واصل آلاف الأقباط احتفالهم للأسبوع الثانى بمولد السيدة العذراء بجبل أسيوط الذى ييتم الاحتفال به بالتوازى مع صيام العذراء، حيث يستقبل دير درنكة ما يقرب من 5 مليون زائر سنويًا، وفقًا لما أكده القس الراهب لوقا أمين الدير لـ"اليوم السابع".
اتسمت احتفالات هذا العام بزيادة القبضة الأمنية، خاصة وهى الأولى بعد قرار إلغاء الموالد والأعياد والرحلات القبطية الذى اتخذته الكنائس الشهر الماضى، عقب حادث دير الأنبا صموئيل الإرهابى بالمنيا، ما دفع الدير لإلغاء الكثير من المظاهر الاحتفالية التى كانت تتم الأعوام الماضية بالتنسيق مع الأمن، فألغيت المراجيح الشعبية والشوادر التى كانت تنصب لبيع التذكارات والحلوى فى الأرض المحيطة بالدير، وتم الاكتفاء بالطقوس الدينية والكنسية.
منعت الشرطة صعود السيارات أعلى جبل السيدة العذراء، واكتفت بالسماح بدخول حاملى التصاريح، حيث خصصت لكل عائلة تصريح واحد فقط مزود برقم السيارة وباسم سائقها، أما سيارات الأجرة فمنعت الشرطة صعودها على أن تتولى سيارات وأتوبيسات تابعة للدير نقل الزوار إلى أعلى بالقرب من كنيسة المغارة التى كانت مقرًا للسيدة العذراء عند زيارتها لمصر، وتتولى الكشافة الكنسية تفتيش حقائب الزوار، عبر ثلاثة بوابات إلكترونية دقيقة، ولا تسمح بدخول المواد العطرية أو المواد القابلة للاشتعال، كما منعت للمرة الأولى زيارة المسلمين للدير.
تقيم كنائس الدير قداسات يومية الأول من السادسة حتى السابعة صباحًا والثانى يمتد حتى التاسعة صباحًا، ويحرص الأقباط على تعميد أولادهم فى معمودية الدير لينالوا بركة القديسة مريم العذراء، كما يشهد الدير ذبح الكثير من المواشى والأغنام توزع على الفقراء كنذر.
فى الخامسة مساءا، من كل يوم تنطلق دورة العذراء، حيث تخرج من كنيسة المغارة زفة وموكب من الشمامسة والكهنة والرهبان يتقدمه الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها، تخرج من الكنيسة الأثرية تحمل صور السيدة العذراء مريم والصلبان، وفى المقدمة الأيقونة الأثرية للعذراء مريم التى تطوف أرجاء الدير وتعود مرة أخرى وسط احتفالات وتهليل من الزوار، الذين يحاولون تقبيل يد الأسقف لنيل البركة.
عقب دورة العذراء، يلقى الأنبا يؤانس عظته اليومية من المسرح المنصوب بالقرب من كنيسة المغارة الأثرية، حيث يتجمع آلاف الأقباط للاستماع للعظة التى تسبقها الترانيم والتمجيد للسيدة مريم العذراء.
يعود بعدها الأقباط للاستراحة، وقرب الفجر تبدأ التسبحة التى تستمر حتى قداس باكر الذى يصلى فى السادسة صباحًا.
ومن جانبه، رحب فكرى كميل أحد زوار الدير بالإجراءات الأمنية المتبعة هذا العام وقال لـ"اليوم السابع"، إن الأحداث الإرهابية الأخيرة دفعت الشرطة لاتخاذ تدابير إضافية، وعلى الرغم من صعوبتها إلا إنها تحافظ على أرواح الأقباط.
وأضاف الراهب لوقا أمين الدير لـ"اليوم السابع"، قائلًا إن "دير العذراء يستقبل مليون زائر سنويًا، حيث يتولى خدام الكنيسة والمتطوعين تنظيم عمليات دخول وخروج الزوار، بينما تتولى وزارة الداخلية العمل خارج الدير بخدمات أمنية".
وأكد أمين الدير، أن المكان كان عبارة عن مغارة فرعونية فرغها الفراعنة من الحجارة، حيث كانت مخبئا لهم من الفيضان، ويعود تاريخها إلى 4500 سنة، وحين جاءت العائلة المقدسة إلى مصر احتمت بها، حيث كانت أسيوط فى هذا الوقت عاصمة الإقليم، وقررت العائلة المقدسة أن تستقل مركبًا منها وتعود إلى فلسطين مرة أخرى.
وأشار الراهب القس لوقا، إلى أن وجود العائلة المقدسة بين أهالى درنكة ارتبط بالظواهر النورانية والمعجرات، وحين غادرت أقيمت أول كنيسة فى هذا المكان وهى كنيسة المغارة بالقرن الأول الميلادى، ولم تكن كنيسة كما هى الكنائس حاليًا، إنما كانت كنيسة بمعناها الروحى تقام فيها الصلوات والابتهالات.
وأضاف: "حين ظهرت حركة الرهبنة فى القرن الرابع الهجرى بمصر، تحول هذا المكان إلى دير، وظهر بجبل درنكة أكثر من دير ظل دير درنكة عامرًا بالرهبان واندثرت بقية الأديرة، ولكنها مدونة بالتاريخ القبطى، لافتًا إلى أن دير درنكة كان يسمى بدير الرهبان النساخ، حيث كانت حركة نسخ الكتب مزدهرة فيه.
إلى جانب كنيسة العذراء، يضم الدير مزار الأنبا ميخائيل وهو ضريح مطران أسيوط الراحل الذى توفى منذ ثلاثة أعوام، وكان يلقب بشيخ المطارنة، حيث جرى ترسيمه أسقفًا على أسيوط عام 1927 بيد البابا يوساب الثانى، فكان أقدم مطارنة الكنيسة الأحياء حتى رحل، ويذكر إنه كان يرفض الصلاة خارج إبراشيته حتى إنه رفض تلقى العلاج فى الخارج حتى توفى، ودفن إلى جوار مغارة العذراء كما أوصى قبل وفاته.
عدد الردود 0
بواسطة:
بكرى
العصور الوسطى
مش قادر اصدق اننا فى القرن الحادى والعشرين
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
مصر بخير
كل سنة ومصر طيبة واهلها بخير