتها من كل دول العالم فسعر الكوفيرته يباع بمصر بحوالى 250 جنيها وفى الدول الأوروبية 50 دولارا، وهذا السعر بالنسبة لسعر الدولار الحالى مجزى جدا نحتاج إلى قنوات ترويج فى الخارج، نحتاج أن يتم فتح معارض بالسفارات نحتاج إلى دعم وزارتى التجارة والصناعة من أجل الترويج للمهنة ولو أن هذه المهنة موجودة فى أى بلد فى العالم لكانت هناك طرق كثيرة للحفاظ عليها وتنميتها.
ومن جانبه أوضح أحد النوالين قائلا: الجمعيات الأهلية أصبحت الآن تستغل احتياج النوالين وتقوم بشراء منتجاتهم بثمن بخث بعد أن تمدهم بالخيوط وتحصد هى المال الوفير وتبيع وتسافر إلى كثيرا من الدول وتعرض المنتجات وتبيع وتكسب والنوال يسف تراب فى النهاية، وبالرغم من قيام الحكومة الكندية فى عام 1995 بمد يد العون لتلك الصناعة بالتنسيق مع الحكومة وتم إقامة قرية للنسيج اليدوى بمنطقة حى الكوثر شرق مدينة أخميم للحفاظ على تلك الصناعة فإن الحكومة المصرية تركت الأسر تواجه صعوبات فى عملية شراء المواد الخام وعملية التسويق، وعزفت عن تقديم يد العون أو البحث فى المشاكل التى يواجهها أصحاب تلك الحرفة على الرغم من الشهرة الكبيرة لتلك الصناعة فى الدول الأوروبية حتى.
ومن جانبه قال الدكتور أيمن عبد المنعم محافظ سوهاج أنه تم توقيع، بروتوكول تعاون مع إحدى المؤسسات للتنمية ويهدف لتحقيق التنمية المستدامة المتكاملة فى نطاق مركز ومدينة أخميم والقرى التابعة لها بحضور حاتم خاطر مؤسس ونائب رئيس مؤسسة تروس مصر للتنمية والدكتور خالد عبد الحليم والدكتور شكرى حسين ممثلى مؤسسة تكامل لاستدامة التنمية، والدكتور أحمد عزيز المستشار العلمى للمحافظة محمود إمام رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أخميم، وعدد من أعضاء وزارة التخطيط والتضامن الاجتماعى والجمعيات والمؤسسات الأهلية والتعليمية والبحثية والشركات.
كما أكد المحافظ على أهمية دور منظمات المجتمع المدنى والتعاون بينها وبين الحكومة لتحقيق الارتقاء والتنمية المستدامة وأن فارق النجاح يرجع لقوة المجتمع المدنى والتى تعد أحد الركائز التى يهدف إليها البروتوكول.
وأضاف أنه تم اختيار مركز أخميم لتنفيذ مشروع التنمية المستدامة، نظرا لتوفر المقومات المطلوبة بها من مشروعات رائدة كصناعة النسيج اليدوى ومشروعات الإنتاج الحيوانى والدواجن وتواجد منطقة الكوثر الصناعية بها، كما أنه جارٍ تنفيذ 10 مشروعات بتكلفة 576 مليون جنيه وتم تنفيذ 10% من خطة مشروعات وزارة التربية والتعليم بالمحافظة.
وأضاف المحافظ أنه فى ضوء إحياء النسيج اليدوى تم الاحتفال بتخريج 100 فتاة وشاب من شباب الخريجين كمرحلة أولى للعمل بصناعة المنسوجات اليدوية وذلك فى إطار مبادرة مؤسسة الفراعنة" مؤسسة أهلية" لتشغيل 1000 شاب وفتاة فى هذه الصناعة التراثية وتحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعى وبتمويل من وزارة الصناعة "مجلس التدريب الصناعى" وبالتعاون مع مديرية التربية والتعليم ويأتى ذلك فى إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بربط التعليم الفنى والصناعى بسوق العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة