مباحثات مهمة بين السيسي ونظيره الجابونى فى "ليبرفيل".. اتفاق على تفعيل التعاون الأمنى والعسكرى بين البلدين.. وعقد اللجنة المشتركة بين الدولتين قبل نهاية 2017.. وبونجو يشيد بتوجه السيسى نحو الانفتاح على إفريقيا

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم، الأربعاء، إلى العاصمة الجابونية ليبرفيل فى مستهل زيارته للجابون، وكان فى استقباله رئيس الوزراء الجابونى ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية وكبار المسئولين الجابونيين، ثم توجه الرئيس إلى القصر الجمهورى فى ليبرفيل حيث كان فى استقباله رئيس الجابون على بونجو.

وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجابونى، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس الجابونى بزيارة الرئيس التاريخية للجابون، والتى تتزامن مع احتفالات الجابون بعيدها الوطنى.

وأشاد الرئيس الجابونى بالعلاقات الوثيقة بين البلدين، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع مصر فى مختلف المجالات، وتطوير أطر التعاون المشترك خاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية، مؤكداً أهمية تفعيل الاتفاقيات التى تم التوقيع عليها بين البلدين خلال زيارته لمصر فى العام الماضى. 

وأكد الرئيس "بونجو" أن مصر تعد قوة اقتصادية كبيرة فى أفريقيا، مشيداً بتوجه الرئيس نحو الانفتاح على القارة الأفريقية واستعادة دور مصر النشط فيها، كما أشاد بالشركات المصرية وما تتمتع به من سمعة طيبة فى أفريقيا، معرباً عن تطلعه لزيادة أنشطتها فى الجابون.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى أعرب خلال المباحثات عن سعادته بزيارة الجابون، كما قدم التهنئة للرئيس "بونجو" وللشعب الجابونى بمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطنى للجابون.

وأشاد الرئيس بالحوار الوطنى الذى أطلقه الرئيس على بونجو والذى حقق نتائج إيجابية وساهم فى تعزيز الاستقرار فى الجابون.

وأشاد الرئيس السيسى خلال المباحثات بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنوع مجالات التعاون المشترك بينهما، مؤكداً عزم مصر على تطوير آفاق التعاون بين البلدين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرى، فى ضوء اهتمام مصر بمد جسور التعاون مع الجابون والدول الأفريقية الشقيقة، بهدف تعزيز التنمية والاستقرار والبناء.

كما أكد الرئيس السيسى حرص مصر على تعزيز الاستثمارات فى الجابون وتنشيط التعاون بين القطاع الخاص فى البلدين فى المجالات كافة.

 وأعرب الرئيس السيسى عن اهتمام مصر بتعزيز التعاون مع الجابون فى المجال الصحى، فى ضوء وجود مستشفى مصرى فى الجابون يقدم الخدمات الطبية للشعب الجابونى.

وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على مواصلة تقديم الدعم الفنى للجابون فى مجال بناء القدرات، وذلك من خلال الدورات التدريبية التى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية للكوادر الجابونية فى مختلف التخصصات المدنية والعسكرية المختلفة.

وأضاف السفير علاء يوسف أن المباحثات بين الرئيسين شهدت تناول عدد من الملفات الأفريقية، فى ضوء تولى الرئيس الجابونى رئاسة الجماعة الاقتصادية لوسط أفريقيا، حيث تم بحث سبل إيجاد حلول لأزمات المنطقة، خاصة فى ضوء عضوية مصر فى مجلس الأمن، وقيامها بدور هام فى دعم جهود تسوية الأزمات لاسيما فى منطقة وسط أفريقيا. كما تم الاتفاق على مواصلة التنسيق بين البلدين فى كل من الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة.

كما شهدت المباحثات تناول موضوعات البيئة، فى ضوء تولى الرئيس الجابونى تنسيق أعمال لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة حول التغير المناخى خَلَفَاً للرئيس السيسى، فضلاً عن انتقال رئاسة مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة من مصر إلى الجابون فى يونيو الماضى، حيث أكد الجانبان أهمية استمرار التنسيق بين البلدين فيما يخص هذه الموضوعات، ودعم الموقف الأفريقى الموحد فى مفاوضات تغير المناخ.

وأوضح المتحدث الرسمى أنه تم خلال المباحثات، الاتفاق على تفعيل التعاون الأمنى والعسكرى بين البلدين وتنسيق جهودهما فى مواجهة الإرهاب وما يمثله من مخاطر على أمن واستقرار مختلف دول القارة الأفريقية والعالم.

ومن جانب آخر، وجه الرئيس الدعوة للرئيس الجابونى للمشاركة فى المؤتمر الدولى للشباب، ومنتدى "أفريقيا 2017"، المقرر عقدهما فى شرم الشيخ فى نوفمبر وديسمبر المقبلين، وقد رحب الرئيس بونجو بالدعوة مؤكداً تطلعه لزيارة مصر فى أقرب فرصة.

واتفق الرئيسان على عقد اللجنة المشتركة بين الدولتين قبل نهاية العام الجارى فى الجابون، بهدف تفعيل أطر التعاون بين مصر والجابون على المستويات كافة، كما شهد الرئيسان التوقيع على اتفاق لتعزيز العلاقات التجارية بين الدولتين.

وتفقد الرئيسان معرضا لمنتجات الأخشاب الجابونية، فى ضوء تطلع الدولتين لتعزيز التعاون المشترك فى مجال تصنيع الأخشاب الجابونية عالية الجودة لتوفير الاحتياجات الكبيرة للسوق المصرى من الأخشاب، فى ضوء تنفيذ مشروع مدينة الأثاث فى دمياط والمدن الجديدة الجارى إنشاؤها فى كافة أنحاء مصر.